مجهولون يختطفون سيدة ألمانية في بغداد
٢١ يوليو ٢٠٢٠أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، اليوم الثلاثاء، اختطاف سيدة ألمانية مساء الاثنين (20 يوليو/تموز 2020) بعد مغادرتها مكتبها في وسط العاصمة العراقية بغداد، مشدداً على مواصلة عملية البحث للكشف عن مصير المواطنة الألمانية المختفية هيلا مفيس التي كانت تدير برنامجاً فنياً في بغداد لدعم صغار الفنانين والموهوبين.
وأضاف معن في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أنه و"لغاية الآن، القوات الأمنية لاتزال تبحث عن المواطنة الألمانية التي اختفت الليلة الماضية في أحد شوارع بغداد".
وأوضح أن هناك "اهتماما أمنيا وتوجيهات من وزير الداخلية عثمان الغانمي للقوات الأمنية بمختلف قطاعاتها لتكثيف الجهود للبحث عنها". وتابع معن أن "هيلا زميلة عزيزة علينا وتحظى بتقدير واحترام من قبلنا وعملت كثيرا من أجل العراق ومن الواجب علينا البحث عنها والقوات تواصل جهودها منذ الليلة الماضية".
وتحفظت الخارجية الألمانية عن إدلاء أي تصريح حول الواقعة، بينما نقلت الوكالة الألمانية عن متحدث باسم الوزارة لم تسميه، قوله بأن الحكومة "لا تعلق مبدئيا على حالات الإختطاف التي يتعرض لها الألمان في الخارج".
من جهته، وصف الدكتور علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، عملية الاختطاف بأنها "مؤشر أمني خطير على عدم قدرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية في حماية الرعايا الأجانب المتواجدين في العراق بشكل رسمي والذين يقدمون خدمات إنسانية وثقافية مستمرة للشعب العراقي في ظروف أحوج ما يكون الشعب إليها".
وكان نشطاء حقوقيون ذكروا في وقت سابق أن مسلحين مجهولين اختطفوا السيدة الألمانية هيلا مفيس في العاصمة العراقية بغداد ليل الإثنين.
وبحسب شهود عيان فإن السيدة المختطفة كانت تقود دراجتها عندما اقتربت منها سيارتان لتجبرها على ركوب إحداهما لاحقاً. وأضاف الشهود أن الاختطاف المفترض وقع بالقرب من مركز للشرطة، وأن أحد أفراد الشرطة شاهد الواقعة ومع ذلك لم يحاول التدخل.
واستخدمت حسب هذه الشهادات شاحنة تحميل بيضاء تشبه تلك التي تستخدمها بعض قوات الأمن.
يذكر أن السيدة هيلا مفيس تعيش في العراق منذ سنوات ولها علاقات جيدة خاصة في الوسط الثقافي العراقي. وتعقيبا على اختطافها، صرحت ذكرى سرسم من مؤسسة "برج بابل" وهي الصديقة المقربة من السيدة المختطفة، للوكالة الفرنسية قائلة: "لا نعرف من اختطفها"، مشددة في الوقت ذاته أن (هيلا) كانت "متوترة للغاية" منذ مقتل الخبير السياسي العراقي هشام الهاشمي قبل أسبوعين والذي اغتيل رمياً بالرصاص أمام منزله في بغداد على يد مجهولين.
وكان معروفا عن الهاشمي وهو خبير استراتيجي تضامنه مع الاحتجاجات التي اجتاحت العراق العام الماضي والتي انتقدت الحكومة بشدة.
وقُتل حوالي 550 شخصًا في أعمال عنف مرتبطة بالاحتجاجات، من بينهم 24 ناشطًا قتلوا برصاص رجال مجهولين، غالباً ما كانوا يركبون دراجات نارية، كما اختطف عشرات آخرون، وأُطلق سراح بعضهم فيما بعد بالقرب من منازلهم فيما لايزال مكان الآخرين مجهولاً.
يذكر أن حالات اختطاف المواطنين الأجانب في العراق قد تزايدت بشكل ملحوظ هذا العام.
ع.ح./ و.ب. (ا ف ب، د ب أ)