الدنمارك ستراجع "مبادرتها العربية" كليا
١١ أبريل ٢٠٠٦اعلن وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر ان بلاده ستراجع "مبادرتها العربية" كليا في ضوء الازمة الحادة التي شهدتها الاشهر الماضية بشأن الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد. و"المبادرة العربية" مشروع اطلقته الحكومة الليبرالية المحافظة عام 2003 في اعقاب اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة, بهدف المساهمة في التصدي للارهاب عن طريق الحوار والتشجيع على الاصلاح واحترام حقوق الانسان والمرأة ونشر الديموقراطية في الدول العربية. وقال مولر (محافظ) في تصريحات ادلى بها في بروكسل ونقلتها وكالة الانباء الدنماركية "ريتساو" "اننا بصدد تحليل تام ل+المبادرة العربية+ في اعقاب ما شهدناه في الاشهر الثلاثة الاخيرة من اجل تحديد ما ينبغي تعديله والخطوات الاضافية التي ينبغي القيام بها". وكان المتحدث باسم الحزب الليبرالي الحاكم انتقد الاثنين هذا المشروع الذي تبلغ قيمته مئة مليون كورون (4,13 مليون يورو) في السنة والذي جمد بفعل موجة الغضب والاحتجاج التي عمت العالم الاسلامي اثر نشر رسوم النبي محمد في صحيفة ييلاندز بوستن الدنماركية. ودعا المتحدث ترولز لوند بولسن في صحيفة "برلينغسكي تيدندي" الاثنين وعبر شبكة تي في 2 الى وقف المساعدات عن الانظمة الدكتاتورية مثل سوريا وايران. وقال "ان بعض الدول العربية مثل سوريا مثلا بعيدة عن التقليد الديموقراطي الى حد يتحتم على الدنمارك التوقف عن منحها مساعدة للتنمية او اي شكل اخر من المساعدة". من جهته اعتبر بيتر سكاروب نائب رئيس حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) الحليف الوحيد للحكومة في البرلمان, ان "المبادرة العربية تعبر عن تودد حيال الانظمة العربية القائمة, وليست تسوية حسابات معهم". غير ان وزير الخارجية شدد على مكانة حرية التعبير في هذا المشروع. وقال "لدينا في هذه المبادرة قسما خاصا بالاعلام نسعى فيه من اجل قيام صحافة حرة ومستقلة في كل من بلدان المنطقة العربية كما في اليمن." واشار الى اهمي "التركيز على المشروع الذي نريد تشجيعه وليس على البلد" الذي توجه اصابع الاتهام الى نظامه. وقال "نريد تشجيع حقوق الانسان ايا كان البلد". وتخصص الدنمارك حوالى 8,0% من اجمالي ناتجها الداخلي للعام 2006 لمساعدة التنمية. (ا ف ب)