الدول المشاركة في مؤتمر العراق تتعهد بخفض ديونه
٣ مايو ٢٠٠٧نجح مؤتمر العراق المنعقد في منتجع شرم الشيخ المصري في تقديم أولى ثماره حيث قررت الدول الدائنة إلغاء جزء كبير من ديونها على العراق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اليوم الخميس(3 مايو/آذار) ان دولا مانحة بينها بريطانيا والسعودية والصين تعهدت بالغاء 30 مليار دولار من الديون المستحقة على حكومة العراق. وأعلن بان ذلك في نهاية اليوم الأول من أعمال المؤتمر والذي خصص لمناقشة سبل إعادة الأعمار الاقتصادي للعراق. وأضاف بان أن المؤتمر تبنى "وثيقة عهد دولي للعراق" وهي خطة خمسية ترمي إلى إحلال الاستقرار في هذا البلد على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وقال بان في مؤتمر صحفي "قدم عدد من الدول التزامات ملموسة اليوم بموجب العهد. وبشكل خاص كان هناك دعم واسع لشروط نادي باريس بخصوص ديون العراق المستحقة." جدير بالذكر أن أعضاء نادي باريس المؤلف من 19 دولة دائنة وافقوا في عام 2004 على إلغاء 32 مليار دولار (80 بالمئة) من ديون العراق للنادي والبالغة 40 مليار دولار. وتوجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالشكر لجميع الدول التي قامت بالإسقاط الكامل أو الجزئي ديونها من على كاهل العراق.
ترحيب أوروبي
ورحب الاتحاد الأوروبي بقوة باعتماد المؤتمر الدولي حول العراق "وثيقة العهد الدولي للعراق"، كما أعربت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها حاليا ألمانيا في بيان نشر في برلين عن "تهنئتها للحكومة العراقية للالتزامات الطموحة التي قطعت في اطار هذه الوثيقة" مشيرة في الوقت نفسه الى ان "التقدم الذي احرز في تحقيق هذه الاهداف سيسهم في زيادة تعزيز التزام الاتحاد الاوروبي" الى جانب بغداد، وذلك حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضافت الرئاسة في البيان "ان هدفنا الرئيسي هو مساعدة العراق على تطبيق البرنامج الطموح الوارد في الوثيقة والعمل على تمكين كل العراقيين من الاستفادة من موارد بلدهم". وتابع البيان قائلا إن "على المجتمع الدولي، وخصوصا دول المنطقة، دعم وتشجيع هذه الجهود"، معربا عن "استعداده لمواصلة تطوير تعاون وشراكة وثيقين مع العراق".
تقارب أمريكي سوري إيراني
وشهد اليوم الأول للمؤتمر اقترابا قامت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في اتجاه خصمي بلادها سوريا وإيران. حيث عقدت رايس محادثة سياسية استمرت قرابة نصف الساعة مع نظيرها السوري وليد المعلم، بحثا فيها الوضع في العراق وضرورة تحقيق الامن فيه، كما تطرقت المحادثات إلى العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة. وقال المعلم في مؤتمر صحفي إن اللقاء "اعتراف ليس بالدور السوري فقط بل باهمية سوريا ومركزها الاستراتيجي في ان تكون جزءا من الحل في المنطقة سواء لتحقيق الامن والاستقرار في العراق او تحقيق الوفاق الوطني اللبناني او تحقيق سلام عادل وشامل في الصراع العربي الاسرائيلي". وقالت رايس من جهتها انها بحثت مع المعلم "مشكلة تدفق المقاتلين الأجانب الذين ينفذون معظم العمليات الانتحارية في العراق". وأضافت ان اتخاذ دمشق اجراء في هذا الصدد يمكن أن يساعد الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى العراق.
وكانت رايس قد التقت على هامش شرم الشيخ مع نظيرها الإيراني منوشهر متكي بشكل قيل إنه عابر لكنه فسر على أنه نوع من التقارب بين الولايات المتحدة وإيران التي تعتبر من ألد أعداء الولايات المتحدة، كما تتهمها الإدارة الأمريكية بالتدخل في شئون جارتهما العراق. وعلى هذا الصعيد رحب وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير الذي يحضر الإجتماع، بلقاء وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس مع نظيرها السوري وقال إن هذا اللقاء "لا يعني بالتأكيد نقطة تحول" ولكنه رأى أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يكون بداية لعملية محادثات تساهم في إزالة سوء الفهم الحالي وقطع الطريق أمام المزيد من سوء هذا الفهم. ودعا شتاينماير إلى مساهمة كل من سوريا وإيران في تحسين الوضع الأمني في العراق.