الرئيس السوري يعد باصلاحات "فورية" ومعارضون يتهمونه ب"التقاعس"
٢٤ مارس ٢٠١١اتهمت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس(24 مارس /آذار 2011) جهات خارجية بالوقوف وراء ما يحدث في محافظة درعا جنوب سورية. وأكدت أن تحقيقات تجري لكشف ملابسات ما يحدث. وقالت شعبان في مؤتمر صحافي :"هناك أدلة على وجود تمويل خارجي وأياد خارجية تقف وراء ما يحدث في درعا". كما أعلنت بثينة شعبان عن اتخاذ "القيادة القطرية" لحزب البعث السوري في اجتماعها برئاسة الرئيس بشار الاسد عدة قرارات على خلفية الاضطرابات في مدينة درعا الجنوبية. وقالت شعبان ان قيادة حزب البعث قررت تشكيل لجنة للاتصال بالمواطنين في درعا للوقوف على واقع الاحداث في المدينة ومحاسبة المسؤولين عنها.
واضافت ان القيادة قررت ايضا زيادة رواتب العاملين في جهاز الدولة لمواجهة أعباء الحياة، وتمويل الضمان الصحي والعمل على خلق فرص عمل. وشددت شعبان على أن قيادة حزب البعث قررت دراسة وضع آلية لمحاربة الفساد في البلاد وآلية لتأسيس الاحزاب وانهاء العمل بقانون الطوارئ واصدار قانون جديد للاعلام من اجل مزيد من الشفافية في التغطية الاعلامية وتعزيز سلطة القضاء.
ومن جهتها ذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان الرئيس السوري اصدر اليوم الخميس عدة مراسيم تشريعية تقضي بزيادة الاجور والرواتب والمعاشات. وافادت الوكالة ان الاسد اصدر مرسوما تشريعيا يقضي "بزيادة الرواتب والاجور الشهرية المقطوعة بمبلغ وقدره 1500 ليرة سورية (30 دولار) للراتب المقطوع".
معارضون يتهمون الرئيس الأسد ب"التقاعس"
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن معارضين بارزين في سوريا وخارجها لم تذكرهم بالاسم أن اللجنة التي أمر الرئيس بشار الأسد بتشكيلها ردا على الاحتجاجات الشعبية في جنوب البلاد لا تفي بطموحات الشعب السوري. وقالوا حسب وكالة رويترز ان الرئيس الأسد تقاعس عن اتخاذ إجراءات فورية للاستجابة للمطالب المتزايدة بإطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والتجمع وإلغاء قانون الطواريء المفروض في البلاد.
وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة من السوريين في هضبة الجولان المحتلة الخميس انحيازها للشعب السوري "ضد جلاديه" معتبرة ان تحرير الجولان "لن يكون ممكنا الا بتحرير الوطن من قيده".واوضح الموقعون على البيان وعددهم 47 انهم يعبرون عن موقفهم هذا بصورة شخصية "غير مدعين أي صفة تمثيلية لأي كان إلا لأنفسنا". ودان هؤلاء في بيانهم، الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، القمع العنيف للتظاهرات التي تشهدها سوريا لا سيما في مدينة درعا مؤكدين ان "كل من يقتل شعبه خائن".
ومن جهتها انضمت ألمانيا اليوم الخميس إلى البلدان الغربية التي حثت سوريا على منع العنف ضد المحتجين. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفله في بيان "يتعين وقف العنف على الفور. يجب على الحكومة السورية ضمان احترام حقوق الانسان الاساسية والمدنية وايضا سيادة القانون."
ويجدر الاشارة الى ان مدينة درعا شهدت مصادمات بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون باصلاحات سياسية ومزيد من الحريات. وقالت مصادر مسؤولة في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا في جنوب سوريا اليوم الخميس إن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 37 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن. وقال شهود إن قوات الأمن السورية فتحت النار على مئات الشبان في المدخل الشمالي لدرعا مساء أمس في تصعيد شديد لنحو أسبوع من الاحتجاجات والتي قتل فيها 44 مدنيا على الأقل منذ يوم الجمعة.
وشيع نحو 20 ألف محتج اليوم الخميس تسعة قتلى ورددوا شعارات تطالب بالحرية وترفض الروايات الرسمية بأن متسللين و"عصابات مسلحة" تقف وراء أعمال القتل والعنف في درعا. وردد المتظاهرون عند المقابر في شمال البلدة شعارات تتعهد بأن دماء " الشهداء" لن تضيع هدرا. وجاب جنود سوريون يحملون بنادق كلاشنيكوف شوارع درعا اليوم وأفرغ سكان البلدة المحال التجارية من السلع الأساسية وقالوا إنهم يخشون أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تنوي سحق الانتفاضة بالقوة.
( م ا م/ د ب أ، أ ف ب، رويترز )
مراجعة: منصف السليمي