السل .. مرض معد وقاتل لكن الشفاء منه ممكن
٢٤ مارس ٢٠١٦تنتقل بكتيريا السل عن طريق رذاذ لعاب المصاب، وبعد استنشاقها تصل إلى الرئتين ومنها تنتشر عبر مجرى الدم في الجسم. وعندما يكون جهاز المناعة سليماً، تقوم الخلايا المناعية بمهاجمة الجراثيم ومحاصرتها وإبطال مفعولها. لكن ذلك لا ينطبق على عشرة في المائة من الحالات، فتتكاثر البكتيريا وتدمر الأنسجة الرئوية. كما أن من الممكن أن تؤثر هذه البكتيريا، المسماة أيضاً "المتفطرة السّلّية"، على أعضاء أخرى في الجسم. ويعرف عن السل مقاومته الشديدة لطرق العلاج النمطية، ولذلك يعتبر من أكثر الأمراض القاتلة والمعدية في العالم بعد مرض نقص المناعة المكتسبة (أيدز).
سبب ذلك هو أن هذه البكتيريا أصبحت محصّنة ضد الأدوية التقليدية. حول ذلك يقول أخصائي الأمراض الصدرية تورستن باور في حديث لـDW: "المضادات الحيوية العادية لا تفيد، لأن مسبب المرض ينقسم ببطء. لذلك تطول فترة معالجته مقارنة مع التهاب الرئتين، الذي نعالجه خلال سبعة أيام، في حين يستغرق علاج السل ستة أشهر". أما فيما يخص الأعراض الرئيسية، يقول باور: "فقدان الوزن والحمى والتصبب عرقاً خلال الليل هي أبرز الأعراض"، أما السعال فهو لا يعتبر "عارضاً محدداً للمرض إلا في حالة تشخيصه".
طرق العلاج من السل
التشخيص المبكر والعلاج الفعّال هما الأسلوبان الوحيدان لإيقاف انتشار مرض السل، كما يقول الخبير الألماني باور. يمكن معرفة ذلك بعد تصوير المريض بالأشعة السينية. وللتأكد، يجرى تصوير مقطعي في مستوى الجهاز التنفسي. ولمعرفة إن كانت البكتيريا مقاومة للأدوية، يتم عزلها وإخراجها من الرئتين وفحصها باستخدام بصمة الحمض النووي المعروفة في علم الأمراض. وبعدها يمكن معرفة ما إذا كانت البكتيريا تتفاعل مع المضاد الحيوي أم لا.
هذا ويتم عزل المرضى أثناء العلاج في غرف معقمة ومغلقة لعدة أسابيع. ويضيف الأخصائي تورست باور: "يجب معالجة السل دوماً بثلاثة أو أربعة أدوية. فدواءان جديدان لا يفيدان هنا، إذ أن الجراثيم ستقاومها خلال فترة قصيرة أيضاً، ما يعني أننا بحاجة لمزيد من الأدوية". وينصح الطبيب بمعالجة السل بالمضادات الحيوية وبعدم التوقف، لأن ذلك سيجعل البكتيريا مقاومة للأدوية. ويوصي باور بـ"أربعة مضادات لمدة شهرين ومضادان لأربعة أشهر أخرى، وبعدها يُفترض أن المريض شفي من مرض السل العادي."
لكن في المقابل توجد سلالات بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، ما يجعل أدوية علاج السل غير فعالة. هذه المشكلة يعاني منها المرضى خصوصاً في أوروبا الشرقية وأفريقيا. لذا ينصح الدكتور باور بأن "يتلقى المرضى تسعة أدوية مثلاً، إضافة إلى دوائين عبر الوريد". ويمكن أن يستغرق العلاج في هذه الحالة فترة تصل إلى عشرين شهراً، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
س.ع / ي.أ (DW)