السياحة العلاجية الإماراتية تنعش اقتصاد ميونيخ الألمانية
١٠ ديسمبر ٢٠٠٩في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية تعيش جالية اماراتية كبيرة نسبيا، مقارنة بباقي الولايات الالمانية ، وقد قدم معظمهم من اجل العلاج والسياحة أو الدراسة. ويجوب هؤلاء في اغلب شهور السنة شوارعها بأريحية، بعضهم وقع في غرام المدينة واشتري شققا ومنازل، والبعض الآخر يقيم بشكل شبه دائم في فنادق عامة او خاصة يملكها بعض العرب الذين يعيشون في ميونيخ.
وعن أسباب اهتمام الإماراتيين بمدينة ميونيخ بصفة خاصة وولاية بافاريا بصفة عامة؟ يقول محمد عتيق الرميثي، قنصل دولة الإمارات العربية المتحدة في ميونيخ بأن تزايد أعداد الإماراتيين القادمين إلى بافاريا يعود لعوامل عدة منها درجة الحرارة التي تصل في صيف الخليج الي خمسين درجة، مما يجعل اجواء بافاريا المعتدلة مناخيا محل استقطاب لهم ، اضافة الي ان كثيرين يفضلون العلاج في المانيا بصفة عامة وفي ميونيخ بصفة خاصة، بالنظر الي التقدم الكبير الذي تشهده تقنيات المجال الطبي في هذه البلاد. ويستطرد قائلا إن موقع الولاية الجغرافي مهم لمواطني دولة الامارات فهي قريبة من جبال الالب وجوها معتدل ومتاخمة او قريبة من حدود عدد من الدول الاوروبية الاخري كايطاليا والنمسا والتشيك وسويسرا مما يتيح للمواطن الخليجي الاماراتي التعرف علي البلدان المجاورة دون بذل الكثير من الجهد.
"الألمان يحترمون عاداتنا ولا نكاد نشعر بالغربة هنا"
ويضيف الرميثي ان اهم شيء يعجب مواطني الخليج في ميونيخ هو الامن الذي تشهده ولاية بافاريا،فالخليجيون يتجولون في الشوارع بكل امن واريحية ثم ان طبيعة الشعب البافاري المضياف البشوش الذي يرحب بالضيف شجع كثيرا من الإماراتيين علي العيش بينهم. وفي السياق ذاته يقول عبد الحكيم الجابري الذي يرافق والده في رحلة علاجية الي ميونيخ: " ان ميونيخ تحظي بشكل خاص بحب الإماراتيين، لأنهم لا يتعرضون للابتزاز هنا، كما ان الالمان يحترمون عاداتنا، ولا نكاد نشعر بغربة في هذه البلاد، لاسيما وأن المدينة مليئة بالمطاعم والمقاهي العربية، كما يوجد الكثير من المساجد والاشياء العربية الاخرى التي لا تشعرك بغربة حقيقية".
تعزيز الشراكة شجع المزيد من الإماراتيين لزيارة ألمانيا
وحسب الرميثي يوجد ثلاثة آلاف مواطن إماراتي يتلقون العلاج سنويا في المانيا بتكلفة تصل الي 100 مليون يورو، وهو أمر يشكل مصدر إنعاش هام وتضم ميونيخ القسم الاكبر منهم، حتى ان مراكز طبية متخصصة في علاج العرب شيدت في" باد اندورف" و "باد فيزا" وأماكن أخرى في منطقة جبال الالب. ومما يشجع على قدوم الإماراتيين إلى ألمانيا تعزيز الشراكة في مختلف المجالات مع الإمارات خلال السنوات الاخيرة. وفي هذا السياق يقول الرميثي بأنه تم تسير رحلات تجارية مباشرة بين الامارات ومختلف المدن الالمانية مثل ميونيخ وديسلدورف وهانوفر وفرانكفورت، كما ان رحلات رجال الاعمال الالمان والبافارين بصفة خاصة لا تتوقف، وقد شجع هذا التعاون حكومة بافاريا علي افتتاح مكتب تمثيل لها في ابو ظبي يقوم بتنسيق الاعمال التجارية والاقتصادية بين الطرفين.
"تقنيات المستشفيات الألمانية متطورة والأساتذة لا يبخلون بالعون"
وإضافة إلى الذين قدموا بقصد العلاج والسياحة هناك من قدم بقصد الدراسة. ففي الجامعة التقنية في ميونيخ تدرس الطبيبة موزة العامري من ابو ظبي، تقوم موزة بالتحضير للدكتوراه في مجال الطب منذ 5 سنوات. وعن خبرتها في ألمانيا تقول: "ان التقنيات في المستشفيات الالمانية متطورة للغاية وان الاساتذة الالمان لا يبخلون في تقديم العون الكامل لنا"، وتضيف بأن تعلم الالمانية ساعدها كثيرا في التواصل مع المجتمع الالماني، لكن الشئ الذي ربما يقلقها هو عدم فهم الالمان للمعتقدات الدينية لدي المسلمين بشكل صحيح. وتقول في هذا الصدد ان ارتدائها الحجاب جعلها تتعرض لكثير من المواقف غير المتوقعة، فكثيرون يعتقدون انها من اصول تركية واخرون يتوجسون خيفة منها. لكن الامر يختلف بعد ان يتعرفوا عليها وعلي المهمة العلمية التي تقوم بها ، وتضيف ان الامر يحتاج الي ان يتعرف الالمان اكثر من اي وقت مضي على التقاليد الاسلامية حتي يتم التغلب علي ظاهرة الاسلاموفوبيا التي تنتشر في ألمانيا برأيها، ورغم اعجابها بميونيخ الا انها تسافر ثلاث مرات في السنة الي بلدها بالنظر الي تلك التسهيلات التي تمنحها دولة الامارات الي مواطنيها . وفي مستشفى ميونيخ يعمل ايضا مواطنها الطبيب سالم الجابر في اطار منحة تدريبية في مجال جراحة العظام، وعن اختياره المانيا للتدريب يقول ان هناك الكثير من الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين تسمح لنا بالتدريب وتكملة الدراسات العليا في المانيا. وعن اعداد الدارسين في مجال الطب في ميونيخ يقول ان عددهم يفوق الاربعين طالبا .
ميونيخ :صلاح سليمان
مراجعة: ابراهيم محمد