العملاقة دويتشه بوست تبتلع إكسل وتتربع على عرش قطاع الخدمات البريدية

أعلنت شركة البريد الألمانية (دويتشه بوست) عزمها على شراء شركة إكسل البريطانية بمبلغ 5,5 مليار يورو. وبموجب هذه الصفقة، فإن شركة دويتشة بوست ستدفع 72% من المبلغ نقدا والباقي على شكل أسهم. من جانبه اعتبر رئيس مجلس إدارة دويتشه بوست كلاوس تسومفينكل أن هذه الصفقة بمثابة "خطوة متواضعة للبشرية ولكنها قفزة كبيرة في عالم النقل"، مستعيرا بذلك مقولة عالم الفضاء الأمريكي نايل ارمسترونج. تجدر الإشارة إلى أن هذه الصفقة ستكون بمثابة أكبر عملية استثمار خارجية تقدم عليها شركة دويتشه بوست العملاقة، حتى أنها تفوق عملية شراء شركة النقل البريدي السريع (DHL) التي كلفت 3.4 مليار يورو.

وقبل اعتبار صفقة البيع سارية المفعول، يجب على الشركتين الحصول على موافقة كل من مساهمي شركة إكسل وسلطة مراقبة الاحتكارات. يذكر أن القيمة التقديرية لشركة إكسل في سوق بورصة لندن بلغت 4.1 مليار يورو.

تعزيز مركز دويتشة بوست

بهذه الصفقة بين دويتشه بوست و إكسل، تكون دويتشه بوست قد استطاعت توسيع نشاطاتها في السوق العالمية لتتحول بذلك إلى أكبر شركة في مجالي النقل والخدمات البريدية. وعلق تسومفينكل على صفقة البيع بالقول إن دمج أكسل ودويتشه بوست لوجيستيك سيحقق حضورا غير مسبوق على المستوى العالمي. وتأمل الشركة في وضعها في السوق العالمية أن تستفيد من النمو المتزايد في التجارة العالمية الذي ينعكس على خدمات النقل والبريد.

ويمتد نشاط إكسل المتمثل بدرجة رئيسية في خدمات النقل والخدمات اللوجيستية للشركات وكبار الزبائن إلى 135 دولة يقوم به 112.000 مستخدم. كما يمتد مجال نشاطها إلى سلسلة كبيرة من العمليات التي تبدأ بتخزين للبضائع حتى التوصيل السريع في جميع أنحاء العالم. وتتوقع دويتشه بوست من خلال عملية شراء إكسل تحقيق عائدات تصل إلى 200 مليون يورو في السنة.

"العملاق الأصفر" يواكب العولمة

ويسعى العملاق الأصفر ( نسبة إلى لون شعار دويتشه بوست) إلى مواكبة التحولات في السوق العالمية في إطار العولمة الاقتصادية وقيام الاحتكارات الضخمة. في هذا الصدد كانت الشركة الألمانية التي احتكرت السوق الداخلية لفترة طويلة قد عملت على تنويع نشاطاتها وتوسيعها إلى السوق الخارجية. إذ اشترت دويتشه بوست سلسلة من الشركات في مجال النقل البريدي واللوجيستي مثل شركة ايربورنه الأمريكية مؤخرا. وقبل ذلك كانت دويتشه بوست قد اشترت دانزاس السويسرية و دي اتش إل للنقل السريع.

تعويض عن فقدان السوق المحلية

منذ بداية التسعينيات ودويتشه بوست، التي شهدت تحولا من القطاع العام إلى القطاع الخاص تفقد شيئا فشيئا سيطرتها الاحتكارية على السوق الألمانية الداخلية. وتحاول الشركة تعزيز نشاطاتها كقطاع ربحي خاص ولاسيما في الأسواق الخارجية. ولأن الشركة ستفقد احتكارها للسوق الداخلية فيما يتعلق بخدمات الرسائل البريدية بحلول عام 2007 وهو ما يشكل حوالي 30% من إجمالي نشاطها، فأنها تحاول التحرر من الاعتماد الكلي على هذا القطاع وتعويض فقدانها لاحتكاره من خلال توسيع وتنويع خدماتها وأنشطتها لاسيما في السوق العالمية.

اعداد: عبده جميل المخلافي