الغموض يكتنف مستقبل البرنامج النووي الإيراني قبيل لقاء شتاينماير ولاريجاني
١١ فبراير ٢٠٠٧امتنع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن الإشارة إلى التطورات الجديدة في البرنامج النووي المثير للجدل يوم الأحد، 11 شباط/فبراير 2007، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ28 لقيام الثورة الإسلامية عام 1979. وعوضاً عن ذلك اكتفى احمدي نجاد (الذي كان قد أعلن من قبل أنه سيكشف عن تفاصيل التطورات النووية في هذا الاحتفال) بالقول أنه سيجري الإعلان عنها في الأيام المقبلة. ويعتقد المراقبون أن القيادة الإيرانية اختارت انتظار نتائج محادثات كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني والمسئولين الغربيين على هامش المؤتمر الدولي للأمن المنعقد حالياً بمدينة ميونخ الألمانية.
في هذا الإطار، من المقرر أن يلتقي لاريجاني اليوم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير ومسئول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فيما يعتبر على نطاق واسع آخر جهد دولي لطهران للإفلات من عقوبات مجلس الأمن. الجدير بالذكر في هذا السياق أن القرار رقم 1737 يلزم إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم قبل 21 من الشهر الحالي وإلا واجهت عقوبات وعزلة دولية.
"كالصخرة"
وفي خطابه أمام حشد كبير من الجماهير في ميدان آزادي (الحرية) في طهران عرض أحمدي نجاد مجدداً بالتفصيل للقضية النووية من النواحي القانونية والفنية والسياسية لكنه لم يعط أية تفاصيل جديدة. وأعاد الرئيس المحافظ التأكيد على أن الأمة الإيرانية لن ترهبها عقوبات الأمم المتحدة أو التهديدات العسكرية من قبل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إيران تقف وراء حقوقها "كالصخرة". وكان العديد من المراقبين قد توقعوا ان يكشف الرئيس الإيراني عن نبأ مهم بخصوص برنامج بلاده النووي في كلمة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للثورة الإسلامية، إلا ان الرئيس ركز بدلا من ذلك على تحدي طهران المستمر للمطالب الغربية.
مسيرة حاشدة
هذا وقد احتشد عشرات ألاف الإيرانيين في شوارع العاصمة اليوم الأحد في استعراض سنوي لدعم الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979، وكذلك لتأييد برنامج بلادهم النووي المثير للجدل. وكتب على ملصق حمل صورة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "امتلاك إيران للعلوم النووية يعد خطوة تاريخية على طريق بناء الحضارة"، ووزعت نسخا من الملصق على الحشود الغفيرة. أما اللوحات التي حملت صورة الرئيس الإيراني فكتب عليها "الشعب الإيراني سيدافع بكامل قوته عن حقه النووي" ويتوقع ان يصل عدد الحشود في طهران إلى مئات الآلاف. الجدير بالذكر أن إيران رفضت الإذعان للمطالب الدولية بتعليق عملياتها الحساسة لتخصيب اليورانيوم، التي يخشى الغرب من ان تستغل في إنتاج قنبلة نووية. وتصر الجمهورية الإسلامية على ان مساعيها النووية تهدف حصرا إلى توليد الطاقة وتؤكد على حقها الكامل بالقيام بدورة الوقود النووي الكاملة.
لاريجاني: "إيران مستعدة للتفاوض"
من ناحية أخرى أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني اليوم الأحد ان إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها "مستعدة" لاستئناف المفاوضات "لحل" الأزمة النووية و"عدم تأزيم الوضع في المنطقة". وكرر لاريجاني في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونيخ الدولي حول الأمن ان "إرادة إيران السياسية هي التوصل إلى حل تفاوضي لهذه القضية. نحن لا تريد تأزيم الوضع في المنطقة".