الغنوشي:"حركة نداء تونس" أخطر على الثورة من السلفيين
١٣ أكتوبر ٢٠١٢قال راشد الغنوشي، الرجل الأول في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، لصحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم السبت (13 تشرين أول/ أكتوبر 2012)، إن "حركة نداء تونس هي إعادة لتجمع بن علي، وليست قوة سياسية جديدة، أما السلفيون فهم من قوى الثورة، كانوا في السجون ومعتقلات بن علي، فهم من ضحايا بن علي، لكن قطاعا واسعا من حركة نداء تونس هم من تجمع بن علي وتحولوا إلى حزب". وأضاف أن "السلفيين هم خارج أجهزة الدولة، بينما نداء تونس هم في صلب الأجهزة، تجدهم في الإدارة وفي الإعلام، وهم أخطر على الثورة من السلفيين الذين هم طيف واسع متعدد، وهناك سلفية مسالمة وهناك سلفية عنيفة. ونحن نتعاون مع كل طرف بالحوار، وكل من يتجاوز حدوده فهناك قانون يحكم عليه".
وأكد الغنوشي أنه مادامت فئة من التونسيين غير مطمئنة وتخشى من الشريعة التي تبقى مفهوما ملتبسا عند العلمانيين والنخبة فإن حركة النهضة لن تتعجل في تطبيقها. ودعا الشباب السلفي في تونس أن يقدر ويثمّن ما حصلوا عليه من حرية ومن إمكانية العمل في المساجد وإقامة الجمعيات، وأن يعملوا كأحزاب، لافتا إلى أن أطرافا في تونس رهانها الاستراتيجي الأساسي هو دفع هؤلاء الشباب السلفي إلى التصادم مع السلطة، ودفع السلطة إلى التصادم مع هؤلاء الشباب.
وأضاف :"هم يريدون أن يدفعوا النهضة إلى إجراء حملات اعتقال جماعية للسلفيين، مثلما كان يفعل بن علي من اعتقال الناس بتهمة الانتماء للنهضة. نحن نرفض هذا المنهج. الدولة لا شأن لها بالتيارات الفكرية، وتتعامل مع الناس كأفراد". وكشف زعيم حركة النهضة أن الترويكا الحاكمة تُعد لمبادرة سياسية توافقية سيعلن عنها قريبا، منوها أن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل هي مبادرة وطنية ستجمع التونسيين يوم 16 تشرين أول/ أكتوبر الجاري في مؤتمر الحوار الوطني.
من جهة أخرى، نفت وزارة الدفاع التونسية أنباء راجت عن حصول مواجهات الجمعة بين وحدات من الجيش وسلفيين مسلحين يشتبه في انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بإحدى مناطق الجنوب الغربي التونسي، بحسب ما أفاد العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم الوزارة في تصريح نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الحكومية.
وفي تطور لافت، انضمت والدة محمد البوعزيزي، مفجر الثورة التونسية، إلى حزب حركة "نداء تونس"، وذلك إثر لقائها مؤسس الحركة السبسي، مساء أمس الأول الخميس في مكتبه، وفقا لمصادر إعلامية تونسية.
ويُنظر إلى "نداء تونس" على أنها المنافس الرئيسي المحتمل لحركة النهضة الإسلامية في الانتخابات المقبلة. وكانت حركة النهضة أبدت رفضا مبدئيا لأي حوار مع نداء تونس بشأن تشكيل حكومة توافقية في المرحلة القادمة بدعوى اصطفاف أعضاء من حزب التجمع الدستوري المنحل خلفها، لكن الاتهام نفسه يوجهه عدد من الأحزاب المعارضة لحركة النهضة بتوظيفها لكوادر من الحزب الحاكم السابق في مفاصل الدولة.
ويسود جدل في تونس بشأن التاريخ الرمزي لانتهاء "الشرعية الانتخابية" في 23 تشرين أول/ أكتوبر الجاري وهو التاريخ المحدد سلفا للانتهاء من صياغة دستور جديد للبلاد داخل المجلس الوطني التأسيسي.
ف. ي/ م. س (د ب ا، أ ف ب)