الناتو وألمانيا يحملان روسيا مسؤولية سقوط صاروخ في بولندا

حملت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) روسيا مسؤولية سقوط صاروخ في بولندا ما أسفر عن مقتل شخصين.

وبعد وصولها إلى مؤتمر المناخ العالمي (كوب 27) في منتجع شرم الشيخ بمصر، قالت بيربوك: "ما كان لهذين الشخصين أن يموتا لولا هذه الحرب الروسية الوحشية".

وأوضحت الوزيرة أنه كانت هناك غارات جوية شديدة على مدن أوكرانية، وبينها مدينة لمبرج على الحدود مع الاتحاد الأوروبي مباشرة، وذلك خلال الساعات التي سبقت سقوط الصاروخ والذي أشارت أحدث الشواهد إلى أن سببه هو الدفاع الجوي الأوكراني.

وتابعت بيربوك، التي تنتمي لحزب الخضر، بالقول إن " الساعات الـ18 الأخيرة أظهرت مدى أهمية أن نتصرف في هذه اللحظات بتعقل، وأن نتصرف قبل كل شيء بشكل مشترك كاتحاد أوروبي ودول تابعة للناتو (حلف شمال الأطلسي)".

وقالت إنه طالما لم تنته الحرب في أوكرانيا فإنه سيتعين إمداد الناس بالكهرباء والمياه والطاقة على مدار الأسابيع والشهور المقبلة.

الناتو: لا مؤشر على هجوم متعمد 

ورجّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن يكون الانفجار الذي أودى بشخصين في بولندا جاء نتيجة نيران مضادة للطائرات أطلقت من الجانب الأوكراني، لكنه أكد أن روسيا تتحمّل "المسؤولية النهائية" عن الحرب.

وقال بعدما ترأس اجتماعا لسفراء الحلف "يجري تحقيق في هذا الحادث وعلينا انتظار نتائجه... لكن لا مؤشر لدينا أن ما حصل كان نتيجة هجوم متعمّد".

وأضاف أن "تحليلنا الأولي يفيد بأن الحادث ناجم على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد صواريخ كروز روسية... لكن لأكون واضحا، أوكرانيا ليست المذنبة". وأكد قائلا: "تتحمّل روسيا المسؤولية النهائية في وقت تواصل حربها غير الشرعية على أوكرانيا".

و كان صاروخ سقط مساء أمس الثلاثاء على قرية برزيفودوف البولندية الحدودية، التي تبعد ستة كيلومترات فقط من الحدود مع أوكرانيا، وأسفر الحادث عن وفاة شخصين.

وأدت الواقعة إلى رفع الناتو وبولندا العضو بالحلف حالة التأهب، والتقى سفراء الناتو من أجل إجراء محادثات أزمة اليوم .

شولتس يدعو للحذر من القفز للاستنتاجات

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد حذر في وقت سابق من القفز إلى الاستنتاجات بعد سقوط صاروخ في بولندا.

وقال شولتس عقب اختتام قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية: "يُحظر في مثل هذه المسألة الخطيرة أي تحديد متسرع لمسار الواقعة قبل التحقيق الدقيق فيها"، مشيرا إلى أن أجهزة المخابرات تبادلت المعلومات وأن الولايات المتحدة ستدعم المحققين البولنديين.

وأكد المستشار الألماني أنه لا ينبغي إغفال سبب الضربة الصاروخية: "من المهم أيضا في نفس الوقت أننا جميعنا أوضحنا ونوضح أن أيا من هذا لم يكن ليحدث لولا الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لولا الصواريخ التي يتم إطلاقها الآن بشكل مكثف وعلى نطاق واسع على البنية التحتية الأوكرانية".

من جهتها استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البولندي لدى موسكو الأربعاء في اليوم التالي لسقوط الصاروخ. وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تلغرام "تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية" دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.

وأكدت موسكو الأربعاء أن روسيا "لا علاقة لها" بسقوط صاروخ مساء الثلاثاء في بولندا، ورحبت بـ"ضبط النفس" الأميركي في هذه الحادثة التي أثارت توترا شديدا.

في المقابل اتهمت أوكرانيا روسيا باستهداف الأراضي البولندية بضربة صاروخية.

وما زال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى الأربعاء بعد سقوط صاروخ يرجح أنه روسي الصنع، حسب وارسو، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

ع.أ.ج/ أ.ح ( أ ف ب، د ب ا)