انتقال الاحتجاجات على البطالة إلى مدن تونسية أخرى
٢٦ ديسمبر ٢٠١٠قال شهود عيان ونقابيون اليوم الأحد (26 كانون الأول / ديسمبر 2010) إن المئات من شبان منطقة بن قردان، الواقعة في جنوب شرق تونس، تظاهروا للمطالبة بتوفير فرص العمل في المنطقة الواقعة على الحدود مع ليبيا. وقد وصف بعض المراقبين هذا التحرك كـ "توسع للحركة الاحتجاجية"، التي تشهدها ولاية سيدي بوزيد منذ تسعة أيام. وخرج عشرات المواطنين في مسيرة جابت شوارع المدينة قبل أن ينضم إليها آخرون رافعين شعارات تطالب بتوفير فرص الشغل والتنمية.
وقال النقابي حسين بالطيب لرويترز: "رسالتنا واضحة هي المطالبة بتنمية عادلة بين الجهات وتوفير فرص الشغل للجميع"، مؤكدا أن المواطنين خرجوا "للتضامن مع أهلنا في سيدي بوزيد". وحذر المتظاهرون في بن قردان من أنهم سيصعدون احتجاجاتهم في حال عدم الإنصات إلى مطالبهم بجدية. وحاولت قوات الأمن في البداية منع المسيرة من أن تجوب المدينة، لكنها سمحت لها بعد ذلك. كما لم تسجل أي اشتباكات مع قوات الشرطة. وقدر نقابيون عدد المتظاهرين في بن قردان بنحو 800 شخص.
وقفات ومسيرات سلمية في بعض الجهات التونسية
وتناقلت بعض الأطراف على موقع فيسبوك الاجتماعي مقاطع فيديو وأخبار مفادها أن العشرات خرجوا في مسيرات ووقفات سلمية أعربوا فيها عن تضامنهم مع أهالي سيدي بوزيد ومطالبين بفرص للشغل في عدد من المدن التونسية الأخرى على غرار صفاقس ومدنين، في الجنوب الشرقي، وسليانة في الوسط الغربي وجندوبة في الشمال الغربي.
وفي ولاية سيدي بوزيد نفسها، التي انطلقت منها الاحتجاجات الشعبية قبل تسعة أيام، تجددت المواجهات ليل السبت الأحد وأسفرت عن إصابة شخص بالرصاص وخسائر مادية جسيمة، على ما أفادت مصادر نقابية اليوم الأحد. وأفاد شهود عيان بأن مواجهات اندلعت ليلة السبت بمعتمديتي "سوق الجديد" و"الرقاب" التابعتين لولاية سيدي بوزيد.
وقال النقابي وشاهد العيان منجي غنيمي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "مئات المتظاهرين خرجوا في مدينة السوق الجديد على بعد 15 كلم جنوب سيدي بوزيد". وأضاف أن رجال الحرس الوطني أطلقوا النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، الذين طوقوا "مركز البريد واحرقوا مقر معتمدية "سوق الجديد". وأضاف أن أحد رجال الحرس قد أصيب خطأ في ساقه بالرصاص.
تصعيد في "الرقاب" و"السوق الجديد" التابعتين لولاية سيدي بوزيد
ودارت خلال الليلة الماضية مواجهات عنيفة بين ألفي متظاهر والشرطة في مدينة الرقاب، على بعد 37 كلم جنوب شرق سيدي بوزيد، مخلفة خسائر مادية جسيمة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن النقابي كمال العبيدي. وقال العبيدي في اتصال هاتفي مع الوكالة إن نحو "ألفي شاب اشتبكوا الليلة (الماضية) مع نحو700 من قوات مكافحة الشغب في مركز معتمدية "الرقاب" (35 كلم غرب مركز محافظة سيدي بوزيد) وأنهم أحرقوا مصرفا ومحكمة وهشموا واجهة البلدية".
وأضاف النقابي أن الشرطة "استعملت بشكل مكثف جدا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وأنها شنت حملة مداهمات (للمنازل) واعتقالات واسعة". ولفت العبيدي إلى أن أغلب المتظاهرين "في العشرينيات من العمر وأن أعدادا كبيرة منهم قدموا من الأرياف التابعة للمعتمدية وأنهم رددوا خلال تظاهرهم شعارات معادية لرموز الحكم". ولم يوفر أي مصدر رسمي معلومات حول هذه الأحداث.
يشار إلى أن هذه المظاهرات انطلقت قبل تسعة أيام من مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلومتر عن العاصمة تونس، احتجاجا على إقدام شاب تونسي على احراق نفسه بسبب البطالة رغم أنه من حملة الشهادات العليا. واتخذت الأحداث منحى مأساويا يوم الجمعة الماضي حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة أثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن كانت تحاول منعهم من السيطرة على مركز للحرس.
(غ.س / د ب أ، أف ب / رويترز)
مراجعة: أحمد حسو