انجيلا ميركل أول امرأة تطرق باب المستشارية الألمانية

أزالت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ في مؤتمر صحفي نظم بعد ظهر أمس في العاصمة الألمانية الشكوك حول منصب المستشارية الألمانية، معلنة أن المحادثات التي أجراها حزبها مع الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة غيرهارد شرودر تمخضت عن اعطائه الحق في تعيين المستشار الألماني الجديد. وبهذا تكون أنجيلا ميركل قد ذللت آخر العقبات أمام تسلمها لمنصب المستشار في السنوات الأربع المقبلة، وذلك بعد محادثات شاقة عقبت إجراء الانتخابات البرلمانية في الثامن عشر من أيلول / سبتمبر الماضي. وقالت ميركل إن تشكيل ائتلاف كبير يتكون من الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يتطلب تقسيم الحقائب الوزارية بعدل" مؤكدة أن حزبها سيحصل على منصب المستشار وست وزارات، في حين سيحصل الاشتراكيون الديمقراطيون على ثماني حقائب وزارية. في الوقت ذاته رفضت المسؤولة تسمية الأشخاص الذين سيتسلمون المناصب، قائلة إن المحادثات مع الاشتراكيين الديمقراطيين ستتواصل في الأيام القليلة المقبلة.

السياسة الخارجية

وعلى صعيد السياسة الخارجية، قالت ميركل إنها لا تتوقع حدوث تغييرات جذرية على السياسة الألمانية الخارجية. أما بخصوص العلاقات مع واشنطن التي شهدت في السنوات الماضية جمودا سياسيا واضحا، قالت المسؤولة إن المصالح الألمانية "تتطلب وجود علاقات جيدة مع الولايات المتحدة دون إهمال العلاقات الثنائية مع موسكو." وأضافت أن بلادها "معنية بوجود علاقات جيدة ومبنية على الثقة مع المسؤولين الأمريكيين." وعلى صعيد العلاقات مع الصين، قالت ميركل إن هذه العلاقات جيدة وإن حجر الأساس لهذه العلاقات وضعها المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول (الحزب المسيحي الديمقراطي) وواصلها المستشار السابق شرودر وهي بدورها "ستكمل هذا الطريق."

وماذا عن شرودر؟

في وقت كانت فيه زعيمة المحافظين الألمان تقف أمام ممثلي وسائل الإعلام في العاصمة برلين، سادت أجواء من الحيرة بخصوص مستقبل غيرهارد شرودر. وفي حين قالت مصادر حزبية إن شرودر لم يشارك في تشكيلة الحكومة الجديدة، أكد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانس مونتيفيرنغ أن مسألة مشاركة شرودر في الحكومة الجديدة ما زالت غير محسومة. وكانت مصادر إعلامية ألمانية نسبت إلى مصادر حزبية قولها إن شرودر سيعتزل السياسة. وقالت اليومية الألمانية "نوي باساور بريسسه" إن شرودر قرر في اللقاء الذي جمعه السبت الماضي مع ميركل اعتزال العمل السياسي. وبهذا ستبقى مسألة مشاركة شرودر في الحكومة الجديدة مفتوحة.

أول مستشارة ألمانية

وكانت قناة التلفزيون الألمانية الثانية "زي دي إف" نسبت إلى وكالة الأنباء الألمانية "دي بي أيه" قولها إن الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الثامن عشر من أيلول / سبتمبر الماضي بأغلبية بسيطة على منافسه الاشتراكي الديمقراطي له الحق في تعيين المستشار، الأمر الذي يعني أن رئيسته أنغيلا ميركل ستتسلم في السنوات الأربع المقبلة منصب المستشارية الألمانية كأول امرأة في تاريخ ألمانيا. وأضافت القناة التلفزيونية أن المحادثات التي حضرها نيابة عن الاشتراكيين الديمقراطيين كل من غيرهارد شرودر وفرانس مونتيفيرنغ وعن المحافظين أنغيلا ميركل وإدموند شتويبر تمخضت عن اتفاق الجانبين على حق المحافظين بمنصب المستشارية.

ترحيب في بروكسل

بينما أعرب الحزب الليبرالي الحر عن تشاؤمه من تشكيل حكومة ائتلافية مكونة من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والمسيحي الديمقراطي، أعلن مسؤولون أوروبيون في بروكسل عن ترحيبهم بتشكيل الحكومة الألمانية الجديدة، معللين ذلك بضرورة خروج ألمانيا من الجمود السياسي الذي تعيشه منذ تنظيم الانتخابات البرلمانية الأخيرة. إلى ذلك، قال مفوض الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إنه يرحب بتعيين ميركل مستشارة ألمانية. وأضاف سولانا :" إذا تأكدت هذه الأخبار، فإنني أرحب بها وأتمنى لميركل وللشعب الألماني كل خير." أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) دي هوب شيفر فقد هنأ المستشارة الألمانية الجديدة بالمنصب قائلا إنه " شيء مهم أن تستلم أنغيلا ميركل منصب المستشارية كأول امرأة في تاريخ ألمانيا."

ثمن باهظ لتنازل شرودر

وكان المحافظون قد أعربوا عن آمالهم في أن يوافق غيرهارد شرودر على التخلي عن منصب المستشار بعد محادثات يوم الخميس الماضي في ظل تساؤلات حول "الثمن الباهض الذي يتوقع أن تدفعه ميركيل مقابل تناول شرودر"، على حد تعبير المحلل السياسي فرانز فالتر. ويأتي ميل المحافظين بزعامة ميركل والحزب الديمقراطي الاشتراكي إلى فكرة تشكيل ائتلاف حكومي كبير بعد أن فشل الجانبان في تشكيل أغلبية مع حلفاءهم الصغار (الخضر والليبراليون) الذين يفضلونهم بعد انتخابات. لكن الجانبين لم يتمكنا من الاتفاق حتى الآن على من الذي يتولى منصب المستشار. والجدير بذكره في هذا السياق أن شرودر رفض الاعتراف بالهزيمة رغم أن المحافظين فازوا بأربعة مقاعد أكثر في البرلمان مشيراً إلى حصوله على "تفويض بمواصلة سياسته الإصلاحية ورفض غالبية الألمان لبرنامج أحزاب المعارضة المحافظة."

دويتشه فيله