اندلاع مظاهرات حاشدة في سوريا في تحد لانتشار الجيش
٢٩ أبريل ٢٠١١نزل عشرات الآلاف من السوريين في مختلف المدن السورية للتظاهر تضامناً مع مدينة درعا المحاصرة وللمطالبة بحريات سياسية في تحد لانتشار قوات الجيش والأمن بكثافة. كما اندلعت مظاهرات في ضواحي العاصمة دمشق وفي مدينة حمص بوسط البلاد وبلدة بانياس الساحلية وأيضا في شرق سوريا. وقال شهود وزعيم معارض وجماعة مدافعة عن حقوق الإنسان إن مظاهرتين صغيرتين بدأتا أيضاً في وسط دمشق.
وتأتي هذه المظاهرات رغم دعوة السلطات السورية "المواطنين إلى الامتناع عن التظاهر" اليوم بعد دعوات إلى "جمعة غضب" في جميع أنحاء البلاد، محذرة من أنها ستطبق "القوانين المرعية". لكن "شباب الثورة السورية" دعوا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع مدينة درعا.
إطلاق نار في درعا
من جانب آخر نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان من مدينة درعا قولهم إن جنوداً سوريين أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء بالمدينة لمنع الناس من حضور صلاة الجمعة أو الاحتجاج. وأضاف المتحدث أن قوات الجيش "سيفتحون النار إذا غادر أحد منزله". وتدفقت الدبابات والجنود على درعا لسحق المقاومة في المدينة، التي انطلقت منها انتفاضة مستمرة منذ ستة أسابيع.
وفي دمشق بدأت شاحنات الحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات والتي تحمل جنوداً في زي القتال تقوم بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن وحدات أمن مختلفة وشرطة سرية تمركزت في نقاط تفتيش بالعاصمة السورية وإن المدينة منقطعة عن الضواحي والمناطق الريفية كما انقطعت الاتصالات والكهرباء عن مراكز حضرية وبلدات تحدت تحذيرات من تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة.
إجماع أوروبي على فرض عقوبات
وفي سياق متصل قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى إن هناك إجماعاً كبيراً بين الأوروبيين حول توجيه "الرسالة الصحيحة" إلى دمشق عبر فرض عقوبات لتكف عن قمع التظاهرات في سوريا وتدفع بالحوار مع المعارضة. وأعرب بيار فيمون، مفوضة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، قبل ساعات من الاجتماع الذي سيعقده في بروكسل سفراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول سوريا، عن ثقته في توصل الاتحاد إلى المصادقة على عقوبات تستهدف شخصيات سورية مسؤولة عن القمع.
وأضاف فيمون: "يبدو لي أن هناك اتفاقا واسعا للقيام بأمر ما وتوجيه الرسالة المناسبة" إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر المسؤول الأوروبي أنه "لا يجب تبنى عقوبات لمجرد تبنيها، بل توجيه الرسالة المناسبة لدمشق ليتوقفوا عن القمع ويعودون إلى الطريق القويم والحوار مع المعارضة".
(ع.غ/ رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: لؤي المدهون