انطلاقة المنتدى الاقتصادي العالمي 2006 في دافوس
٢٦ يناير ٢٠٠٦يرجع تاريخ المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يستضيفه المنتجع السويسري دافوس سنويا إلى عام 1971. ففي هذا العام بالذات، دعا مؤسسه البروفسور السويسري كلاوس شفاب رجال أعمال ورؤساء شركات ليدشن بذلك بداية موفقة للمنتدى الدولي الذي لم يكن يتوقع أحد تطوره بهذا الشكل. ولكنه منتدى دافوس أصبح اليوم أحد أهم المنتديات الاقتصادية العالمية. ويشارك في المنتدى آلاف الخبراء الاقتصاديين والمهتمين، علاوة على رؤساء دول وحكومات بالإضافة إلى مدراء مصارف من بلدان عديدة. والملفت للنظر في الدورة الحالية هو مشاركة أكثر من 730 رئيس شركة ومؤسسة من أصل 2300 مشارك في المنتدى العالمي. وسيرافق المنتدى تمركز أكثر من 5500 جندي سويسري لتأمين الحماية للمشاركين مع عدم توقع حدوث أعمال عنف.
مواضيع تقليدية وأخرى جديدة
وبحسب برنامج المنتدى، فإنه سيتم مناقشة مواضيع سياسية تقليدية تتكرر منذ سنوات وأهمها موضوع الحرب على الإرهاب وأبعادها على الساحة الجيوسياسية وخاصة مع استمرار الوضع الأمني غير المستقر في كل من العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى قضية الشرق الأوسط ومستقبل خارطة الطريق وتوقف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتأثير ذلك في الحياة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط. وسيكون الملف النووي الإيراني وتأمين مصادر الطاقة أحد أهم المواضيع السياسية ـ الاقتصادية الجديدة وخاصة بعد تلميحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك باحتمال استخدام الأسلحة النووية في حال تعرض بلاده لاعتداءات إرهابية. وسيشارك في هذه النقاشات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. أما الموضوع الاقتصادي الرئيسي فسيكون تسارع نمو القوة الاقتصادية الآسيوية وخاصة في الصين والهند، حيث يشهد اقتصاد البلدين نموا مطردا. وأكد مؤسس المنتدى البروفسور كلاوس شفاب في الكلمة الافتتاحية على أهمية الابتكارات وضرورة الإبداع ودورها في بقاء الشركات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية وخاصة في عصر العولمة، وذلك بعد أن أصبحت التكنولوجيا والمعرفة التقنية سلعا تجارية، على حد قوله.
المنتدى الاجتماعي العالمي المعارض
وتجدر الإشارة إلى أن منتدى دافوس يتزامن سنويا مع تنظيم منتدى اجتماعي عالمي معارض استضافته في هذا العام العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وذلك بمشاركة 80 ألف شخص، بحسب تأكيدات منظميه. وتظاهر آلاف المشاركين يوم أمس الثلاثاء رافعين شعارات مثل "لا للإمبريالية ونعم للاشتراكية" و"لا للحرب والسلام ممكن". وطالب المشاركون وعلى رأسهم ناشطة السلام الأمريكية ساندي شيهان الحكومة الأمريكية بسحب قواتها من الأراضي العراقية. ويعتبر هذا المنتدى لقاء سنوياً لمناهضة العولمة والليبرالية الجديدة. وقبل يومين انتهى الجزء الأول من المنتدى الاجتماعي في مدينة باماكو في مالي والذي أقيم تحت شعار "عالم آخر أمر ممكن". ودعا المشاركون فيه إلى تنمية الموارد البشرية وتطوير الديمقراطية في القارة الأفريقية وإلى احترام حقوق الإنسان. وستتركز مواضيع الجزء الثاني من المنتدى الاجتماعي في العاصمة الفنزويلية حول الحروب وعواقبها على البشر والتنوع الثقافي والبدائل الاقتصادية. ومن المتوقع حضور شخصيات هامة كالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز المعروف بمواقفه المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية.
ميركل في مقدمة الحضور
صحيح أن السياسيين الألمان يتابعون بجدية المنتدى الاقتصادي العالمي وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال الحضور الألماني في السنوات الماضية. وفي هذا العام يشارك رئيسا وزراء ولايتين ألمانيتين بالإضافة إلى المستشارة الألمانية. لكن كبار مدراء الشركات هم الذين يلعبون الدور الرئيسي في فعاليات هذا المنتدى، فعلا سبيل المثال لا الحصر، يشارك في المنتدى رئيس مصرف دويتشه بنك جوزيف أكرمان ورئيس سيمنس كلاوس كلاينفيلد وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة باير للأدوية فيرنر فينينغ وغيرهم ممن يريد إثبات وجوده والترويج لمؤسسته. وشاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في افتتاح المنتدى بإلقائها كلمة افتتاحية بينت فيها معالم سياستها الاقتصادية وأكدت أنها تريد رفع ألمانيا وأوروبا نحو القمة. وقالت المستشارة الألمانية إن مكافحة البطالة ومواجهة النمو الاقتصادي البطيء يحتاج إلى خطوات إبداعية شجاعة، منوهة بذلك إلى شعار المؤتمر: تحديات الابتكار. من جهة أخرى أعلنت المستشارة الألمانية أن ألمانيا ستمنح محاربة البيروقراطية أولوية كبيرة أثناء رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي في عام 2007.
ورفع الكثير من المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في أكثر من 200 فريق عمل شعار" لا تخافوا من العولمة" والتي أعلن المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد في كاراكاس الحرب عليها. والسؤال الذي يطرح نفسه من سيستطيع تقديم براهين أكثر في المنتديين.
سمير مطر