اهتمام أوروبي متزايد بقضايا الشرق الاوسط

يجتمع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، 22 يناير/كانون الثاني 2007، في بروكسل لمناقشة عدد من القضايا الشائكة من جملتها نتائج الانتخابات في صربيا وبحث مستقبل إقليم كوسوفو. كما سيناقش المسئولون الأوروبيون مدى قدرة الأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية الأخيرة في صربيا على تشكيل حكومة تتبنى سياسة إصلاحات تستطيع التعامل مع الضغوطات الداخلية، التي يمكن أن تظهر عند إعلان وسيط الأمم المتحدة مارتي اههتيساري الأسبوع القادم عن مقترحاته المتعلقة بوضع إقليم كوسوفو، الذي يطالب معظم سكانه الألبان بالاستقلال رغم معارضة صربيا.

وبجانب التطورات السياسية في منطقة البلقان سيشكل الملف النووي الإيراني وسبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط محاور نقاش إضافية يتطرق إليها الوزراء الأوروبيين الـ27 خلال اجتماعهم الذي يرأسه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

رغبة أوروبية في استقرار البلقان

يُبدي وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي اهتماماً كبيراً بمستقبل منطقة البلقان. ولا يخفي المسئولون الأوروبيون رغبتهم في أن ينتج عن الانتخابات النيابية التي أُجريت يوم أمس في صربيا تشكيل حكومة يمكن التفاوض معها، لاسيما أن الدول الأوروبية الـ27 كانت تأمل في وصول ائتلاف ديموقراطي مؤيد للاتحاد من شأنه أن يسهل مفاوضات حساسة حول تقارب الاتحاد مع صربيا وحول الوضع النهائي لإقليم كوسوفو الذي تديره الأمم المتحدة منذ عام 1999. وسيكتفي وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم ببحث كيفية سير الانتخابات وتقيم نتائجها الأولى ومناقشة ما قد يترتب عنها إلى حين تشكيل ائتلاف تشارك فيها الأحزاب المؤيدة للانضمام إلى الإتحاد الأوروبي وحزب القوميين المتشددين بعد فشل كل الأحزاب السياسية في الحصول على أغلبية مطلقة تسمح لهم بالتشكيل الحكومة بمفردهم.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية التقارب بين الاتحاد الأوروبي وصربيا جُمدت منذ مايو/أيار الماضي بعد أن اعتبر الأوروبيون أن جهود السلطات الصربية من أجل توقيف القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش وإحالته أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة لم تكن كافية.

الملف النووي الإيراني والشرق الأوسط

وعلى صعيد آخر، سيبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل كيفية ضمان تنفيذ العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة على إيران بشكل كامل وصارم بعد رفض الأخيرة تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتشمل العقوبات حظر تصدير المعدات والتكنولوجيا المرتبطة بالبرنامج النووي، وتجميد الحسابات المصرفية وفرض قيود على رحلات الإيرانيين المرتبطين بهذا البرنامج. أما فيما يتعلق بعملية السلام سيناقش الوزراء مسألة إحياء دور اللجنة الرباعية للوساطة الدولية في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يعقد الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة اجتماعاً في واشنطن في الثاني من فبراير/شباط القادم لبحث استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل وفلسطين.

وتأتي هذه الخطوة في ضوء الجهود الأخيرة التي تبذلها ألمانيا في إطار رئاستها للإتحاد الأوروبي الدورية من أجل إحياء وتفعيل دور اللجنة الرباعية للتوصل إلى حل شامل للنزاع العربي-الإسرائيلي. وتجدر الإشارة هنا أن اللجنة الرباعية لم تستطع، منذ أن وضعت خارطة الطريق عام 2003 التي لم تطبق بعد، من تقديم مبادرة قيمة تساعد على وقف أعمال العنف وإعلان الدولة الفلسطينية.